«الراي» سألتهم: ماذا لو أتيحت لكم فرصة اتخاذ القرار وإدارة دفة المؤسسة الأكاديمية؟
طلبة الجامعة... على مقعد الإدارة: الأولوية لحل مشكلة الشعب ومواقف السيارات
| كتب علي الفضلي |
1 يناير 1970
08:42 ص
تظل مشكلتا الشعب، ومواقف السيارات، هما الأكثر تأثيرا لدى الطالب الجامعي... والتي من شأنهما أن يعكرا صفو مزاجهم اليومي، وتأجيل تخرجهم.
ومع كل فصل دراسي جديد تتكرر في الغالب المشاكل نفسها دون أن يوجد لها حل، ونتيجة لذلك، عادة ما يلقى باللوم على الجهات المسؤولة في الجامعة في عدم تحركها لحل مثل هذه المشكلات بسبب تقصيرها أو صعوبة حلها، وبالتالي يلجأ الطالب في الغالب إلى التذمر و«التحلطم» على الوضع الجامعي، الأمر الذي يضطره أحيانا إلى توسيع نطاق بثه لشكواه من خلال عمل حسابات افتراضية في «تويتر» وغيره من وسائل التواصل متخصصة فقط بـ «التحلطم»، من خلالها يعلق على القرارات الجامعية ويناقش بدائلا لها.
وبدلا من التذمر و«التحلطم»، ماذا لو تخيل الطالب الجامعي أنه في يوم ما سيكون في موقع المسؤولية، وأتيحت له فرصة اتخاذ القرار وإدارة دفة الجامعة، يصدر القوانين، ويوافق على القرارات، وبيده «الخيط والمخيط»، فما القرارات التي سيصدرها؟، وكيف سيتعامل بكل هذا النفوذ لحل مشكلات الطلبة؟، وما المشكلة التي تتخذ أهمية كبرى لديه، وكيف سيجد الحل الناجع لها؟... «الراي» طرحت هذا الأفتراض على عدد من طلبة جامعة الكويت فكانت الردود التالية:
قال الطالب علي مهدي، «دائما ما يختلف تفكير الإنسان عندما يتقلد منصبا معينا، أو عندما يكون في موقع اتخاذ القرار، أحيانا قد ينظر إلى العالم بصورة ضيقة تحدد إطارها المهام القانونية الموكلة به، إلا أن هناك أمور ومواقف مهمة ومختلفة وجب فعلها ليست بحاجة إلى قانون أو قاعدة معينة حتى يعطي فيها قرارا، فدائما من يحصر نفسه تحت قواعد معينة قد ينسى أو يفوته شيء مهم وجب عليه التحرك تجاهه».
وتابع، «إصلاح التعليم دائما ما يحتاج إلى المرونة في التعامل، فالعملية التعليمية اليوم تتطور بشكل هائل تبتعد كل مرحلة فيها عن الأخرى بأشواط عدة، وبالتالي وجب عليّ إذا طرحت بين يديّ الإدارة الجامعية أن أكون متجددا مع روح العلم المتطور، وأطمح دائما بأن أهتم بالجانب الأكاديمي من خلال إصدار قرارات تحتم على الأساتذة اتخاذ فلسفة تعليمية تجعل من الطالب منتجا ومستوعبا لتخصصه، وبإمكاننا تحقيق ذلك من خلال إعطاء دورات بشكل مستمر للدكاترة حول كيفية تقديم المادة العلمية بصورة نتمكن من أن نظهر فيها القدرات الكامنة في الطالب الجامعي».
من جانبه، قال بدر أحمد الكندري، «لو كنت مسؤولا في الجامعة فإني سأهتم بشكل كبير على عمل توازن للشعب الدراسية المطروحة للطلاب والطالبات، إذ إن العملية في الوقت الحالي لا تتسم بالمساواة بين الإناث والذكور، وعادة ما نضطر نحن الطلبة إلى التأخر عن التخرج بسبب هذه التوزيعة التي تكون غير عادلة في كثير من الأحيان».
ولفت الكندري، إلى أن المسؤول الجامعي والذي يمتلك القدرة على اتخاذ القرار يجب أن ينتبه أيضا إلى معاناة الطلبة قبل وصولهم للحرم الجامعي، فكلنا يعلم تلك المعاناة التي يتعرض لها الطلبة من عدم وجود مواقف كافية للسيارات، علاوة على الازدحام الشديد في المناطق التي تقع فيها كليات الجامعة.
من جهته، يعتزم محمد الشمالي، «إذا تقلد منصبا ذا شأن في الإدارة الجامعية»، أن يعمم قرارا على جميع الكليات يقضي باستخدام الكتب الإلكترونية بدلا من الورقية التقليدية، مبينا أن هذا القرار سيفيد الطلبة بشكل كبير ويعمل على التقليل من الفقد المستمر للموارد، علاوة على التركيز دائما نحو الأخذ بكل ما هو جديد في التعليم الإلكتروني، لأنه سيكون المجال المسيطر على التعليم مستقبلا.
واضاف الشمالي، «سأسعى جاهدا إلى عدم التمييز في وضع الجداول الدراسية والأساتذة في المقررات»، مبينا أنه «في الوقت الحالي هناك تعمد في احتكار بعض الدكاترة للمواد، وهذا الأمر ليس مناسبا للطلبة، كما سأعمل على توفير عدد كاف من الباصات لنقل الطلبة من مواقف السيارات إلى الكلية، علاوة على عزمه تغيير كراسي الفصل الدراسي التي باتت تمثل أزمة صحية لمن يجلس عليها».
وقال الطالب إبراهيم الغتم، «سأحاول أن أركز دائما على تطوير وتنمية الجامعة مع عدم الالتفات إلى القضايا والخلافات الجانبية التي قد تعيق سير المؤسسة التعليمية، بل عليّ دائما أن أركز على التعليم وأن يكون تطويره دائما محل اهتمامي، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية عمل تقييم حقيقي لمستوى أساتذة الجامعة، وانتداب الدكاترة الأكفاء الذين يمثلون إضافة مهمة في العملية التعليمية».
واضاف، «نحن في كلية الهندسة وزملاؤنا في كلية العلوم، نعاني من شدة الزحام، وبعد الطريق عن مواقف سياراتنا، وهذا ما يجعل الطالب في كثير من الأحيان يتأخر عن المحاضرة، وتزداد المعاناة عندما يكون الطالب مرتبطا بمحاضرتين في كليتين مختلفتين، هما الهندسة والعلوم، والفارق الزمني بينهما 10 دقائق، وهذه المشكلة سببت لنا معاناة كبيرة خصوصا وان الدكاترة لا يراعون ظروف الطلبة الذين يرتبطون بمحاضرات تأتي في سلسلة زمنية غير متقطعة ليس فيها فترة راحة، ودائما ما يوصد باب الفصل أمام الطلبة بسبب تأخرهم اللاإرادي عن المحاضرة».
وبين الغتم، أنه لو كان مسؤولا في الجامعة لأصدر قرارا يراعي حال الطلبة، ويقضي بعدم إغلاق باب الفصل الدراسي حتى بعد تجاوز المحاضرة 10 دقائق.
وفي ما يتعلق بالقرارات الجامعية التي يود إلغاءها، قال الغتم إن «قرار مساواة الطلاب بالطالبات من ناحية التخصص لم يكن قرارا عادلا، خصوصا وأن هناك تخصصات غير مناسبة لطبيعة المرأة، وبالتالي مثل هذه التخصصات يجب أن تكون محصورة فقط على الطلبة الذكور».
وقال الطالب خالد السبيعي، «سأعمل على إضافة تقدير جديد في سلم الدرجات للمقررات الدراسية، وهذا التقدير هو A+، حيث أطمح من خلال هذا القرار إلى أن يكون تعويضا لدرجات الطالب، كما سيشكل أهمية كبيرة للطلبة المجتهدين الذين عادة ما يكون مستواهم وعقلياتهم لاتجد أي صعوبة في كثير من المواد الدراسية».
وأضاف السبيعي، «سأهتم بمسألة درجات الطلبة، إذ لابد من أن يكون هناك مراعاة لمستوى الطالب في الامتحان، ومنحه درجات إضافية كافية إذا احتاج إليها مع نهاية الفصل الدراسي، فليس من المعقول أن نجد هناك الكثير من الطلبة في كثير من الشعب الدراسية دائما ما تكون درجاتهم منخفضة».
وبين السبيعي، أن أبرز القرارات الجامعية التي استفاد منها اخيراً تتمثل في الخصم 80 في المئة على الكتب الدراسية، وإقرار المكافأة الاجتماعية للطلبة بـ 200 دينار.
من جانبه، قال الطالب عبدالعزيز الكندري، إن «طلبة الجامعة اليوم هم بناة المستقبل غدا، وما يتعرضون له من خبرات مختلفة في حياتهم الجامعية وشعورهم بالمعاناة من بعض الأمور يجب أن يكوّن في داخلهم دائما شعور البذل والعطاء والسعي نحو حل المشكلات، خصوصا إذا تقلدوا منصبا مهما في المستقبل».
واضاف «لو تحقق الأمر بأن أكون مسؤولا كبيرا في الجامعة، لشرعت باتخاذ عدد من القرارات المهمة التي تصب في مصلحة الطالب الجامعي، ومنها فتح المجال أمام الطلبة من خلال منحهم الفرصة أكثر في إعادة المواد الدراسية بدلا من أن يقتصر على عدد محدود من المواد، بل يجب ألا يكون هناك حد معين لعدد المواد المعادة، كما سأسعى إلى زيادة الشعب الدراسية لتستوعب جميع الطلبة والطالبات، فمشكلة الشعب الدراسية باتت من المشاكل المزمنة التي يتعرض لها الطلاب في كل عام دراسي، علاوة على أصدار قرار بإنشاء مبنى مواقف متعدد الأدوار يستوعب الأعداد الكبيرة من سيارات الطلبة ويحد من أزمة الازدحام».