رابطة الأدباء كرّمت سفير الشعر والإبداع
سلمان الحمود: عبدالعزيز سعود البابطين شرّف الكويت بمبادراته وعطاءاته الثقافية الكثيرة
| كتب مدحت علام |
1 يناير 1970
04:44 م
حظيت عطاءات الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين الكثيرة في مجالات الشعر والثقافة باهتمامات الكثير من المؤسسات الثقافية المحلية والعربية وبالتالي فقد نال التكريم والاحتفاء والتقدير الذي يليق به بصفته ضلعا مهما من اضلاع نهضة الثقافة العربية في كل اقطار العالم.
وبالتالي جاءت احتفالية رابطة الادباء الكويتيين تتويجا لهذه الاحتفاءات تلك التي اقيمت برعاية وحضور وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود وبحضور الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، ونخبة من المثقفين والجمهور.
وادار الاحتفالية الشاعر عبدالله الفيلكاوي كي تستهل بكلمة ألقاها الأمين العام لرابطة الادباء الباحث طلال الرميضي مشيرا فيها الى عطاءات البابطين في المجال الثقافي وهي عطاءات شملت شتى البلاد العربية...
وقال الرميضي:
«تفتخر الرابطة بالاحتفاء بأحد أعضائها الكبار مقاما وحبا ألا وهو الشاعر الإنسان عبدالعزيز سعود البابطين... والبابطين شخصية غنية عن التعريف.
ويأتي هذا التكريم من قبل مجلس إدارة الرابطة تتويجاً للجهود الثقافية التي بذلها على مدى أكثر من عشرين عاما من خلال مؤسسته الثقافية للإبداع الشعري ومكتبة البابطين المركزية للشعر العربي والعديد من المراكز التي تفرعت من المؤسسة».
واضاف: «كما له دور بارز في محال اللغة العربية ونشرها في العالم وتكريس فكرة حوار الحضارات لتوثيق أواصر السلام والمحبة بين شعوب العالم.
والشاعر البابطين له من الأنشطة المميزة التي حققت للكويت حضورها الحضاري في مصاف الدول الداعمة للعمل الثقافي والفكري.
ونحن في مجلس إدارة الرابطة نسعى لتقدير وتكريم المبدعين والداعمين للعمل الثقافي في دولة الكويت ممن أثروا الحياة الفكرية محليا وعربيا وعالميا بإنجازاتهم المشرقة.
ولا شك ان شخصية بحجم المحتفى به قد نالت الكثير من التقدير والتكريم داخل وخارج الكويت ومنها منحه اخيرا شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة قرطبة الاسبانية ليكون أول شخصية عربية إسلامية تحصل عليها.
قد تعجز المفردات عن وصف مآثره وما قدمه للأدب الكويتي فكان الأستاذ عبدالعزيز البابطين خير سفير للشعر والإبداع ونجح في رفع اسم الكويت عاليا في المحافل المحلية والدولية».
وأنشدت الشاعرة وضحة الحساوي قصيدة للشاعر عبدالعزيز سعود البابطين مطلعها يقول «كويت يا جنة في ساحة العرب» في حين انشد الشاعر فالح العجمي قصيدة «ذكريات» التي يقول البابطين في مطلعها «سلامي للهضاب وللرواني/ وشوقي للأحبة والصحاب»...
ثم ألقى الامين العام الاسبق لرابطة الادباء الكاتب عبدالله خلف كلمة اشاد فيها بدور البابطين في اثراء الثقافة العربية وقال: «عبد العزيز سعود البابطين... ظاهرة ثقافية عالية، شملت البلاد ودول شبه الجزيرة العربية والمشرق العربي، والمغرب العربي، عجزت وزارات الثقافة العربية أن تنجز ما أنجزه هذا الشخص الفاضل، بعزيمته وطموحه... ورغبةً منه في تحريك سواكن الشعر والنقد، بعد انحسار طويل...
دول عربية، باشرت بأعمال موسوعية ومعاجم، وفهارس المعرفة، فتوقفت عند الحروف الهجائية الأولى منذ عقود من الزمان... وحاولوا بعثها من جديد، ولم تُنجز حتى الآن... رغم مرور الزمن وتغير المسؤولين...
الأعمال الموسوعية التي أعلن عنها الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين أنجزت كلها في أزمنة قصيرة... بجهود وطنية وعربية وعالمية... وقد اقترنت مسميات تشريفية عديدة باسمه الكريم... وهي دلالات توحي بالاسم :
صاحب ديوان بوح البوادي، وصاحب ديوان مُسافر في القفار، وصاحب مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري..
. هذه المؤسسة قد أكرمت المبدعين من الشعراء العرب، ونقاد الشعر، وأقامت هذه المؤسسة دورات وندوات... في القاهرة والمغرب، وتونس، ودولة الكويت والامارات العربية المتحدة وفي دول أخرى عديدة، واستقطبت مئات المدعوين لكل احتفالية.
وأضاف خلف: في سنة 2000 أقامت مؤسسة البابطين للإبداع الشعري ندوة كُبرى في الجزائر، عن شخصية أبي فراس الحمَداني وكنا بمعية الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين... حضر الاحتفال الرئيس عبد العزيز بو تفليقة وألقى كلمة معبّرة ارتجل فيها ذاكرا عصور الشعر العربي وتحدث عن ابي فراس الحمداني وعرج على مدح الكويت، وأشار إلى الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين بعبارات مؤثرة وبليغة، ومما قاله: ان المأساة التي حلت بالجزائر، بحربها الاهلية، أبعدتنا عن إخواننا واشقائنا العرب.. وعشنا عُزلةً وانقطاعا حتى شعرنا باليتم، وكأن الجزائر ذلك الغصن الرطيب في الدوحة العربية قد انفصل واجتُث من الشجرة الأُم، حتى قاد الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين إلينا المئات من عالمنا العربي ورُموزاً من الدول الغربية ما أزال عنّا ذلك الشعور بالقطيعة واليُتم وبعث فينا فرحة كبيرة».
وبعد مراسم تكريم البابطين القى وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود كلمة ارتجالية ابدى فيها سعادته بمثل هذا التكريم لرجل عطاءاته للوطن كثيرة وصاحب مبادرات ثقافية مهمة شرفت الكويت ورفعت اسمها عاليا في المحافل الدولية.
واثنى الوزير على مبادرة رابطة الادباء بتكريم البابطين.
وفي كلمته ابدى الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين - المحتفى به - سعادته ان يكون موجودا في رابطة الادباء هذا الحرم الثقافي الكبير وقال: «يسعدني ان اكون مكرما بينكم لا لشخصي ولكن لعملي» وكشف انه يسعى لتحقيق مبدأين الاول ان وجود الانسان يتحقق حينما يتحرر من اطاره الشخصي الى اطار الوطن والناس وانه يسعد كثيرا حينما يرى الآلاف من الشباب الذين تخرجوا في الدورات التي تحفظ لغتهم العربية، والمبدأ الثاني ان بني البشر هم اسرة واحدة... لذلك اقدم على اقامة سلسلة من ندوات الحوار لإزالة الكراهية من النفوس.