عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي

صديق سورية المزيف

1 يناير 1970 10:42 ص
الصراع الدائر اليوم في سورية - والذي مضى عليه قرابة ثلاثة أعوام - بين الشعب والنظام، وما ترتب على ذلك الصراع المسلح من تدمير لمعظم المدن السورية ناهيك عن مئات الآلاف من الشهداء والجرحى، وضعف ذلك العدد من اللاجئين، جعل الكثير من الجهات الرسمية والشعبية العربية والعالمية تدعي شفقتها وخوفها على هذا البلد الجريح.

وكأن حال سورية مع معظم هؤلاء هو ما ذكره الشاعر بقوله :

وكلٌّ يدعي وصلا بليلى.. وليلى لا تقر لهم بذاكا

هناك من يعلن دعمه الكامل للنظام المجرم ودون حياء كإيران وحزب الله، وهناك من يدعي حرصه على نهاية الصراع في سورية لكنه يقف ضد أي قرار يدين النظام وعلاوة على ذلك لا يتوقف عن إمداد النظام السوري بالسلاح كروسيا والصين.

وهناك من يدعي الحرص على سورية لكنه يتخذ المواقف وفق ما تمليه عليه مصلحته، ووفق سياسات بلاده والتي في مقدمتها حماية إسرائيل كأميركا وبعض الدول الغربية.

وهناك من يقف مع الشعب السوري وثورته بصورة حقيقية ويبذل كل ما يستطيع لنصرة هذا الشعب سواء على مستوى الحكومات كالجمهورية التركية ودولة قطر، أو على مستوى الهيئات الشعبية أو الجماعات والحركات الإسلامية، أو المستوى الفردي.

وهذا الدعم منه المادي كما هو حاصل في الجوانب الإغاثية أو العسكرية، أو المعنوي من خلال وسائل الإعلام أو الملتقيات والمهرجانات التي توضح وتشرح مدى معاناة الشعب وتفضح ممارسات النظام.

وأصدقاء الشعب السوري الحقيقيون هم احدى فئتين إما عاقل وإما جاهل، فالعاقل هو من يدعم الشعب، ويقف مع مطالباته وفق الإمكانات والمعطيات المتاحة، ويحاول تحكيم العقل في اتخاذ المواقف المناسبة، ويعجبني في ذلك مواقف الدولة التركية وبعض الجماعات الإسلامية والحركات الوطنية.

وأما الجاهل فهو من يريد استعجال النتيجة وحرق المراحل ورفع سقف المطالبات والتي تفوق الإمكانات، وهذا مع صدق نيته وإخلاصه إلا أنه قد يفسد أكثر مما يصلح.

وهو كالمُنْبَتّ الذي لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، والأخطر من ذلك من يستعجل في التكفير لشبهة، فيستبيح الدم ويستسهل في القتل لمن يقفون معه في وجه النظام.

وهناك أصدقاء مزيفون لا يهمهم انتصار الثورة السورية بقدر ما يهمهم التخلص من نظام ناصبهم العداء، وإيجاد نظام بديل يدين لهم بالولاء، وهم حريصون على ألا تصل قوى إسلامية إلى سدة الحكم، كي لا تشجع قوى إسلامية موجودة في بلادها قد يدفعها ذلك الانتصار إلى المطالبة بالاصلاحات أو السير بنفس طريق الثورة.

وعلى كل حال ستثبت الأيام الصديق الحقيقي من المزيف، وسيكتشف الناس من بكى على الشعب السوري حقيقة ممن تباكى، وسيتبيّن للناس النائحة الثكلى من النائحة المُستأجرة.

وكم نتمنى من حركات التحرر الشعبي من الألوية والكتائب أن تضع يدها بيد بعضها، وتتجاوز بعض الخلافات على الجزئيات، وأن تتحد لمواجهة عدوها المتمثل في النظام وداعميه، ولقد استبشرنا بتكوين الجبهة الإسلامية والتي ضمت مجموعة من الألوية المؤثرة والفاعلة في الميدان، ونحن في انتظار مواقف مشابهة وعسى أن يكون ذلك قريبا.

شتاء سورية

تمر بالمنطقة هذه الأيام موجة برد قارسة، نعاني منها في دول الخليج فكيف الحال بإخواننا على أرض الشام، تساقطت فيها الثلوج ووصلت الحرارة إلى ما تحت الصفر، لتزيد معاناتهم مع الظروف الصعبة التي يواجهونها، وقد انطلقت حملات إغاثية عدة من أرض كويت العطاء لمساندة إخوانهم في سورية، لذلك أدعو كل من في قلبه رحمة أن يساهم في رفع المعاناة عن إخوانهم، فمن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

twitter :@abdulaziz2002