افتتح ملتقى «العربي» نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء

سلمان الحمود: يسعد الكويت أن تكون همزة الوصل الحضارية بين الشرق والغرب

1 يناير 1970 04:45 م
• ليلى السبعان: الملتقى منفتح على طرح مشروعات ثقافية جديدة
انطلقت صباح امس في فندق «ماريو الكويت» فعاليات ملتقى «العربي» والذي جاء في هذه الدورة تحت عنوان «الثقافة العربية على طريق الحرير» برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وبحضور وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، ورئيس مؤسسة الفكر العربي في بيروت سمو الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، ونخبة من ضيوف الكويت.

واستهل حفل الافتتاح بكلمة ألقاها الحمود نيابة عن راعي الملتقى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك قال فيها: «في البداية، يطيب لي ان ارحب بكم على ارض الكويت الطيبة، معبرا لكم عن اهتمام حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، وسمو ولي عهده الامين الشيخ نواف الاحمد الصباح، بالفكر والثقافة، بوصفهما رسالة الكويت الاسمى في محيطها الخليجي والعربي ووصلها بالعالم المتحضر، كما يطيب لي ان ابلغكم تحيات سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، راعي ملتقى مجلة العربي الثالث عشر، الذي يأتي بعنوان (الثقافة العربية على طريق الحرير)، واعتزازه بأن ينعقد هذا الملتقى وصلا بما مر من ملتقيات واتصالا بالمستقبل المؤمل».

كما تقدم باسم راعي الملتقى وباسمه بأطيب التهاني القلبية للجهات والاشخاص المكرمين.

وقال: «لقد ظلت دولة الكويت على الدوام تمد اياديها للتواصل والحوار، وتفتح افاقا جديدة للفكر والثقافة العربية والعالمية، مؤمنة بأن العلم والمعرفة هما السبيل الاهم لاي تقدم او تطور منشود، وخير دليل على ذلك ان مجلة العربي منذ انطلاقها عام 1958، لم تكن مطبوعة فكرية ثقافية شهرية، وانما كانت بمنزلة نهر يتدفق بالمعرفة والفنون، فيروي عطش ونهم كل عقل واع متفتح، من قراء العربية من الخليج الى المحيط، اضافة الى ما ساهمت به دولة الكويت في وضع «الخطة الشاملة للثقافة العربية»، وكذلك اصدارتها المتنوعة، والندوات الفكرية والثقافية، لتؤكد ايمانها بدور العلم والثقافة والفنون، وسعيها المشروع لان تكون احدى المنارات الثقافية العربية».

واكد «ان العيش في عالم فضاء مفتوح، وما بات يعرف بـ«القرية الكونية» ومحركات البحث على الشبكة العنكبوتية، ليضعنا امام مسؤولية تاريخية تجاه اللحظة الراهنة، وتجاه حياة الاجيال القادمة، وان نكون شركاء للآخر، متجاورين ومتواصلين معه، وقادرين على مشاركته لحظات الشدة والرخاء، لذلك تحاول دولة الكويت التركيز على رسالة الفكر والثقافة والحوار، بوصفهم رسائل بناء وسلام وحياة للانسان والوطن».

وأوضح الوزير بقوله: «لقد شهد العالم ويشهد يوميا الدور المحوري والكبير الذي ينهض به الشباب المتنور في كتابة تاريخ الامم الجديد، وهذا ما يعمق ايماننا بدور الشباب في صنع المستقبل المشرق، ويجعلنا نؤكد على ضرورة معالجة قضايا الشباب بعقل وفكر منفتحين، وبما يمد جسرا بين مختلف الاجيال، ويشكل دربا لاستمرار العطاء الانساني المتجدد، واذا كنا مسؤولين عن الاعلام والشباب، فإننا نشعر بضرورة تكامل المجالين، ليس فقط بتقديم وجوه جديدة شابة في الاعلام والصحافة، ومنح فرص مستحقة لاصوات ناشئة، وانما بتوفير فضاءات انسانية رحبة يحققون بها هذا الحضور المتميز».

واستطرد قائلا: «ان ارادة القيادة السياسية السامية في دولة الكويت، بتأكيد دور الفكر والثقافة والفن الهادف، يأتي اليوم عبر سعيها الحثيث الى بناء وتشييد مؤسسات ثقافية وفنية جديدة، لذا يطيب لي ان ابشركم بأن كثيرا من الخطط الطموحة والبرامج العلمية والثقافية سترى النور قريبا، وان دولة الكويت ستشهد خلال السنوات القليلة المقبلة افتتاح اكثر من مجمع ثقافي عالمي الصبغة، ومؤكدا ان حضوركم الكريم في برامج وفعاليات وانشطة هذه المجمعات سيزيد من فعلها، ويؤكد علِى وصل الكويت بأشقائها العرب، وانفتاحها على الفكر العالمي».

واشار الحمود الى ان «الكويت بموقعها التاريخي، الذي كان يتوسط خطوط سفر العالم القديم، خصوصا في فيلكا، التي مثلت محطة تجارية مهمة»، وقال: «يسعد الكويت ان تكون همزة الوصل الحضارية بين الشرق والغرب، وان تظل بوتقة الثقافة الحافظة للتراث والمجددة لرؤى الفكر والفن».

وكلمة ضيوف الملتقى ألقاها عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور احمد بن محمد الضبيب، والذي شكر فيها الكويت حكومة وشعبا وأرضا على ما تقدمه من انشطة وفعاليات ثقافية مهمة، وقال: «من يرى حجم ما حققته هذه الدولة الفتية خلال تاريخها الماضي وحتى الان، من تقدم وازدهار وتنمية وحرية، وبرغم كل ما تعرضت له، فإنه لا يملك إلا ان يشعر بجليل الاحترام للكويت قيادة وشعبا... اما من يستشعر حجم طموحات الكويت ازاء المستقبل، كما نراها في بعض صورها الان، التي تتمثل في نشاطها الثقافي المشهود له بالنزاهة عبر عقود طويلة، فلا يملك إلا ان يشعر بعميق التقدير والامتنان لجميع القائمين على تخطيط وانجاح مثل هذه البرامج والفعاليات الثقافية».

وتطرقت رئيس تحرير مجلة العربي،، مقررة الملتقى الدكتورة ليلى السبعان في كلمتها الى ما تتطلع اليه مجلة «العربي» من طموحات، وقالت: «تجسد مجلة (العربي) ديوان الرحلة العربية المعاصرة، فقد نقشت اسمها على محطات تاريخية وجغرافية كثيرة، لعل من اهمها طريق الحرير التي امتدت قديما ولمئات السنين من الصين الى قلب اوروبا، ونحن نجتمع اليوم لقراءة «الثقافة العربية على طريق الحرير»، والذي لا يتقصى التاريخ وحسب، وانما يقدم رؤية ثقافية لمشروع اقتصادي مثل: المشروع الطموح لمدينة الحرير التي ستقام في دولة الكويت... والتي سوف نتحدث عنها خلال الجلسة الافتتاحية الثانية مباشرة».

واضافت السبعان: «كما ان الملتقى منفتح على طرح مشروعات ثقافية جديدة، كالتي اتمنى ان تبزغ في اذهانكم - كل في مجاله - جراء الانصات والتباحث والحوار خلال الجلسات النقاشية، مثل مشروعات ترجمة النصوص الادبية الشرقية باللغة العربية، وكذلك مشروعات تفعيل التبادل الثقافي بين الخليج العربي وبين مدن طريق الحرير، سيقدم الملتقى خلال فعالياته اضاءة للتجارب التي نجحت في مجالات الترجمة والنشر والفن والتصوير من خلال المختصين من اهل الابداع والعلوم الاكاديمية، وستركز محاور ملتقى «طريق الحرير» على نمط العلاقات التي نشأت على طريق الحرير بين العرب وبين المجتمعات والحضارات التي اتصلوا بها وتفاعلوا معها».

وختمت السبعان كلمتها برفع اسمى ايات الشكر الى حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه - الذي غرس بذرة مجلة (العربي) منذ بدايتها في 1958، كما توجهت بالتقدير الكبير الى سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء راعي ملتقى مجلة (العربي) الثالث عشر: «الثقافة العربية على طريق الحرير».... وإلى الشيخ سلمان الحمود وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب لما قدمه لمجلة (العربي) في عهده من خطوات جبارة لمساندة استقلاليتها ودعم سيرتها.

كما شكرت صلاح منصور المباركي وكيل وزارة الاعلام، وكل من معه من اصحاب الجهود المخلصة، الذين ساهموا في نجاح الملتقى منذ كان فكرة، حتى اليوم.

وتقدم الحمود والسبعان لتكريم عدد من المؤسسات والاشخاص بفضل ما قدموه من منجزات ثقافية وانسانية مهمة.

ثم افتتح معرض الصور الفوتوغرافية والذي يضم صورا منتقاه من مجلة «العربي» والتي تعكس محطات طريق الحرير.

جلسات الملتقى تتفاعل مع التواصل الإنساني



استهلت ندوة «العربي» - الثقافة العربية على طريق الحرير- فعالياتها بجلسة افتاحية ترأسها وكيل وزارة الاعلام صلاح منصور المباركي، وحاضر فيها الدكتور طارق عبدالله عن «رحلة ماركو بولو على طريق الحرير»، والدكتور نايف الشمروخ قدم «قراءة في نصوص على طريق الحرير».

بينما ترأس الجلسة الثانية الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين وتحدث فيها الدكتور سعود العصفور عن المخطوطات... جسر تواصل ثقافي في طريق الحرير»، في حين جاءت ورقة الدكتورة ليلى خلف السبعان عن «مدينة الحرير في الكويت... المشروع والرؤية».

ليخلص العصفور في ورقته الى ان «الحديث عن المخطوطات والوثائق يشتم منه الباحث والمراقب عبق تراث السنين لحضارات زاهرة، ساهمت مدنها بدور فاعل في شتى العلوم الانسانية، وان عبور القوافل التجارية جيئة وذهابا عن طريق الحرير وتشعباته التي تكاد تغطي القارة الاسيوية باكملها واجزاء كبيرة من قارات أخرى.

المكرمون



كرم ملتقى العربي في حفل الافتتاح عددا من المؤسسات والاشخاص لدورهم في الثقافة الإنسانية ومن المكرمين:

مؤسسة الفكر العربي، في المملكة العربية السعودية، لدورها التنويري والفكري في رفد الفكر العربي بتيارات جديدة، ودعم النابغين والنابهين العرب.

مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، في دولة الكويت، لاستمرارية دورها في إحياء اللغة العربية ونشرها والحفاظ على التراث الشعري القديم والحديث.

مجلة دبي الثقافية، في دولة الإمارات العربية المتحدة، لما قدمته من دعم للصحافة الثقافية العربية، والإبداعي الشبابي العربي.

وزير التعليم العالي الأسبق، في جمهورية مصر العربية، لمواقفه العروبية الدكتور مفيد شهاب، وجهده البحثي الكبير. وهو رجل القانون والقضايا السياسية والمفاوض الأهم في القضايا القانونية.

المجلس العالمي للغة العربية، جمهورية لبنان، لدوره في حماية اللغة العربية من خلال مؤتمراته وأبحاثه. مؤسسة أجا للثقافة والإعلام، كوريا الجنوبية، لدورها في تواصل الثقافات العربية والآسيوية.

مؤسسة مسرح الدولة، جمهورية تتارستان، في روسيا الاتحادية لدورها في دعم ثقافات طريق الحرير، منذ إنشائه قبل نحو القرن.

أستاذ الأدب العربي بالجامعة الإنكليزية واللغات الأجنبية، في حيدرآباد، الهند الدكتور سيد جهانغير لدوره في نشر اللغة العربية في بلاده، وحضوره الدائم في الملتقيات العربية، وكتاباته الرصينة باللغة العربية.