خالد طعمة / الكلام المقتضب / التفكر
1 يناير 1970
10:06 م
| خالد طعمة |
لقد خص الله عز وجل الإنسان بنعمة العقل والذي عن طريقه يتمكن الفرد من التمييز والتفرقة بين الخطأ والصواب، شيء مؤكد أن الناس غير متساوين أومتماثلين في القدرات العقلية ولكن ثمة مراحل يتفق على تفاصيلها الغالب الأعم من بني البشر ومن ضمنها (التفكر)، قد ينشأ الخلاف حول المعنى الاصطلاحي لهذه المرحلة إلا أن الملاحظ أن الاختلاف يدب غالباً حول مدى فهم واستيعاب كنهه لا على اعتباره مرحلةً عقلية لكون علماء النفس يعتبرونه التفكير، أما علماء المسلمين فإنهم يدرجونه تحت طائفة الأعمال العبادية لما فيها من تدبر لآيات القرآن الكريم، ونحن نتفق بأن التفكر رياضة عقلية قل استعمالها في عالمنا اليوم لسبب واضح وهو تسارع وقع الحياة فلا مجال اليوم للمتفكرين إذا أرادوا مسايرة ذلك الوقع السريع، إن الوقت الذي نعيش فيه اليوم لا يتطلب شخصيات قوية أو حاذقة أو ملهمة لأن المسايرة التي تُتَطلب منك هي أن تكون بنفس السرعة وبنفس الشكل حتى لا يشاهد شكلك أو تُعرف سرعتك فقط أن تُقلد وتؤدي وبعدها تصبح (عصرياً) وربما (مقبولاً) في هذا المضمار ومتى ما قررت في داخلك أن تفكر أو تتفكر فإن التيار السريع سوف يقذف بك خارجاً حتى لا يحدث أي سبب للتصادم.
عن طريق التفكر يمكن للفرد أن يتعرف على ما يدور حوله من أحداث فليس كل خبر أو معلومة تصل إلينا بأي وسيلة بالضرورة يكون صحيحاً لأن ممارسة التفكر يمنحنا الطمأنينة والراحة النفسية والتي تؤدي بنا إلى الاستقرار والتوازن النفسي بدلاً من الانهماك على الأخبار التي لا تمنحنا سوى القلق والتوتر.
وقد صدق ابن القيم الجوزية حين قال عن التفكر «هو المبدأ والمفتاح للخيرات كلها، وأنه من أفضل أعمال القلب وأنفعها له».
أشكر كل من تكبد عناء السؤال سواء كان هاتفياً أو عبر الوسائل التواصلية الأخرى طوال فترة غيابي.
@khaledtomaa
khaledtoma@hotmail.com