جورج وسوف ... «سلطان الطرب» الذي حقق الشهرة بصوته وأثار الجدل بتصرفاته

حفل الزمان الجميل بإبداعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.

البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.

وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنان جورج وسوف:

ولد المطرب جورج وسّوف في ضيعة الكفرون الواقعة في وادي النصارى بمحافظة حمص السورية، بتاريخ 23 ديسمبر 1961. والده بديع وسّوف وأمه فرحه الصّدى، ولديه أربع شقيقات هن سوسن، نورما، نوال وميّادة. ورث صوته الجميل عن والدته، وروح الدعابة عن والده الذي عُرف عنه أنّه ناظم للشعر والزجل خفيف الروح، ما جعله يتأثر كثيراً به وهو في سن الرابعة، فعلّمه والده كيفية أداء المواويل.

انطلاقته الغنائية

كانت انطلاقته الفنية مع المواويل، إذ قدّم أول موال في حفلة مدرسية كان قد حفظه عن والده وكان من بين الحضور بائع أشرطة فقام بتسجيل الموال إضافة إلى أغان أخرى وتسويقها.

لدى بلوغه سن الرابعة عشرة من عمره كانت شهرته في سورية قد ازدات من خلال موال «حاصبيا»، فترك المدرسة وسافر من حمص إلى دمشق ليغني في مطعم «الحديقة الخضراء» كمطرب من الدرجة الثانية. لكن سرعان ما صدر أمر من «نقابة الموسيقيين» بمنعه من الغناء لأنّه دون الثامنة عشرة من العمر.

ولمّا احتج وسّوف على ذلك القرار، قالت له النقابة «إرجع لحضن إمّك، لسّاك ولد صغير»، لكن بفضل أحد المعجبين بصوته الذي توسط له عند النقابة، حصل على الإذن للغناء مجدداً، بحجّة أنه يمتلك صوتاً أكبر من عمره. وبعد إحيائه للعديد من الحفلات حصد شهرة كبيرة، وبدأت العروض تنهال عليه في دمشق.

سفره إلى لبنان

من بين تلك العروض الكثيرة التي تلقّاها، حصل على صفقة للسفر إلى لبنان على الرغم من أن عمره ما زال في السادسة عشرة، لكنه أبدى موافقة سريعة ولم يفوّت تلك الفرصة.

وبعد انتشار صيته في أرجاء لبنان انهالت عليه عروض إحياء الحفلات في المقاهي الليلية والفنادق الضخمة. فما كان من الفنان جورج يزبك إلاّ أنه ضم الوسوف تحت جناحيه ليرعاه محافظاً عليه فقدّم له ألحاناً، وكذلك فعل الفنان وديع الصافي.

فكانت أولى حفلاته في أحد فنادق «عاليه» الكبيرة، بعدها أخذ بالتنقل من حفل إلى آخر ومن بلد إلى آخر، وأطلق عليه حينها لقب «الطفل المعجزة».

وفي بداية احترافه غنّى للكبار من المطربين مثل عبد الحليم حافظ، أم كلثوم، ووديع الصافي، ثم قدم أغانيه الخاصة «الحبايب»، «دقيت على الأبواب»، «حلف القمر» «بتعاتبني على كلمة»، وجميعها من تلحين كبار الموسيقيين مثل بليغ حمدي، زهير عيساوي، نور الملاّح، شاكر الموجي وسيّد مكّاوي.

نشاطه لم يكن مقيّداً في سورية أو لبنان، تجاوز الحدود لتصل شهرته البلاد العربية من المحيط إلى الخليج، فقد أقام حفلات في جميع أنحاء العالم العربي و أوروبا، أميركا، كندا واستراليا.

زواجه

تعرّف وسّوف إلى زوجته شاليمار حينما كان يحيي إحدى الحفلات الغنائية في لبنان، وكان يبلغ من العمر حينها الـ 21 سنة، ثم حدث اللقاء بينهما في باريس حيث تم الزواج المدني بينهما، لأن أهل شاليمار لم يوافقوا على زواجهما في بداية الأمر، على الرغم من أنهم أحبوه بعدما تعرّفوا عليه جيّداً. وأنجب وسّوف ثلاثة أبناء هم وديع، حاتم، وجورج جونيور.

إشاعة وفاته العام 2000

في العام 2000 تم إجراء عملية جراحية له هي الأولى من نوعها في العالم في «فلوريدا» بالولايات المتحدة الأميركية، إذ أصيب بمرض في وركيه، لكن الغريب أن هذا المرض لا يصيب إلا المتقدمين بالسن. ليعود إلى لبنان ليتفاجأ بإشاعة انتشرت تتعلق بخبر وفاته، لكن ما أسعده هو انتظار محبيه له في المطار.

بعدها عاد للوقوف على أكبر مسارح المهرجانات العربية، فاشترك في مهرجاني «جرش» و«قرطاج» العام 2001، وكان الحفلان من أنجح الحفلات خلال تلك السنة.

حصوله على هدية عيد ميلاده

في 23 ديسمبر العام 2004، وعندما كان الوسوف جالساً في بيته في الكفرون، كانت المفاجأة عندما تلقّى هدية عيد ميلاده من معجبيه حول العالم العربي والقائمين على موقعه والتي كانت عبارة عن رسائل، والهدية الكبيرة كانت أغنية اسمها «سلطان زمانك» التي تكفّل بها القائمون على موقع جورج وسوف الرسمي، من كلمات جوانا وألحان رانيا، أما الأداء فكان من نصيب أنور. وعند تلقيه تلك الهدايا تأثر بها كثيراً، ما جعله يذرف دموع الفرح، معبّراً عن ذلك بقوله «إذا كنتوا بخير أنا بكون بخير».

مخدرات في السويد

في 2 نوفمبر من العام 2008، أوقفت السلطات السويدية وسوف بعدما ضبطت في حوزته كميّة من المخدرات، وذلك قبيل صعوده إلى خشبة المسرح لإحياء حفل غنائي ضخم في ضاحية «سولنا» القريبة من «ستوكهولم».

وكانت صحيفة «aftonbladet» السويديّة أشارت إلى أنّه تمّ ضبط 30 غراماً من الكوكايين بحوزة الوسوف، قبيل توجّهه إلى الحفل الذي كان مقرراً في الأول من نوفمبر 2008. وأشارت الصحيفة إلى أن الحفل قد ألغي بعد أن حجزت معظم المقاعد في الصالة بواقع مبلغ 260 دولاراً أميركياً للتذكرة الواحدة. إلاّ أنه وبعد التحقيق تمّ الإفراج عنه.

تعرّضه لجلطة دماغية

أصيب وسوف بجلطة دماغية تم نقله على إثرها إلى العناية المركزة بمستشفى «الشامي» في دمشق، ومن ثم إلى مستشفى «الجامعة الأميركية» في بيروت. وإثر ذلك قال حينها مصدر من داخل شركة «روتانا» إن الأزمة الصحية الأخيرة لسلطان الطرب جورج وسوف لن تُجبره على اعتزال الغناء.

زيارته لبشار الأسد... وموقفه من الثورة

زار جورج وسوف رئيس النظام السوري بشار الأسد في القصر الجمهوري في دمشق، بعد أن تماثل الوسوف للشفاء.

ومع بداية أحداث الثورة السورية؛ أعلن موقفه المنحاز لنظام الأسد. كما وسبق له أن قدم أغنية «يا غالي يا ابن الغالي» التي مجّد فيها الأسد.

نفيه لاعتناقه الإسلام

رد وسوف على ما أشيع بأنه أشهر إسلامه وتزوَج من سيّدة مسلمة، وأكّد أن علاقته بزوجته وعائلته أكثر من جيدة، «زوجتي وأولادي هم حياتي، العيلة ثم العيلة. وأنا لم أُشهِر إسلامي ولم أتزوَّج سوى الغالية أم وديع، وعندي منها 3 شباب في قمّة التهذيب والأخلاق، وتهمّني أسرتي أكثر من كلّ الدنيا».

ألبوماته

أصدر الوسوف أكثر من 30 ألبوماً وغنّى مئات الأغاني والمواويل وقدم حفلات كثيرة في سورية ومختلف أنحاء العالم. شهرته لا تنحصر في العالم العربي فحسب، بل هو معروف في أوروبا والولايات المتحدة كواحد من أفضل المطربين العرب. ومن أشهر تلك الألبومات:

• الهوى سلطان 1984

• روح الروح 1992

• شي غريب 1993

• كلام الناس 1994

• ليل العاشقين 1996

• صياد الطيور 1997

• لسه الدنيا بخير 1998

• طبيب جراح 1999

• دول مش حبايب 2000

• زمن العجائب 2001

• انت غيرهم 2002

• سلف ودين 2003

• اتأخرت كتير 2004

• هي الأيام 2006

• كلامك يا حبيبي 2008

• أصعب فراق 2010

• بيحسدوني 2011

• سكت الكلام 2013