«المباني الأثرية»... تاريخ كويتي في خطر
مساجد الكويت التراثية «تكبّر» منذ ثلاثة قرون
| كتب عبدالله راشد |
1 يناير 1970
01:09 م
• العدواني : تطوير المساجد القديمة دون المساس بتراثها
• من أجل مشروع المساجد التراثية تمّت الاستعانة بمنظمة اليونسكو أكثر من مرة
• إعادة التأهيل باستخدام نفس المواد القديمة المستعملة قديماً من كسوة خارجية وسقف من خشب «الشندل» و«الباسجيل»
• «التراثية» ... 50 مسجداً تم تأهيل 32 منها
تعتبر المساجد التراثية من العلامات البارزة في التاريخ الكويتي، إذ تؤرخ لما يقارب الثلاثة قرون من الزمان، وهي بذلك تعد من المباني التاريخية والوطنية التي تستوجب الالتفات لها من حيث الصيانة المستمرة لمبانيها دون المساس بتراثيتها التي تميزها.
وتبادل المسؤولية على تلك المساجد عدد من الجهات الحكومية ابتداء من الأمانة العامة للأوقاف مرورا بدائرة الأوقاف العامة، التي تطورت إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ثم عودة إلى الأمانة العامة للأوقاف حتى العام 2006، بعدها عادت مسؤولية تلك المساجد إلى وزارة الأوقاف ممثلة بقطاع المساجد.
ويبلغ عدد تلك المباني 50 مسجدا في معظم المناطق في الكويت وان كان ابرزها يقع في منطقة شرق أو داخل السور، فيما بدأت وزارة الأوقاف في ترميمها منذ العام 2006 وانتهت من صيانة 32 مسجدا منها.
وكشف رئيس قسم تأهيل وصيانة المساجد التراثية المهندس سالم العدواني أن الخطة المستقبلية لتأهيل وترميم المساجد التراثية تتمثل في إضافة توسعات يتم من خلالها إضافة مصلى للنساء ودورات مياه وسكن عاملين، مع الحفاظ على المسجد القديم، ودون المساس بتراثيته، بالإضافة إلى متابعة مستجدات ما يطرأ على السوق من مواد جديدة ومدى ملاءمتها ومطابقتها لأصول صيانة وتأهيل المساجد التراثية.
وقال العدواني لـ «الراي» ان الكويت دأبت على العناية الخاصة بالمساجد، وخاصة التراثية منها، كون هذه المساجد التي بناها الاجداد تمثل شاهدا على تاريخ الكويت القديمة، ولا يعني هدف المحافظة على المساجد التراثية التعامل معها على انها اصبحت متحفا تاريخيا بل يهدف مشروع تأهيل المساجد التراثية الى تعزيز دورها الذي اقيمت من أجله من خلال عمل الصيانة الشاملة لها.
وأضاف: « من اجل تحقيق اهداف مشروع المساجد التراثية تمت الاستعانة بمنظمة اليونسكو اكثر من مرة، كما أولت الوزارة متمثلة في قطاع المساجد «إدارة الشؤون الهندسية» قسم المساجد التراثية عناية خاصة بها من خلال توفير ميزانية خاصة للتأهيل والترميم وذلك من خلال تخصيص فرق صيانة دورية من أعمال مدنية وكهرباء وتكييف وغيرها، بالإضافة الى الصيانة الجذرية للمساجد والتي تقوم على اعادة تأهيل المسجد كاملا من الداخل والخارج وإعادته الى حالته القديمة وذلك لوجود العديد من التشوهات التي لحقت به على مر التاريخ.
واكد العدواني «الحرص على اعادة التأهيل للمساجد باستخدام نفس المواد القديمة التي كانت تستعمل في الماضي من كسوة خارجية وسقف من خشب «الشندل» و«الباسجيل»، بالإضافة الى الارضيات من بلاط الموزاييك الاصفر اللون وارضية الحوش من الآجر، كذلك استخدام الشبابيك الخشبية المميزة بالحماية الخارجية من الحديد المبروم الأملس.
وقال العدواني ان «أهم أعمال قسم المساجد التراثية في إدارة الشؤون الهندسية في وزارة الأوقاف هو تأهيل المساجد التراثية من خلال الجهاز الفني المدرب على تأهيل المساجد التراثية، والتنسيق مع الجهات المختلفة المهتمة بالمباني التاريخية مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتوفير قاعدة معلوماتية خاصة بالمساجد، واعداد الشروط والمواصفات الفنية الخاصة بعقود الصيانة والترميم.
وبين أن الميزانية المخصصة للمساجد التراثية منذ نقل تبعيتها من الأمانة العامة للأوقاف إلى وزارة الأوقاف سنة 2006 بلغت ما يقارب 4 ملايين دينار كويتي للصيانة وإعادة التأهيل.
مسجد الهلال
يقع في منطقة المرقاب في فريج المطران، خلف مبنى مجمع البنوك قرب سوق الأقمشة والبطانيات من جهة الشمال،وأسس المسجد عزران الدماج العام 1907، بعدها قام هلال فجحان هلال المطيري بتوسعته من أرض « الحوطة» المرفقة به، وعمل له أماكن للوضوء في العام 1916، وجدد في العام 1925، وفي العام 1953جددت دائرة الأوقاف المسجد ضمن حملة شملت غالبية تلك المساجد القديمة، ثم تم عمل اختبارات انشائية عليه في العام 1997، وإضافة توسعة انتهت في العام 2001، كما تم تجديد شامل تحت اشراف قسم تأهيل المسجد التراثية العام 2011/ 2012.
مسجد الفضالة
يقع في منطقة المرقاب، فريج الفضالة قديما خلف المتحف العلمي، وأول من أسس له صالح الفضالة في العام 1900، وقام بتجديده في العام 1908 بعد سقوط جزء من سطحه، ثم جددت دائرة الأوقاف العامة العام 1953، وتم تجديد شامل تحت اشراف قسم تأهيل المسجد التراثية العام 2011/ 2012.
مسجد الشرهان
يقع في منطقة القبلة، على بعد 250 جنوب شارع الخليج العربي ومقابل متحف الكويت الوطني، تم بناؤه من قبل عبدالله بن محمد المرزوق البدر في العام 1813، وفي العام 1956 تم تجديده من قبل دائرة الاوقاف العامة مع الحفاظ على السمات والملامح المعمارية التراثية فيه، وتم تجديد شامل تحت اشراف قسم تأهيل المسجد التراثية العام 2011/ 2012.
مسجد العتيقي
يقع المسجد في المرقاب، فريج المطران شرقي بيت التمويل الكويتي الرئيسي، وأسسه محمد بن عبدالله يوسف العتيقي العام 1892، وفي العام1921 تصدعت بعض حوائطه فجدده عبدالله بن محمد بن عبداللطيف العتيقي مشاركة مع عبدالعزيز الحمد العتيقي، وفي العام 1952 جددته دائرة الاوقاف في حملة شملت المساجد آنذاك، وتم تجديده تحت اشراف قسم تأهيل المسجد التراثية العام 2011/ 2012.
مسجد الخليفة
اعتبر مسجد الخليفة مسجد الدولة الكبيرحتى عهد قريب لما يتمتع به من شكل تراثي قديم حيث بنيت حوائطه من الطين وأسقفه من خشب «الشندل»، واحتوى على مدخلين أحدهما رئيسي مقابل البحر من الشمال،والمدخل الآخر من ناحية الجنوب على تل بهيته، وأسس المسجد عائلة آل خليفه أسرة حكم مملكة البحرين بعد رحيلهم من الكويت وبني في العام 1737 حسب مصادر دائرة الأوقاف العامة وهو أحد مسجدين فقط في الكويت لا زالا على حالتهما الأولى من حيث الحوائط الطينية للحرم والليوان، وقام الشيخ مبارك الكبير بتجديده العام 1901 على نفقته الخاصة، ثم رممته دائرة الأوقاف العامة، ثم قامت الامانة العامة للاوقاف في العام 2000 بإضافة توسعة للحوش الداخلي لسكن الامام والمؤذن، وتم تجديد شامل تحت اشراف قسم تأهيل المسجد التراثية العام 2011/ 2012.
مسجد الكمالي
أقدم مسجد تم بناؤه في الجهراء القديمة، ويقع بجانب مدرسة كاظمة القديمة، وقد تم تغيير اسمه من مسجد الجهراء القديم إلى مسجد الشيخ عبدالرحمن الكمالي وهو إمام المسجد منذ انشائه، ويعود بناؤه إلى العام 1865 وظل على ما هو عليه حتى 1952 بعدما زادت الهجرة من أبناء البادية للالتحاق بالوظائف الحكومية حيث قامت دائرة الأوقاف بإعادة بنائه على شكله الحالي، وكبقية المساجد تم تجديد شامل تحت اشراف قسم تأهيل المسجد التراثية العام 2011/ 2012.
مسجد الحداد
يقع في المنطقة التجارية الثانية، قرب فريج البودي أو الجوعان، داخل السور الأول مقابلا لمبنى البورصة، ومؤسسه بحسب كتاب الديرة صالح أحمد الحديدي العام 1776، وقام بتجديده الشيخ عبدالله الأول الذي تولى الحكم العام 1762، وتم تجديد شامل تحت اشراف قسم تأهيل المسجد التراثية العام 2011/ 2012.
أبرز المساجد
يبلغ عدد المساجد التراثية خمسين مسجدا، تم تأهيل 32 مسجدا منها، ومن أبرز المساجد التي تم تأهيلها وإعادتها إلى طابعها وشكلها الأصلي المساجد التالية: مسجد الاذينة، مسجد الحمد، مسجد الخالد، مسجد الرومي، مسجد الساير الشرقي، مسجد الساير القبلي، مسجد السوق الكبير، مسجد الصانع، مسجد القطان، مسجد المطبة، مسجد المناعي، مسجد النومان، مسجد الوزان، مسجد ابن حمد، مسجد ابن خميس، مسجد ابن عويد، مسجد ابن هجاج، مسجد سعيد، مسجد مرزوق البدر، مسجد ناهض، مسجد يوسف الميلم، مسجد الحداد، مسجد الهلال، مسجد العتيقي، مسجد الفضالة، مسجد الخليفة، مسجد الكمالي، مسجد الرشيد، مسجد بورسلي، مسجد عبدالله بن عمر، مسجد الحمدان، مسجد الشرهان.