حوار / «الرواد شيّدوا قصراً... وبنت مجموعة فوقه غرفاً من (الكيربي)»

محمد المنصور لـ «الراي»: أبتسم ... حتى لو كنت في قمة ألمي

1 يناير 1970 09:41 م
• «طربان» بعيد عن شخصيتي ...
ويجب عدم الخلط بين التمثيل
والحياة الشخصية

• سأطل بثلاثة أعمال كوميدية
في الموسم الدرامي الرمضاني المقبل

• من يرد إنتاج عمل درامي
فعليه أن يكون سخياً بضمير
لأن ذلك بات مفقوداً

• سأقف مجدداً على خشبة المسرح
إن سنحت الفرصة المناسبة

• الرقابة مرنة جداً ولا تضيّق على أحد
... ومن ادعى غير ذلك فهذا شأنه
اختار الفنان محمد المنصور أن يكون «كوميدياً» في هذه الموسم من خلال الأعمال التي اختارها، بعدما رأى أن الجمهور قد تشبّع من التراجيديا والبكاء، وأن الكوميديا من شأنها أن تعالج قضايا المجتمع المليئة بالمعاناة مستندا على مقولة «شر البلية ما يضحك».

ويؤكد المنصور - في حوار مع «الراي» - أنه لا يظهر ما في داخله من ألم أو معاناة، محاولاً أن يبقى ضحوكاً... «وحتى لو كنت في قمة ألمي فإنني أبتسم».

وتطرق المنصور إلى مشاركته في مسلسل «طربان» والأعمال الأخرى التي سيطلّ من خلالها في الموسم الرمضاني المقبل، إضافة إلى رأيه في الدراما الكويتية في الوقت الراهن، ومستوى النصوص الموجودة مقارنة بنصوص الماضي التي بقيت خالدة، مبدياً رأيه في انتشار «الغروبات» الفنية، كما تحدث عن مشروعه الخيري:

? حدثنا عن دورك في مسلسل «طربان»، وهل لديك أعمال أخرى؟

- سأطلّ بشخصية «طربان» مطرب شعبي، يُصدم بالواقع من خلال أقرب الناس إليه. كما أنني حريص كل الحرص في هذا الموسم على إطلالتي، لذلك ستكون لي ثلاث مشاركات كوميدية.

? وما هي تلك الأعمال؟

- الأول «طربان» من تأليف وإنتاج ضيف الله زيد ومن إخراج غافل فاضل. أما الثاني بعنوان «خميس وجمعة»، وهو لصالح التلفزيون السعودي و«روتانا»، والمسلسل الثالث سيكون لصالح «تلفزيون الكويت»، وهو من تأليف الروائية والكاتبة الإماراتية سارة الجروان، ولم نستقر حتى الآن على المخرج الذي سيتصدّى له.

? ولماذا هذا التوجه المكثّف نحو الكوميديا؟

- لأنني اشتقت إلى الكوميديا، ومن خلالها يمكن معالجة قضايا المجتمع المليئة بالمعاناة، ومثلما يقال «شر البلية ما يضحك». فنحن «شبعنا» من الأعمال التراجيدية، وبحاجة إلى منح المشاهد جزءاً من الراحة. وإن كان المجتمع الذي نعيش فيه مليئاً بالاستقرار والأمان والحب والديموقراطية، فيحتّم أن نتحدث عن قضاياه التي تهمّه.

? هل يصبح دور الفنان هنا إضحاك المشاهد فقط؟

- مهمتنا هنا تسليم تلك الرسالة المطعمّة بالكوميديا للمشاهدين كمتلقين بكل حيادية من دون الميل إلى كفّة معيّنة، ومن دون تقديم الحلول التي تبقى معلّقة بحكم أننا نعيش في عالم تعتريه التقلبات والأحداث المتغيّرة.

? هل أنت في الحياة «طربان» فعلاً بالصورة نفسها التي في المسلسل؟

- لا أبداً، يجب عدم الخلط بين التمثيل والحياة الشخصية، ناهيك عن أنني لا أعزف على العود، بل على البيانو.

? هل تقبّلت فكرة المشاركة في المسلسل بسرعة أم احتجت لتفكير معمّق؟

- درست الفكرة جيداً قبل إبداء موافقتي على المشاركة، وعندما رأيت أنها فعلاً من الواقع وافقت، وما شدّني في الشخصية أنني سأفاجئ الجمهور بأغان خاصة وجديدة من كلمات وألحان قمت بتسجيلها بصوتي.

? وهل سنشهد دخولك لمجال الغناء بعد انتهاء المسلسل بصوتك؟

- لا لا، أنا كفنان أؤدي أداء فقط بحكم أنني درست الموسيقى، لأن الفنان يجب أن تكون أذنه موسيقية ويعرف كيف يؤدي وليس كيف يطرب، لأن هناك فرقاً شاسعاً ما بين الاثنين.

? هل ساهمت في اختيار أو انتقاء الممثلين المشاركين في «طربان»؟

- نعم شاركت مع المؤلف والمنتج ضيف الله زيد والمخرج غافل فاضل، وتفاهمنا على شخصيات المسلسل التي ستشارك.

? إذاً تمت كتابة «طربان» من أجل محمد المنصور؟

- تقريباً، يمكن القول نعم، لقد تمت كتابة المسلسل من أجلي.

? أين أنت من الإنتاج الدرامي؟

- تمّ الاتفاق أخيراً مع «تلفزيون الكويت» لإنتاج مسلسل كوميدي بعد غياب منذ العام 2006 معتمداً في أحداثه على كوميديا الموقف وليست الكوميديا المرتجلة، وسيشارك في البطولة كل من محمد المنيّع، فاطمة الحوسني، خالد العبيد، ابتسام عبد الله، سوزان فخر الدين وهيا عبد السلام، إضافة إلى مجموعة من الفنانين السودانيين كضيوف شرف منهم علي مهدي، إلى جانب استقطاب وجوه كويتية جديدة.

? ما الذي شدّك في قصة المسلسل الذي ستنتجه؟

- القصة ممتعة لها أبعادها وتلامس الواقع، وهي حال كل أعمالي، ومدى هذه العلاقات الاجتماعية السياسية الاقتصادية بين دول مجلس التعاون الخليجي وكثير من القضايا المشتركة. والكاتبة كتبت العمل ما بين الكويت والإمارات.

? أين وصلت الدراما في الكويت من وجهة نظرك؟

- الدراما في الكويت تقدّم كثيراً، على الرغم من وجود مشاكل كثيرة.

? وبماذا تتلخص تلك المشاكل؟

- كل من يرد إنتاج عمل درامي يجب أن يكون سخياً عليه بضمير، لأن ذلك بات مفقوداً كثيراً في الآونة الأخيرة، وهذا الأمر مرتبط بالمنتج أو المخرج.

? على صعيد النصوص، هل تجد فيها الثراء مثلما كانت في الماضي؟

- نصوص الماضي ما زالت خالدة إلى يومنا الحالي، على عكس الموجودة في وقتنا الحالي، إذ باتت مدة حياتها بين سنتين وثلاث سنوات ومن ثمّ تنسى.

? ما السبب؟

- سأعطيك تشبيهاً مقرّباً، من اعتاد على تناول «الوجبات السريعة» فلن تغريه «الوجبات الدسمة»، وبهذا يبقى الأمر منوطاً بأوضاع المجتمع الذي نعيشه وما يريده الشخص. لكن ذلك لا ينفي أننا كفنانين كبار نمتلك قاعدة كبيرة قدّمنا أعمالاً بقيت خالدة. ومثلما يقول المثل الكويتي القديم «الصج يبقى والتصنف جهالة»، ومهما تم تقديم نصوص وأعمال «وقتية» سيبقى العمل الجيّد في خضم هذه الأشياء هو الأبرز، والفنان الواثق من نفسه يعرف ميدانه جيداً.

? لماذا لا نشهد عملاً درامياً كوميدياً يجمعك والفنانتين سعاد عبد الله وحياة الفهد؟

- النية موجودة، فهما زميلتا! اجتمعنا في العديد من المسلسلات منها «على جناح التبريزي»، «بس يا بحر» و«سليمان الطيّب»، ولن أمانع في حال وُجد النص الجيد، بشخصيات تناسب وتلائم كل شخص منا، وتخدم الحبكة الدرامية.

? الكثيرون من المنتجين باتوا يهاجرون خارج الكويت للانتهاء من تصوير أعمالهم لأن الرقابة هنا تضيّق عليهم الخناق كما يقولون، هل تتفق معهم؟

- شخصياً أرى أن الرقابة مرنة جداً ولا تضيّق الخناق على أحد، ولم يصادف أن فعلت معي ذلك الأمر بتاتاً. ومن ادعى غير ذلك فهذا شأنه الخاص ولا علم لي به، وربما أن الأعمال التي قدموها تعترض مع الرقابة. فهذا يعتمد على الجهة المنتجة والقائمين على العمل وفي الجهة الأخرى الرقابة.

? قدمت وتقدّم الكوميديا للجمهور... هل في داخلك ألم تخفيه؟

- الإنسان لا يخلو من بعض الحالات أحياناً، في وسط وخضم هذه الحياة، لذلك لا بد من أن يعتريني الألم. مع ذلك، فإن البسمة ضرورية والأمل موجود، ولا أظهر ما في داخلي لمن حولي محاولاً قدر المستطاع أن أبقى ضحوكاً، حتى لو كنت في قمة ألمي أبتسم.

? هل تؤيد انتشار «الغروبات» في الوسط الفني؟

- هذه الظاهرة موجودة في كل مكان، ومن يرد «الغروبات» فلينضم إليها. لكنني شخصياً لم أجرب ذلك الأمر، لأننا تعوّدنا كأسرة المنصور أن نكون ضد ذلك المبدأ. ففي كل أعمالنا السابقة كنت أحرص مع أخوتي - الذين رحلوا - في التفكير بالمصلحة العامة، فترانا نستعين بممثلين حتى لو كنا مختلفين مع بعضنا في الآراء.

? أين وصل المشروع الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة الذي تحضّر له؟

- المفاجأة التي كنت أحضّرها للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة باتت وشيكة، إذ إنني أنشأت جمعية خيرية في الكويت تحت مسمّى «جمعية النوير للأعمال الخيرية» بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، والتي سترعى كل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يمتلكون الموهبة الفنّية فقط وتدعمهم مادياً ومعنوياً. وقد عممت تلك الجمعية على جميع دول مجلس التعاون، وحالياً أنتظر إشهارها من قبل مجلس الوزراء. وفرحتي كبيرة لأنني كنت أفكر في الثمانينات بالمشروع وسيبصر النور قريباً.

? الروّاد هجروا المسرح... لماذا؟

- نحن الرواّد قمنا ببناء وتشييد قصر، لكن في الآونة الأخيرة جاءت مجموعة وبنت فوق ذلك القصر غرفاً من «الكيربي»، ما ساهم في تشويه ما بنيناه. لكنني أتأمّل أن يعود المسرح إلى سابق عهده وإزالة العشوائيات، خصوصاً أن الأساس والبنيان والقصر ما زالت موجودة.

? هل ستقف مجدداً فوق خشبة المسرح كما في سابق عهدك؟

- سأقف مجدداً إن سنحت لي الفرصة المناسبة وتوافرت كل العناصر الملائمة، وستكون مشاركتي من خلال المسرحين الأكاديمي أو التجاري، لأنه في النهاية يصبّ تحت راية المسرح.