من خلال احتفالية أقيمت في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية
إشهار اتحاد التشكيليين العرب ... على أرض الكويت
| كتب مدحت علام |
1 يناير 1970
03:43 م
دشنت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية اتحاد التشكيليين العرب في الكويت وذلك في احتفالية حضرها وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عبدالمحسن مشوط المطيري ونخبة من الفنانين التشكيليين الكويتيين والعرب.
وتم في الاحتفالية إشهار الاتحاد الذي يعد نقلة مهمة في الحركة التشكيلية الكويتية، لما فيه من قيمة حضارية تحسب للكويت.
وفي هذه المناسبة القى رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية رئيس اللجنة العليا لمؤتمر اتحاد التشكيليين العرب الفنان عبدالرسول سلمان كلمة اكد فيها ان الكويت ستظل رائدة في مجال الفنون التشكيلية، من خلال انشطتها المبكرة في هذا المجال وقال: «لم تأت استضافة الكويت المؤتمر الاول لاتحاد التشكيليين العرب من قبيل الصدفة بل جاءت لتؤكد مكانة بلادنا على صعيد الثقافة والفنون، وباعتبارها واحدة من أهم الجمعيات التشكيلية على المستوى الاقليمي والعربي».
واضاف «ان حرصنا على دعم هذا الاتحاد هو ايماننا بأن الفن قيمة حضارية يؤكد الهوية العربية وذلك لتأمين الحوار والتواصل بين الافراد والجماعات، ونسعى من خلاله لإيجاد ارضية مشتركة لتساهم نحو رؤية مشتركة للوصول الى فضاء جديد في التشكيل العربي».
بينما رحب مدير ادارة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والاعلام في السعودية الدكتور صالح خطابي... بهذه الخطوة التي اقدمت عليها الكويت وذلك بإشهار اتحاد التشكيليين العرب على أرضها.
وألقى رئيس جمعية الفنانين التشكيليين للرسم والنحت في لبنان الدكتور الياس ديب كلمة اشاد فيها بالدور الذي لعبته الكويت في إشهار هذا الاتحاد ثم قدم رئيس رابطة الفنانين التشكليين الفلسطينيين الفنان نبيل عناني في كلمته مداخلة عن وضع رابطة التشكيليين الفلسطينيين وقال: «ان الاجتماع الاول للتشكيليين العرب في الكويت كان بداية لإحياء الاتحاد العام للتشكيليين العرب ونحن بدورنا نشكر الكويت ممثلة بالزميل الفنان عبدالرسول سلمان لمتابعته هذه القضية المهمة - قضية الفنانين الفلسطينيين - ومدى حرصه على العمل المشترك في مجال الفنون التشكيلية».
وفي كلمته تحدث رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الاردنيين الفنان غازي انعيم عن أهمية الفنون التشكيلية في التواصل بين ابناء العالم العربي، وقال نقيب التشكيليين المصريين الدكتور حمدي سلامة في كلمته: «نجتمع اليوم لنضع الخطوط العريضة لإعلان الاتحاد بعد الموافقة على اللائحة التنفيذية التي دأبنا على صياغتها في الفترة الماضية بناء على توصيات المؤتمر الاول» وبالتالي تقدم بالشكر الى الفنانين غازي انعيم وعبدالرسول سلمان على ما بذلاه من جهد للوصول الى الصيغة المطروحة امام الفنانين وقال «اود الاشارة الى أهمية اشهار الاتحاد كمؤسسة أهلية من خلال جامعة الدول واتخاذ الاجراءات القانونية لذلك لإعطاء الاتحاد الصفة الرسمية بين المؤسسات التنفيذية في التعامل معها».
واشار الفنان الجزائري عبدالحميد لعروسي على أهمية إشهار هذا الاتحاد الذي هو إعادة لإحياء الشعلة العربية في مجال الفنون التشكيلية وقال: «نحن العرب ندرك اننا كنا ولا نزال في الركب الفني العالمي، واثبتنا ذلك دوما منذ قرون وسنبقى من الاوائل، وعلينا ان نتوحد ونطمح لما هو أقوى لنا كعرب».
فيما قال رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين باكر بن فرح: «نبارك للجميع هذا المولود الذي سيبعث في نفوسنا حب الاخر والتألق في هذا المجال، خصوصا بالنسبة للشباب، الذي صار تعداده اكثر ما كان عليه في السنوات الخوالي، والذي لا يعرف حدا للابداع مما يجعله منافسا شرسا في المحافل الدولية».
وطرح نائب رئيس الجمعية المغربية للفنون التشكيلية الفنان احمد جاريد اسئلته: «لماذا انبعاث اتحاد الفنانين العرب اليوم؟... ولماذا في هذه الظرفية بالذات؟ وماذا يريدون من وراء تأسيس منظمة تحيط بها المضاربات الفنية والتسليع الجمالي من كل جانب؟... ما الحلم الذي يطل من هؤلاء الفنانين؟... ليجيب بقوله: «ان دور الاتحاد هو بالضبط دور الفن، وسؤال الفن هو سؤال الاتحاد»، واضاف: «اننا في هذه المنظمة العربية سنسعى لكي يكون الفن وسيلة لمد الجسور وحلقة لربط الحاضر بالماضي والتبادل مع الآخر المختلف أو المؤتلف وجبر الانكسارات التي اعطبتها السياسة».
واكد مؤسس مركز راشد دياب للفنون في السودان الدكتور رشاد دياب في كلمته على «ان الفنون التشكيلية ليست فقط انتاجا فرديا لعمل جمالي، انما هي اسلوب حياة متكامل القيمة والتصميم، ما يشكل حركة الانسان في غدوه ورواحه وحله وترحاله، لوعي محيط وتطوير لانتاج وفير لتوفير حالة التوازن لبناء التنمية القائمة على الثقافة والفكر والعلم والوجدان والروح».
وألقى مدير مرسم الاقصر الدولي في مصر الدكتور ابراهيم غزالة الضوء على اهمية تأسيس اتحاد الفنانين العرب محذرا من اللهاث وراء الميديا العالمية خصوصا في مجال الفنون التشكيلية وقال: «يجب ان تكون مقاييسنا الفنية التي تناسبنا والتي تنبع من حضارتنا وثقافتنا والانصاع خلف المقاييس الغربية في تقييم الفن والا تستسلم لمدارسهم الفنية التي يتم تسييسها مثلما حدث مع المدرسة التجريدية، التي تبنتها المخابرات الاميركية في نشر دعايتها من خلال الحرية يالزائفة وما سمي بالفوضى الخلاقة».
ثم اعلن الفنان التشكيلي الاردني محمد العامري عن اشهار اتحاد التشكيليين العرب وعن مناصب الاتحاد وهي عبدالرسول سلمان من الكويت رئيسا، ومقر الاتحاد دولة الكويت والدكتور غازي انعيم من الاردن نائبا للرئيس، والفنان احمد جاريد من المغرب امينا للسر، والفنان علي المحميد من البحرين امينا للصندوق، والدكتور حمدي سلامة من مصر مسؤولا عن العلاقات الخارجية والفنان باكر بن فرج من تونس مسؤولا عن العلاقات الداخلية.
وفي ختام الاحتفالية تم تكريم الفنانين المشاركين في تدشين الاتحاد من الكويت والدول العربية.