عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / وحشي ... والجيش المصري

1 يناير 1970 08:07 ص
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

في الحقيقة بقيت فترة من الزمن غير مصدق للطريقة التي تم بها فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.

قتل المدنيين بالرصاص الحي والأسلحة الآلية والقنص بدم بارد، ثم قيام الجرافات بدهس جثث الشهداء وحرق الميدان ومسجد رابعة العدوية، في الحقيقة لا يمكن تصور وقوع ذلك من عدو عاقل فما بالك بأن يصدر من أبناء الوطن تجاه أبناء بلدهم.

لكنني اطلعت على معلومات لعلها تحل اللغز الذي حيرني طويلا، وهي الجو النفسي الذي أوجده قادة الانقلاب لدى أفراد الجيش المصري ليضمنوا عدم ترددهم في قمع المعتصمين بكل ما أوتوا من قوة.

تشير المعلومات أن قادة الانقلاب أقنعوا كبار الضباط بأن الموجودين في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة لديهم أسلحة ثقيلة سيقومون باستخدامها عند محاولة فض الاعتصام، وأن هناك عناصر فلسطينية تشارك في ذلك، وقاموا خلال فض الاعتصام بالحديث عن قتلى وجرحى في صفوف الجيش والشرطة.

وقبل ذلك أيضا قاموا بالاستعانة ببعض الرموز الدينية والتي أفتت بوجوب قتال الموجودين في الميادين باعتبارهم من الخوارج، وبأنهم خطر على الأمن المصري، أضف إلى ذلك زيادات الرواتب المتكررة للجيش في فترات متقاربة ما أعطت حافزا كبيرا لأفراد الجيش لتنفيذ أوامر رؤسائهم.

ذكرتني هذه الوحشية في التعامل مع المعتصمين بالطريقة التي قتل فيها حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه على يد وحشي، والذي لم يكتف بقتل حمزة بل قام وبناء على أوامر من سيدته هند بنت عتبة قبل إسلامها ببقر بطن حمزة وإخراج كبده لتأكلها، لم يقدم وحشي على هذه البشاعة في القتل إلا بعد أن وعدته هند بعتق رقبته وإعطائه حريته.

مضت السنون وندم وحشي على فعلته وأعلن إسلامه، ورغبة منه في تكفير ذنبه قام بالمشاركة في معارك عدة مع الخلفاء الراشدين، وخاصة في حروب الردة وتشير الروايات إلى أنه هو الذي قتل مدعي النبوة مسيلمة الكذاب.

تشير المعلومات إلى أن كثيرا من أفراد الجيش المصري بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة أصيبوا بصدمة كبيرة بعد أن تبينت لهم الحقائق من أهاليهم وأصدقائهم وما تناقلته وسائل الإعلام ذات المصداقية، فلم تكن هناك أسلحة ثقيلة ولا مقاتلون أجانب والقتلى تجاوزوا الألفين، وأن هناك حرقا لجثث الأبرياء ناهيك عن حرق مسجد رابعة العدوية.

أعتقد أن من واجب من تكشفت لهم الحقيقة أن يكفروا عن جريمتهم من خلال التوبة إلى الله، وعدم الاستجابة لأوامر رؤسائهم، فلعل ذلك يكفر عنهم شيئا من بشاعة جريمتهم.

نسأل الله تعالى أن يكون ذلك قريبا.



twitter : @abdulaziz2002