السبيعي قدم تصوراً في شأنه إلى البورصة مطالباً بإعطائه حوافز وإعفائه من رسوم التداول
«اتحاد الاستثمار» يطالب بـ «صانع السوق»: يخفف أثر الإشاعات والمضاربات
| كتب علاء السمان |
1 يناير 1970
09:11 م
رفع اتحاد شركات الاستثمار مقترحاته بشأن استحداث رخص صانعي السوق على غرار الأسواق العالمية الى سوق الأوراق المالية وذلك بعد النقاشات التي شهدتها اجتماعاته مع المعنيين وآخرها في 25 /11 /2003.
وأبرز الاتحاد في الوثيقة التي حصلت «الراي» على نسخة منها مذيلة بتوقيع رئيس الاتحاد بدر ناصر السبيعي حزمة من الإجراءات الرقابية الواجب توافرها لإنجاح مثل هذه العملية وتحويلها الى واقع عملي يخدم الاقتصاد بوجه عام، فيما أوضح السبيعي في مقترحات الاتحاد أن هناك خدمات تُقدم من خلال السوق مثل البيوع المستقبلية والآجل ستكون بحاجة الى تطوير.
وأكد الاتحاد أن اطلاق صانع سوق بحاجة الى إصدار احكام تنظم العملية، فيما اقترح التنسيق مع «هيئة الأسواق» للحصول على ضوء أخضر يتيح المجال لعمليات صنع السوق من خلال وضع قواعد ملزمة للشركات المهتمة بالتسجيل كصانعي سوق لاوراق مالية معينة.
وفي ما يلي نص المقترح الذي قدمه الاتحاد الى السوق:
بعد ان انجزت هيئة اسواق المال عدداً كبيراً من القوانين واللوائح المنظمة لسوق الكويت للاوراق المالية، ومن منطلق النهوض بسوق الاوراق المالية وزيادة الثقل المؤسسي فيها، والذي من شأنه تعميق التداول وتجنيبه الهزات الحادة، يسرنا ان نقترح اصدار احكام تتعلق بصانعي السوق، ونقترح التنسيق مع هيئة اسواق المال بالسماح بعمليات صنع السوق عن طريق وضع القواعد الملزمة للشركات المهتمة بالتسجيل كصانعي سوق لأوراق مالية معينة.
تعريف صناع السوق
صناع السوق هم جهات مرخص لها للعمل باستمرار على تحديد سعر لسهم معين هو متخصص به او اكثر بهدف تحقيق طلب وعرض (سيولة) دائمة ومستمرة على ذلك السهم او تلك الاسهم وصانع السوق لا يهدف الى الربح وانما يحققه من خلال القيام بهمته.
ويلتزم صانع السوق في كل يوم من ايام التداول بوضع اسعار معلنة لشراء وبيع ورقة مالية معينة - اكثر - وبحيث يفصل هامشاً صغيراً بين السعرين.
ويتاح للسماسرة - عبر شاشات التداول - متابعة الاسعار المعلنة من كافة صناع السوق - وتكون هذه الاسعار المعلنة بالنسبة للصفقات التي تتم على عدد محدود من الاسهم، اما بالنسبة للصفقات الكبيرة فيكون السعر المعلن قابلاً للتفاوض، وتعقد جميع الصفقات عبر الهاتف مع نشر الانباء الخاصة به.
وفي السنوات الاخيرة، اصبح لدى الاسواق الاكثر تقدماً نظم تسمح بتنفيذ الطلبات الصغيرة الكترونياً مع استمرار التفاوض بشأن اسعار تنفيذ الطلبات الكبيرة بواسطة الهاتف مع تأكيدها الكترونيا، وكما ذكرنا فان رأسمال صانع السوق معرض للمخاطر ولا يسمح له بتقاضي عمولات عن البيع والشراء، وانما يحقق ارباحه من خلال الفرق بين السعر الذي يدفعه لشراء الاسهم والسعر الذي يبيعها به، وهذا ما يعرف بالفارق، وفي ضوء دور صانعي السوق فان تداول الاوراق المالية خارج البورصة يعتمد على السعر المعلن، والذي يتم التفاوض عليه مع صانعي السوق مستقبلاً.
وفي الاسواق التي تعتمد على المزادات المستمرة يقوم بعض السماسرة الاعضاء - ويطلق عليهم اسم المتخصصين - بدور مماثل لصناعي السوق فهم يتعاملون على ورقة مالية معينة او اكثر لحسابهم الخاص بغرض تخفيض الفرق بين العرض والطلب على الورقة المالية، ويقومون بدور المحفز بالنسبة للطلبات الكبيرة وذلك بالجمع بين مختلف السماسرة الذين يرغبون في شراء وبيع الورقة المالية نفسها، ويوفر المتخصصون عنصر استقرار في السوق بقيامهم بدور المشتري عندما تسود رغبة البيع بين المستثمرين وبدور البائع عندما يغلب الطلب.
كيف يعمل صانع السوق؟
يقف صانع السوق على اهبة الاستعداد طوال الوقت خلال يوم التداول، عارضاً اسعار البيع والشراء، ويعتبر هذا الامر مفيداً للمستثمرين العاديين عندما يضعون اوامر بيع لاسهمهم، حيث يقوم صانع السوق بشراء الاسهم من البائع حتى لو لم يكن لديه مشتر آخر جاهز، وبهذا العمل يقوم صانع السوق بمعنى الكلمة «بصنع سوق» جديد للسهم المعني، وبالتالي يقوم صانع السوق بتوفير السيولة للسهم وللسوق كذلك. كما يقوم صانع السوق ايضاً بتسهيل عملية التداول وتخفيض تكلفة العمليات، حيث لا يتطلب من البائع اصدار العديد من الاوامر او اوامر صغيرة لتنفيذ التداول.
تظهر اهمية وجود صناع للاسواق المالية خاصة عندما تكون اسعار كثير من اسهم الشركات المدرجة بالسوق مرتفعة بنسب كبيرة اعتماداً على الاشاعات والمضاربات، ومن دون مبررات منطقية، بحيث تصبح اسعار اسهم هذه الشركات لا تتناسب ومستوى ادائها او القيمة الحقيقية لاصولها، ويلعب صانعو الاسواق المالية دوراً بالغ الاهمية في كل اسواق الاوراق المالية العالمية، والبعض لا يتصور امكان الاستغناء عنهم من دون التسبب في تعطيل حركة التداول وتهميش آليات السوق وانخفاض كفاءتها. فلا يمكن في وجود صناع للسوق ان تتدفق عروض بيع من دون ان يقابلها طلب شراء، او وجود طلبات شراء من دون ان يقابلها في الجانب الآخر طلبات بيع، وبالتالي تحتفظ الاسواق دائماً بحال من التوازن بين العرض والطلب وانحسار الفجوة بين سعري البيع والشراء، ويتحقق لهذه الاسواق اهم وظائفها وهي القدرة على تسييل الاوراق المالية بسرعة وسهولة، وايجاد توازن مستمر بين العرض والطلب، ما يحد من تقلبات الاسعار صعوداً او هبوطاً ويؤدي الى استقرارها واقترابها من الثمن العادل، فضلاً عن ضمان استمرارية السوق في القيام بواجباتها وتحقيق اهدافها.
صانع السوق كمعزز للسيولة
يقوم صانع السوق بتعزيز السيولة بوضع اوامر على جانبي العرض والطلب في جدول الاوامر، لا يجوز لصانعي السوق بالتنافس على السيولة عن طريق البيع المباشر على الطلب (الا اذا كان الطلب بالحد الأعلى) او الشراء المباشر من العرض (الا اذا كان العرض بالحد الادنى).
المحصلة النهائية
ان المحصلة النهائية ستكون ايجابية للسوق ككل، وذلك لان زيادة العمق وتنظيم عملية صنع السوق سوف يؤديان الى زيادة في معدلات التداول، كما ان الزيادة في معدلات التداول ستساهم في جعل السوق اكثر جذباً من وجهة نظر المستثمر، ويتوقع ايضاً ان تكون رسوم بيع اتفاقية مبادلة العوائد منخفضة (في البداية لدعم صانعي السوق)، فالمتوقع ان يكون العائد طويل الامد لضامن المخاطر في اتجاه السوق نفسه بشكل عام اي كأن السوق يستثمر في نفسه بهدف زيادة السيولة وجذب المستثمرين وبالنهاية المزيد من رسوم التداول والتي من المتوقع ان تكون ايجابية نظراً لمستويات العمق والسيولة الحالية، هذا المفهوم يحتاج الى دراسة مفصلة متبوعة بتطبيق جدي حتى تتم الاستفادة من الايجابيات المتاحة.