ترسّبات شط العرب و«فتح الأهوار» تُهدّد مستقبل «المحطة»

طين العراق يكهرب « الصبية»

1 يناير 1970 10:33 م
• «المحطة» تخضع حالياً لاستبدال حرّاقات الغلايات بهدف رفع انتاجها

• نحتاج إقرار المزيد من العلاوات لرفع معنويات العاملين
في «المحطات» ... وتحفيزهم

• تعاقدنا
مع شركة عالمية لإزالة الترسبات وتنظيف حقل المواد الكيميائية للسيطرة
على عكارة المياه

• إذا تجاوزت الحرارة التوقعات
في الصيف فسيكون وضعنا صعباً

• قانون «الشركات المساهمة» ممتاز...ولكن تطبيقه
في «الزور الشمالية» كان سيئاً

• رفض «الصحة المهنية» صرف بدل أعمال شاقة للعاملين
في محطات القوى أصابهم بخيبة أمل
دق مدير محطة الصبية الكهربائية المهندس محيي الدين نجم ناقوس الخطر ازاء ما قد تسببه مشكلة التسربات الطينية المقبلة من شط العرب في العراق وتؤثر على مقطرات المحطة مبينا ان «هذه الترسبات زادت في الآونة الأخيرة نتيجة أعمال الحفر في ميناء مبارك الكبير إلى جانب فتح أهوار العراق».

ويقول نجم في حديث لـ «الراي» على هامش جولتها الميدانية في محطة الصبية ان «هذه الترسبات دفعت وزارة الكهرباء والماء الى التعاقد مع احدى الشركات العالمية لإزالتها من خلال القيام بأعمال تنظيف حقل المواد الكميائية عن طريق الكورات للسيطرة على مشكلة عكارة المياه»، مشيرا الى انه «في حال وصول هذه العكارة إلى مستوى معين وقتها لا ينفع معها أي شيء، ولكن ولله الحمد هي ما زالت تحت السيطرة».

وتبدو «المحطة» ليس كبقية محطات القوى الست المنتشرة على طول صفحة الخليج البحرية شمالا وجنوبا، فهي ما زالت «صبية» المحطات «تجدد شبابها أولا بأول بعمليات تجميل سريعةعن طريق الصيانة الدورية أو عن طريق مشاريع جديدة تزيدها شبابا وإنتاجا».

وكانت المحطة أنشأت في العام 1998 لإنتاج 2400 ميغاواط و100 مليون غالون امبراطوري من المياه يوميا ومن ثم أضيف إليها مشروع تطوير الصبية الذي نفذ على مرحلتين لإنتاج 2000 ميغاواط.

ومحطة الصبية ليس كغيرها من بقية المحطات، فهي لا يحدها حدود جغرافية وبإمكانها التوسع والتمدد حسب الحاجة والمتطلبات بعكس المحطات الخمس الأخريات المقيدة بحدود لا تسمح لها بالتمدد أو الإضافة مقارنة بمحطة الصبية البعيدة عن الكتلة العمرانية.

و تبعد المحطة عن مدينة الجهراء زهاء 100 كيلو متر فيما يقال انها أنشأت بغرض مقايضة العراق من خلال تزويده بالكهرباء واستيراد ماء بدلا من الكهرباء ووقفت على مراحل عملية التجميل الجديدة التي تخضع لها حاليا ( تنفيذ مشروع جديد، إضافة 500 ميغاواط ) والتي من شأنها أن تزيد من شبابها وتكون خير معين بعد المولى عز وجل لأهل الكويت في صيف 2014 المتوقع أن يكون صيفا حارا جدا.

ويقول مدير المحطة المهندس محيي الدين نجم ان محطات القوى جاهزة من خلال أعمال الصيانة الدورية والمشاريع التطويرية لمواجهة تحديات الصيف المقبل مشيرا إلى ان المحطة تخضع حاليا لعملية استبدال حراقات الغلايات لرفع كفاءاتها الإنتاجية وهي تسير بشكل منتظم في عملية الصيانة وفق الجدول الزمني المتفق عليه.

ويوضح نجم ان «أعمال الصيانة في المحطة بدأت منذ منتصف سبتمبر الفائت بحسب جدول الصيانة المبرمج، وقمنا خلال الفترة الفائتة بانجاز أعمال الصيانة للوحدتين رقم 8، 7 وجاري حاليا صيانة الوحدتين الرقم 1 و 4 على ان يتم لاحقا إجراء عمليات صيانة للوحدات المتبقية وهي 3، 5، 6 وفق مواعيد الجدول الزمني المتفق عليه مع مراكز المراقبة والتحكم.

ويبين ان محطة الصبية القديمة ( الحرارية ) تنتج 2400 ميغاواط و 520 ميغاواط يتم إنتاجها من مشروع طوارئ 2007 بالإضافة إلى إنتاج 2000 ميغاواط من مشروع تطوير محطة الصبية الذي نفذه اتحاد شركتي جنرال اليكترك وهيونداي لافتا الى ان إنتاج المياه منها يبلغ 100 مليون غالون إمبراطوري يوميا، وفي ما يتعلق بأعمال صيانة المقطرات فقد قمنا بإجراء الصيانة للمقطرات رقم 2، 7، 8.

و عن مشكلة الترسبات الطينية التي كانت تعاني منها مقطرات المحطة سابقا ومااذا تم إيجاد حل لها أم انها ما زالت مشكلة قائمة يقول نجم: «ان هذه المشكلة لا يمكن القضاء عليها كليا، فنحن نحاول حلها وفق الإمكانيات المتاحة لدينا، فموقع محطة الصبية الجغرافي أحد الأسباب الرئيسة وراء تكون هذه الترسبات التي تأتي إلينا من العراق ( شط العرب )، ونحن كمسؤولين عن تشغيل هذه المحطة تعاقدنا مع أحد الشركات العالمية لإزالة هذه الترسبات من خلال القيام بأعمال تنظيف حقل المواد الكميائية عن طريق الكورات للسيطرة على مشكلة عكارة المياه».

مقطرات المحطة سابقا ومااذا تم إيجاد حل لها أم انها ما زالت مشكلة قائمة يقول نجم: «ان هذه المشكلة لا يمكن القضاء عليها كليا، فنحن نحاول حلها وفق الإمكانيات المتاحة لدينا، فموقع محطة الصبية الجغرافي أحد الأسباب الرئيسة وراء تكون هذه الترسبات التي تأتي إلينا من العراق ( شط العرب )، ونحن كمسؤولين عن تشغيل هذه المحطة تعاقدنا مع أحد الشركات العالمية لإزالة هذه الترسبات من خلال القيام بأعمال تنظيف حقل المواد الكميائية عن طريق الكورات للسيطرة على مشكلة عكارة المياه».

ويزيد:»وهنا أحب أن أشير إلى أنه في حال وصول هذه العكارة إلى مستوى معين وقتها لا ينفع معها أي شيء، ولكن ولله الحمد هي ما زالت تحت السيطرة، وربما من العوامل التي زادت بعض الشيء من أعمال الترسبات في الآونة الأخيرة هي أعمال الحفر في ميناء مبارك الكبير إلى جانب فتح أهوار العراق.

وعن أبرز الأعمال التطويرية التي تخضع لها المحطة في الوقت الراهن يقول نجم انه «قبل فترة وقعت الوزارة عقدا يعد من أكبر العقود التطويرية في المحطة وهو عقد خاص لتطوير وتحسين نظام الاحتراق لعدد 8 غلايات بكلفة 6 ملايين ونصف المليون ويتضمن المشروع إجراء أعمال تطوير وتحسين نظام الاحتراق لضمان تحقيق مرونة أداء عالية للتشغيل الآمن والمستقر للوحدات بما ينعكس بدوره على استقرار الشبكة الكهربائية في البلاد».

ويضيف: «تقدر مدة تنفيذ المشروع بـ 24 شهرا، كذلك من العقود التطويرية التي نفذتها المحطة أخيرا عقد تركيب صمامات نسف البخار للوحدات الست، فهذه الصمامات ستساعدنا كثيرا في الحصول على كميات بخار مناسبة للمقطرات حتى لو قمنا بتشغيل الغلايات على درجة 120 ميغاواط، ففي السابق وقبل تركيب الصمامات كان لابد من تشغيل الغلاية على درجة 220 ميغاواط حتى نستطيع الحصول على كميات بخار مناسبة للمقطرات».

ويؤكد نجم «ان المحطات جاهزة للتحديات في الصيف المقبل، ولكن تبقى ظروف الطقس ودرجة الحرارة من أكبر العوامل التي ستلعب دورا في مؤثرا خلال الصيف المقبل، فإذا كانت درجة الحرارة مماثلة لدرجة حرارة الصيف الفائت فإن شاء الله سيكون وضعنا جيد إلى حد ما، أما إذا تجاوزت وفاقت التوقعات فإن الوضع سيكون صعبا».

ويتابع : «هذا بالنسبة للظروف الخارجة عن إرادتنا، أما بالنسبة للاستعدادات فقد قام الوزير برفع معدل المخزون الاستراتيجي للمياه من 2400 إلى 3900 من خلال التوسع في إنشاء خزانات مائية جديدة، أما بالنسبة للكهرباء فمتوقع حسب النصوص التعاقدية أن يتم انجاز مشروع الـ 500 ميغاواط في يونيو المقبل، وهنا أحب أن أشيد بجهود المستهلكين كافة الذين ساهموا للمرة الاولى إلى حد كبير في تحقيق توفير كهربائي مقارنة بالمعدل الذي كان متوقع استهلاكه خلال فصل الصيف الفائت».

وبشأن توقيع عقد المرحلة الأولى لمشروع محطة الزور الشمالية وماذا يعني للعاملين في محطات القوى هذا التوقيع يرد نجم قائلا: «نحن العاملون في المحطات أكثر الناس الذي يعرفون قدر كل ميغاواط من الكهرباء وكل غالون مياه، وكم تمنينا أن يتم توقيع هذا العقد منذ فترة ولكن لأسباب ما تم تأجيله، ولكن في النهاية نقول حمد لله على توقيع هذا العقد».

وعن التجربة التي مر بها مشروع محطة الزور الشمالية كأول مشروع ينفذ وفق قانون الشركات المساهمة يقول نجم: «القانون الرقم 39/2010 ( الشركات المساهمة ) هو قانون ممتاز ولكن تطبيقة في مشروع الزور الشمالية كان سيئا لغياب التنسيق بين الجهات المعنية وربما يرجع ذلك إلى ان هذا المشروع هو أول المشاريع التي تنفذ وفق هذه الطريقة، ونحن هنا نتمنى أن يتم تلافي السلبيات التي رافقت هذا المشروع في المشاريع المقبلة».

وعن وضع موظفي الوزارة العاملين في محطات القوى بعد إعادة هيكلة الوزارة يوضح نجم انه «تم تشكيل لجنة لعمل مقابلات مع الموظفين لاختيار أفضلهم وأعتقد ان هيكلة الوزارة لن تؤثر على موقف الموظفين،ولن يتم الاستغناء عنهم بل سيتم تخييرهم بين البقاء في الوزارة التي ستتولى التخطيط والإشراف أو الانتقال إلى المؤسسة وفق ضوابط وشروط محددة».

وردا على رفض إدارة الصحة المهنية طلب وزارة الكهرباء والماء صرف بدل أعمال شاقة للعاملين في محطات القوى والذي يبلغ عددهم تقريبا 6000موظف، يشير نجم الى ان «هذا الخبر أثر كثيرا في نفوس العاملين في محطات القوى وأصابهم بخيبة أمل، فهؤلاء العاملين يبذلون جهودا كبيرة، خصوصا في موسم الصيف، حيث درجة الحرارة المرتفعة، فهم يستحقونه عن جدارة، ولكن نحن لن نيأس وسنحاول مرة أخرى مع إدارة الصحة المهنية لإعادة النظر في قرارها، في المقابل يمكننا القول ان زيادات رواتب العاملين في المحطات أحدثت حركة جيدة في صفوف العاملين إلى جانب ذلك تركت علاوة الشفت لدى العاملين في قسم تشغيل المحطات وقعا طيبا في نفوسهم، فنحن نحتاج إلى إقرار المزيد من العلاوات لرفع معنويات العاملين في المحطات وتحفيزهم على بذلك جهود أكبر».

وعما اذا كان سيسمح للعاملين في محطات القوى بأخذ أجازات خلال فصل الصيف المقبل يقول نجم انه «لا يوجد زيادات في طاقة الكهرباء متوقع ان تضاف إلى الشبكة الكهربائية خلال فصل الصيف المقبل باستثناء مشروع الدورة المشتركة في الزور الجنوبية المتوقع ان تنتج 380 ميغاواط تقريبا، لذلك سيكون الاعتماد قويا على موظفي العاملين في المحطات وسيصعب علينا منحهم أي أجازات إلا بعد انتهاء موسم الذروة».

و بشأن موضوع صيانة وحدات مشروع محطة تطوير محطة الصبية الجديد يقول : «تم بحمد الله الانتهاء من أعمال صيانة جميع الوحدات المفتوحة،واختبارها بشكل نهائي استعدادا لمواجهة الصيف المقبل، أما بالنسبة للوحدات المشتركة فهي ما زالت تحت الصيانة ومتوقع الانتهاء منها في منتصف يناير المقبل».

«استبشرنا خيرا»



يقول مراقب التخطيط في محطة الصبية المهندس نواف المطيري : «لقد استبشرنا خيرا بتوقيع عقد مشروع محطة الزور الشمالية لإخراجنا من عنق الزجاجة التي نمر فيه حاليا، وللعلم فإن جميع المناقصات الصغيرة التي لا تزيد عن 500 ميغاواط التي سمح لنا القانون الرقم 39/2010 بتنفيذها لن تحل الأزمة، لذلك نحن استبشرنا خيرا بتوقيع عقد الزور الذي سيجعل الوزارة وجميع العاملين في الكهرباء والماء يتنفسون الصعداء».

سكراب...



يقول مدير محطة الصبية المهندس محيي الدين نجم انه كان مخططا ان يتم سكراب محطتي الدوحة الشرقية والشعيبة ولكن تم تأجيل ذلك لعدم وجود محطات قوى بديلة دخلت الخدمة، وهنا أؤكد ان المحطتين تعملان حاليا بكفاءة عالية وأعتقد أنه لن يتم الاستغناء عنهما في الوقت الحالي.

تحديث توربينات



قبل فترة تم طرح مشروع تحديث التوربينات البخارية في محطة الدوحة الغربية، وهذا المشروع يعد من أكبر المشاريع التطويرية على مستوى محطات القوى.

مشاريع جديدة



على هامش الجولة الميدانية التي تفقدت فيها «الراي» محطة الصبية برز مشروع الـ 500 ميغاواط الجديد الجاري تنفيذه حاليا،والمتوقع بحسب اللائحة التعاقدية ان ينتهي في يونيو المقبل بمايشبه خلية نحل يعمل فيها العملون بانتظام وحرارة تفوق حرارة الدرجة المتوقعة للصيف المقبل، وكأنهم يسابقون عقارب الساعة لإنجاز المشروع في موعده، فالمشروع الذي لجأت الوزارة إلى فكرته مستغلة الثغرة القانونية في القانون رقم 39/2010 والتي أعطتها الحق في إنشاء مشاريع كهربائية لا تزيد على 500 ميغاواط وحصر المشاريع الكبرى التي تزيد على ذلك في شركات القطاع الخاص بعد أن شعرت بمخاوف من تأخر أوعرقلة مشروع محطة الزور الشمالية الذي يثير حوله جدل نيابي يجري العمل فيه على قدم وساق لعله يكون المخرج هو والمشروع الثاني الذي ينفذ في محطة الزور الجنوبية بقدرة 500 ميغاواط من الأزمة المتوقعة لصيف 2014.

طوارئ 2007... ظلمت



أثناء جولة الراي» في محطة الصبية بدا هدير غلايات وحدات طوارئ 2007 يرج المكان،وعنها يقول المهندس نواف المطيري ان «هذه الوحدات ظلمت كثيرا ولولاها لكانت دخلت البلاد في نفق مظلم، فهي أنقذت البلاد في وقتها من خطر الانقطاعات الكهربائية، وكما ترى هي ما زالت تعمل بكامل طاقتها وكأنها في عنفوان شبابها، وعلى الرغم من ذلك كثر القيل والقال حولها واتهمت باتهامات في غير محلها، فالنفع الذي عاد على البلاد من وراء طوارئ 2007أكثر بكثير من السلبيات التي تحدث عنها معارضو هذا المشروع».