عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي
الدراهم مراهم
| عبدالعزيز صباح الفضلي |
1 يناير 1970
10:56 ص
هل تذكرون ذلك النائب الذي ملأ المنابر بصوته الجهوري قائلا ( وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا ) وبعد سنوات من دخوله مجلس الأمة كمعارض تحول إلى نائب حكومي بامتياز، يا تُرى ما الذي غير حاله وبدل مواقفه؟
وهل تعرفون ذلك النائب الاسلامي الذي كان يردد في حملته الانتخابية أنا صوت الطبقة الكادحة، ثم خيب ظن ناخبيه مع أول تجربة ومحك عندما صوّت مع إعطاء المرأة حق التصويت والانتخاب، وبعدها كما يقولون فتح الله عليه؟
لقد أصبح للدراهم بريقها، وصارت دواء - وهي في حقيقتها داء - يداوى به كل من لديه شيء من بقايا ضمير، فلم يعد مستغربا أن يعطيك صاحب عمامة فتوى سياسية أو اجتماعية تتناسب مع هواك، وبقدر ما تدفع، وقد اشتهر عند اخواننا المصريين مقولة: ادّيني فرخة أدّيك فتوى.
وليس بجديد إن تحدثنا عن قلب الحقوق في المنازعات القانونية - ولا يشترط أن يكون الحديث عن بلادنا - ليصبح الضحية هو الجاني، وينجو المجرم من العقوبة وكل ما في الأمر هو أن تبحث عن قاض باع ضميره وخان قسمه، وقد جاء في الحديث الشريف بأن القضاة ثلاثة، اثنان منهما في النار.
ولن تستغرب إذا ما رأيت شخصا إن صح أن نسميه ناشطا سياسيا، يتجول بين دول الخليج - إلا قطر - يسترزق بمواقفه السياسية، ومنها شتم قطر، وكلما زاد بريق الدرهم زاد في الخصمة والفجور، فإذا وقعت إحدى هذه الدول بما كان ينتقص به غيرها أخذ يبحث لها عن المعاذير.
ولم يعُد خافيا معاناة بعض من كان لهم استحقاق وطني وإنساني، ثم حُرموا منه بسبب تبديل ملفاتهم بآخرين، بعد أن لمع لبعض المسؤولين بريق الدنانير.
ولعل الكثير منا تعرض لمواقف تم فيها تعطيل معاملته دون سبب مقنع وبتعنّت من المسؤول لتكتشف أن الهدف من ذلك كله هو أن «تُمَهْمز مُخباتك وتخرج نوطك»،وأعتقد بأن آخر فضيحة في موضوع آلاف الإقامات المزورة ليس بخاف على أحد.
وكم من مسؤول سياسي أو عسكري دخل تحت بيت الطاعة الأميركي، بعد أن تمت معالجته بالدولار والجنيه. وانظر إلى انسياق بعض رموز المعارضة السورية وراء القرار الغربي والأميركي في التعامل مع الملف السوري، وكل ذلك بعد تأثير الدولار وغيره.
وبرغم ذلك البريق للدرهم والدينار إلا أن هناك الكثير من الشرفاء في شتى المواقع من مشايخ وسياسيين وإعلاميين ومسؤولين، لم يبهرهم ذلك اللمعان لإدراكهم بأنه مزيف، ولا يمكن لمن كانت لديه كرامة أن يبيع ضميره من أجل وسخ دنيا.
وأما من تم شراؤه بالدينار والدرهم والجنيه والريال والدولار فيكفيه خسران دعاء النبي عليه الصلاة والسلام :(تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم) وهو دعاء بحياة التعاسة والحزن والشقاء والهلاك، نعوذ بالله تعالى من الخذلان.
twitter :@abdulaziz2002