زعم أنه واجهه بالقول ان صابر الدوري يكذب عليه بإبداء «تفاؤله»

وفيق السامرائي: قلت لصدام إننا سنخسر الحرب إذا لم ننسحب من الكويت

1 يناير 1970 08:23 م
| بغداد - من حيدر الحاج |
كشف وفيق السامرائي نائب مدير الاستخبارات العسكرية في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، انه قدم نصائح للأخير، يدعوه فيها إلى الانسحاب من الكويت إذا ما أراد تجنب حرب الخليج الثانية العام 1991 وخسارتها المتوقعة.
وقال السامرائي الذي يعيش حاليا لاجئا في بريطانيا بعد صدور مذكرات قضائية بحقه من نظام الحكم الجديد في العراق، إن صدام استدعاه إلى مكتبه في رئاسة الجمهورية بتاريخ 13 يناير العام 1991، أي بعد أكثر من خمسة أشهر من الغزو «الصدامي» للكويت، ليناقشه في تقرير استخباراتي كانت قد أعدته مديرية الاستخبارات العسكرية آنذاك، ويوضح الخسارة المتوقعة في حال لم يتم الانسحاب من الكويت.
وقال الجنرال السابق والمحلل الاستراتيجي الحالي في «شهادة الصحوة» التي نشرها أمس على صفحته على «فيسبوك»: «دخلت عن طريق السكرتير وطلب صدام مني الجلوس، كان يتصفح تقرير استخبارات حاسم، يُبين بأننا سنخسر الحرب إذا لم ننسحب من الكويت».
اضاف: «قال لي (صدام): هل رأيت هذا التقرير الانهزامي الذي كتبه صابر - ويقصد هنا صابر الدوري مدير الاستخبارات - وكنت مدركا بأنه يعلم أنني من كتب التقرير، فقلت له: هذا أنا من كتب التقرير من أول كلمة إلى آخر كلمة».
رجل الاستخبارات السابق الذي عمل مستشارا للرئيس العراقي الحالي جلال طالباني قبل صدور مذكرة بتوقيفه، كشف إن الديكتاتور السابق سأله مستفسرا عن معلومات التقرير الاستخباراتي، مضيفا: «قال (صدام) كيف؟ وبدأت أشرح له الموقف بصراحة، وكان مستمعا بانتباه شديد وبلا مقاطعة، وكنت آمل أن يتخذ قرارا بالانسحاب، كان سيجبر جورج بوش (الأب) على التخلي عن خوض الحرب، لكنه لم يفعل».
وبينما تشير وقائع وأحداث حصلت في عهد صدام إلى إن الأخير لم يكن يستمع لأحد ولا يقبل أن يناقشه أو ينصحه أي شخص مهما كانت صفته، زعم السامرائي انه واجه حاكم العراق السابق، بالقول: «أرجو ألا تصدق ما يقوله صابر من تفاؤل ومديح لسيادتكم، فهو أمام الآخرين يقول العكس».
وتابع: «كنت متعمدا وأرى من واجبي الوطني كشف المصفقين الذين يزينون لصدام المواقف الخاطئة، فهذا النمط ممن يسمون القادة هم الذين باركوا لصدام القرارات المُهلكة وزينوها له، وساهموا في تدمير البلد وتسببوا في إيذاء مئات الضباط». وقال: «الولاء ليس على طريقة من غش صدام ونافق له، الولاء للحق دائما وأبدا، وللأوطان وليس للحاكمين أينما كانوا».
السامرائي الذي يُشاع أن طالباني ساعده على الهروب من العراق فور صدور مذكرة توقيفه القضائية ختم شهادته «الفيسبوكية»، قائلا: «مع أن كثيرا من قادة الجيش (السابق) لا يستحقون ما وقع عليهم من أحكام وعقوبات، فإن شخصا مثل صابر الدوري يستحق العقاب».
هذه التسريبات المتأخرة، تؤكد ما كان يشاع في تلك الحقبة من إنه كان هناك خلاف مستترا يصل أحيانا لدرجة الصراع بين قادة وضباط كبار بسبب خلفياتهم العشائرية والمناطقية. إذ سادت آنذاك أخبار متداولة في شكل محدود بان جنرالات العسكر من أبناء المنطقة الغربية التي ينتمي إليها صابر الدوري لا يكنون الود لنظرائهم من أبناء المنطقة الوسطى والشمالية وتحديدا أولئك المنحدرين من مناطق محيطة بمدينة تكريت مسقط رأس صدام التي ينتمي إليها السامرائي.