برعاية رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم

مهرجان «الكويت للمونودراما»... دقّ أجراس البداية

1 يناير 1970 09:57 م
تسعى الكويت جاهدة لتكون في المسار الصحيح من خلال زيادة الأنشطة المسرحية طوال العام، وبناء على ذلك افتتحت مساء أول من أمس الدورة الأولى من مهرجان الكويت للمونودراما برعاية من رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم، وحضور الأمين العام للهيئة الدولية للمسرح في اليونسكو (ITI) محمد سيف الأفخم، مدير الديوان الأميري الإماراتي ومدير مهرجان «الفجيرة للمونودراما» محمد سعيد الضنحاني، إضافة إلى عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور فهد السليم والشيخ الشاعر دعيج الخليفة الصباح، وعدد كبير من المهتمين بمجال المسرح.

استهل المهرجان - على خشبة مسرح المرحوم «حمد الرجيب» في المعهد العالي للفنون المسرحية - فعالياته بعرض مونودراما قدّمه الفنان جاسم النبهان تناول خلاله حال انتعاش وازدهار الحركة المسرحية الكويتية منذ بداية ظهورها إلى يومنا الحالي، مشيداً بكل من أسسوها وساهموا في نجاحها ووصولها إلى المرحلة التي نعيشها اليوم ومنهم عائشة إبراهيم باعتبارها أول فتاة كويتية اعتلت الخشبة، ومريم الغضبان ومريم الصالح التي دعا لها بالشفاء العاجل. كما أوضح خلال ذلك أن المسرح في الكويت لاقى القبول والرفض، لكنه رغم ذلك استمر كونه كان بدعم من الحكومة، وأوضح كذلك أن مسرح المونودراما ليس عملاً فردياً، بل هو جماعي، وتمنّى من المسؤولين تحقيق رغبة وبند موجود في المجلس الوطني وهي تكوين فرقة أهلية. وخلال عرضه للفقرة تخلل عرض مقاطع من مسرحيات قديمة مازالت عالقة في الأذهان.

بعدها أطلّت عريفة الحفل المذيعة منال العمران على الحضور، ودعتهم للاستمتاع بعرض فيلم قصير مدّته ثلاث دقائق عن الفنان عبد العزيز الحداد، والذي ضم إنجازاته المسرحية في عالم «المونودراما».

واعلتى بعدها مدير المهرجان الفنان جمال اللهو خشبة المسرح ملقياً كلمته فقال «اليوم أصبحت الفكرة التي كانت حلماً يراودني منذ العام 2003 واقعاً ملموساً، وهذا جاء من التشجيع المستمر الذي وجدته من الجميع، وأيضاً المسسؤولين والقياديين للمبادرات والدعم للقطاع الخاص وتشجيعه وأهميته في المجتمع الذي مازال قادراً على استضافة وعمل وتنظيم المهرجانات الفنية والثقافية، ودوره في تلك المناسبات ما زال رئيساً من خلال الشباب المتحمّس والقادر على أن يقف بالمقدمة، ونحن احدى هذه المؤسسات التي آمنت بهذا الدور، ويسرني تنظيم هذا المهرجان المسرحي النوعي للمرة الاولى في بلدنا الحبيب وتحت مسمى (مهرجان الكويت للمونودراما)».

وأكمل «المهرجان سيكون رافداً للحركة المسرحية وتشجيع الشباب المتحمّس الذي هو ثروة هذا الوطن ومستقبله، وقد جاء اختيار الفنان القدير عبد العزيز الحداد كشخصية للمهرجان ليس بالصدفة، وإنما تكريمه كان إيماناً بأنّ تكريم الفنان واجب ومطلب شعبي نتطلع إلى تحقيقه من زمن بعيد. فالفنان يقدّم عصارة فكره وأحاسيسه ومشاعره بهدف إضفاء البهجة والمتعة في نفوس الناس».

وختم اللهو كلمته: «أقدّم خالص الشكر وعظيم الامتنان إلى سعادة رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم لرعاية الدورة الأولى من المهرجان، إلى جانب المهندس علي اليوحة أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على الدعم المتواصل، وكذلك الدكتور فهد السليم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية على استضافته الفعاليات، والشكر موصول إلى السيد محمد سيف الأفخم الأمين العام للهيئة العامة الدولية للمسرح في اليونسكو (ITI) على دعمه اللامحدود وتوفير سبل النجاح. ولا أنسى شكر كل الفرق المشاركة وجميع اللجان العاملة ووسائل الإعلام، وإلى الأستاذة ريم الوقيان على تشجيعها للشباب ودعمها المهرجان بتقديم جائزة (ريم الوقيان للتصوير الفوتوغرافي)، إضافة إلى حمد الرقعي على مساعدته في تقديم النصح».

ثم أعقبه في إلقاء الكلمة محمد سيف الأفخم فقال «في زمن هو الأحب إلى قلوب المسرحيين في العالم كله والأقرب إلى ذواتهم المسكونة بحب المسرح، حيث الاحتفال الأكثر أهمية عندهم بيوم المسرح العالمي، يبادر مسرحيو الكويت الحبيبة إلى تبني مهرجان وليد في فن كان منه المبتدأ وإليه تؤول المحصلات الواحدية في التجلي والإبداع حيث إحاطة الممثل لنا بفنه، وتشكلّ أدواته وإنتاجه منجزاً إبداعياً يسهم في تكريس التجربة المسرحية التي تعدّ الأساس الأهم في الفضاء الثقافي والخيمة التي تستظل بها كل الفنون باعتبار أنّ المسرح أب لكل الفنون. إننا في الهيئة الدولية للمسرح نعرب عن إعجابنا وتقديرنا العميقين لمبادرة إطلاق الدورة الأولى لمهرجان (المونودراما) في الكويت البلد الحاضر دائماً بمسرحه ومسرحييه ليقدم أعمالاً اتخذت لها حيزاً مهماً في مسيرة المسرح العالمي».

وبعد انتهاء الخطابات الرسمية اعتلى المسرح كل من مدير المهرجان جمال اللهو ومحمد سعيد الضنحاني إلى جانب عبد العزيز السريع ومحمد سيف الآفخم لتكريم شخصية المهرجان عبد العزيز الحداد، حينها قال الحداد مرتجلاً «ما وصلنا إليه اليوم هو بسبب الصحافة الكويتية ولن أنسى ذلك، وربما أكون رائداً من روّاد المونودراما، لكن هناك أفضل منّي بكثير، وأنا ما أزال طالباً للعلم في فن المونودراما». بعدها تمّ تكريم جاسم النبهان وكذلك تكريم فهد السليم بحضور الشيخ دعيج الخليفة.