قدّمتها فرقة «المسرح الجامعي» على خشبة «الدسمة»

«عتيج الصوف» ... فنتازيا كوميدية عن مشاكل الفنانين

1 يناير 1970 02:54 م
في رابع عروض المهرجان المسرحي المحلّي بدورته الرابعة عشرة، قدّمت فرقة «المسرح الجامعي» على خشبة مسرح «الدسمة» عرضها «عتيج الصوف» من تأليف وإخراج نصّار النصّار، وبطولة عثمان الصفي، عبدالحميد السبكي، حسين العوض، حمد النصّار، مبارك الرنّدي، بشار عبدالله، هبة العيدان، ميثم الحسيني، فهد الصفي، سارة رشاد، هاني الهزّاع، سالم فاروق، دعيج العطوان، بلال جوهر وعلي دشتي.

وتمكّن النصّار من وضع العرض ضمن المنافسة وذلك بسبب السيطرة على عدد كبير من الممثلين الشباب الجامعيين الموهوبين رغم وجود بعض الهفوات في أدائهم التمثيلي الذي تفاوت من ممثل لآخر، فكان من اللافت أداء الممثل حسين العوض الذي جسّد دور «أحد الممثلين»، والممثلة سارة رشاد التي جسّدت شخصية الخادمة «نبوية»، وأيضاً عبد الحميد السبكي بشخصية «حارس المسرح».

أما على صعيد النص فقدّم النصّار أطروحة جميلة بقالب كوميدي فنتازي، فتطرّق إلى مشاكل الفنانين بشكل عام وما يواجهونه من المجتمع الذي يراهم من الطبقة الدنيا، إضافة إلى مناقشة لقضية سياسية مهمة تمحورت حول استبداد السلطة، وذلك من خلال «عثمان» - ابن مخرج ميّت - الذي أراد بيع المسرح الذي ورثه عن والده، وعندما يذهب لزيارته يلتقي هناك بحارس المسرح الذي يخبره أن المسرح مهجور من زمن كبير. وخلال تواجد عثمان داخل المسرح يستغرب من أن الاضاءة مطفأة، فيطلب من الحارس أن يشعل الاضواء، لكن الحارس يرفض ذلك بحجّة أن الممثلين سيظهرون في حال فتحها. لكن عثمان لم يقتنع بكلامه وأشعلها بنفسه، ولدى لمسه «محوّل الكهرباء» يتعرّض لصدمة كهربائية أدخلته في عالم آخر وتحديداً إلى الممثلين الذي كانوا يعملون مع والده المتوفى «عالم أموات»، وهناك يجبرونه على مشاركتهم في التمثيل، في ظل عدم وجود مخرج «والده المتوفى». وهو الامر الذي دفعهم لتعيين «رئيس» منهم. لكنه يطغى عليهم ويقوم بتغيير النص المسرحي في كل دقيقة، ما يدفعهم لقتله ووضع نهاية للمسرحية. حينها يعود عثمان إلى رشده، ويلتقي برجل عجوز يخبره ان حارس المسرح قد توفّي منذ زمن بعيد جداً، لكن عثمان يتمسك بما عاشه مع الممثلين الأموات، ويغير رأيه في قرار بيع المسرح.

وفي ناحية الاخراج قدّم المخرج نصّه وفق منهجية اخراجية متماشية مع رؤيته التي رسمها في مخيلته مسبقاً فاستطاع أن يمتلك أدواته الكاملة، وهو الأمر الذي دعاه لعدم الاستعانة بـ «سينوغرافي» متخصص لمعاونته في اكمال مسيرة نجاحه واكتمال ما بدأ في صنعه، فاعتمد على نفسه في ذلك ما أضعف العمل من تلك الناحية. وكانت الموسيقى الحيّة العنصر الأبرز والأجمل في مجمل العرض كونها تماشت مع الأحداث وتصاعدت معها لحظة بلحظة، متعايشة مع شخصياتها وفق خطاها الدرامية، وهي نقطة تحسب لصالحه. أما إقحامه لعدد من الأغاني ذات اللهجة اللبنانية الخاصة بالمطربة فيروز، وأخرى ذات طابع خليجي جعلت من القضية التي تم طرحها تلامس المجتمع العربي الخليجي دون تحديد هويّة منطقة معيّنة. كذلك الأمر لدى إقحامه عدداً من الممثلين المصريين موظّفاً إياهم بالشكل الصحيح، ما منح العمل طابعاً كوميدياً أمتع الحضور.