عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي
حزب النور ... ولكن التركي؟
| عبدالعزيز صباح الفضلي |
1 يناير 1970
10:38 ص
«أبو رغال» هو الدليل العربي لجيش أبرهة الحبشي الذي غزا مكة لهدم الكعبة، حيث احتاج أبرهة لدليل يرشده إلى مكان الكعبة، ومنذ ذلك التاريخ والعرب تطلق لقب «أبي رغال» على كل خائن.
وبعد تولي «كرزاي» رئاسة أفغانستان بعد الاحتلال الأميركي، أخذ السياسيون يطلقون لقب كرزاي على اي رئيس جديد يأتي للسلطة عبر الأمريكان.
حزب النور المصري السلفي الذي شذّ عن جميع الجماعات والتيارات الإسلامية في مصر ليشارك بتحالفه مع العلمانيين والفاسدين والعسكريين في إسقاط أول رئيس مصري إسلامي منتخب، أصبح هو كذلك مضربا للمثل في الجماعة الإسلامية التي تخالف مبادئ الإسلام وتتعاون حتى مع من يحاربون الدين من أجل تحقيق مصالح شخصية للحزب وقياداته.
في تركيا ظهر حزب النور والمتمثل بجماعة «كولن» والمشهورة بجماعة الخدمة، هذه الجماعة التي تنتهج الفكر الصوفي، وتتعامل بالبراغماتية القائمة على المصلحة، ها هي اليوم تضع يدها بيد حزب الشعب العلماني، وبدعم صهيوني وغربي للإطاحة بحكومة التنمية والعدالة ومن بعدها إسقاط رئيس الوزراء أردوغان.
جماعة كولن استفادت من تحالفها مع حزب العدالة إذ تم دمج بعض أعضائها في الحزب، وحصل بعض أفرادها على مناصب وزارية.
إلا أن سعي هذه الجماعة للتغلغل والوصول في أماكن حساسة في الدولة كجهاز الاستخبارات والداخلية والدفاع، وعدم إتاحة رئيس المخابرات المقرب لأردوغان الفرصة لهذه الجماعة من تحقيق مرادها دفعها إلى مهاجمته والسعي إلى تشويه صورته بغية إسقاطه، كما أن تعرض بعض المصالح الاقتصادية لهذه الجماعة والمرتبطة بإسرائيل والتي تأثرت بعد المواقف التي اتخذتها تركيا ضد إسرائيل بعد حادثة الاعتداء على أسطول الحرية جعلها تهاجم قرارات أردوغان والتي منها طرد السفير الإسرائيلي.
آخر مواجهات هذه الجماعة مع رئيس الوزراء كانت من خلال حادثة القبض على بعض أبناء قيادات حزب العدالة والتنمية ومنهم ابن وزير الداخلية، وكذلك رئيس مدينة الفاتح وهو من أوائل المؤسسين لحزب العدالة والتنمية، بأمر من النائب العام المقرب من جماعة «كولن» وبتهم فساد مالي وأخذ رشاوى.
وقد تم القبض على المتهمين دون علم رئيس الوزراء أو وزير الداخلية والذي يعتبر رأس الجهاز التنفيذي المسؤول عن العملية. كما أن القوة التي قامت بالاعتقالات في العاصمة انقرة قدمت من اسطنبول وهو ما يخالف القانون التركي.
هذه العملية اعتبرها أردوغان استهدافا شخصيا له، ولذلك قام بالإطاحة بكل من قاموا بها ليقطع عليهم كل طريق لزعزعة حكومته، ومنهم قائد شرطة اسطنبول.
الشاهد هنا أن جماعة «كولن» اتضح أن لها ممارسات أخرى للإطاحة بحكومة أردوغان ذي التوجهات الإسلامية، ومنها اكتشاف علاقتها بالمظاهرات وأحداث الشعب التي جرت في ميدان تقسيم وتنسيقها مع حزبي المعارضة الشعب والحركة القومية في تأجيج الشارع ودعم المتظاهرين - برغم أنها حليفة للحكومة - كما كان واضحا هجومها المباشر عبر القنوات والصحف التابعة لها على طريقة تعامل أردوغان مع المتظاهرين.
هناك خطة تسعى جماعة «كولن» وبدعم صهيوني علماني للضغط بها على الحكومة، بدءا بالاعتقالات ثم مسلسل استقالات لأعضاء الجماعة وكذلك المقربين لها من حزب العدالة في البرلمان، وإثارة ذلك إعلاميا، ثم ابتزاز بعض المنتمين لحزب العدالة عبر بعض التسجيلات. ثم المطالبة بإسقاط الحكومة، والدعوة إلى محاكمات لأردوغان وحزبه بدعوى الفساد، ومن ثم الوصول إلى الحكم عبر الانتخابات بتحالف يضم حزب الشعب اليساري مع الحركة القومية العلماني وحزب النور التركي «جماعة كولن».
لكني على يقين بأن أردوغان وحزب العدالة سيكونون لهذه المؤامرة بالمرصاد، فنجاح مثل هذا التحالف بإسقاط مرسي لا يعني بالضرورة نجاحه في إسقاط النجم الساطع «رجب طيب أردوغان».