عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / العاشر من رمضان و«العبور الثاني»
1 يناير 1970
07:47 ص
| عبدالعزيز صباح الفضلي |
اليوم هو العاشر من رمضان، وهو يوم يحمل ذكرى جميلة ليس للمصريين وحدهم بل للأمة العربية والإسلامية، عندما استطاع الجيش العربي بقيادة مصر عام 73 للميلاد من عبور خط بارليف المحصن وتحرير سيناء من اليهود الغاصبين.
لقد حقق المصريون ما يشبه المعجزة عندما حطموا تحصينات خط بارليف، هذا الخط الذي أنفقت عليه إسرائيل أكثر من 300 مليون دولار وعلى طول 160 كم شرق قناة السويس، هذا الخط الذي دعمته اسرائيل بالدفاعات الجوية والملاجيء المحصنة وحقول الالغام المضادة للدبابات والأفراد، وشبكات طرق وخطوط أنانيب مياه، ومدفعية بعيدة ومتوسطة المدى، وساتر ترابي ضخم امتد على طول خط المواجهة بارتفاع يتراوح ما بين 15 و20 مترا، إلى غيرها من التحصينات، ومع ذلك استطاع المصريون تحطيمه تحت صيحات الله أكبر.
اليوم الشعب المصري يحتاج لتكرار العبور وتحطيم دفاعات تم وضعها من قبل احتلال جديد، بالطبع ليس احتلالا اسرائيليا وانما وضعه قادة الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي.
الانقلاب العسكري الذي يحتمي بأميركا ووضعت له دفاعات من خلال قنوات فضائية مضللة وكاذبة تخفي الحقيقة وتُظهر نقيضها، انقلاب يتحصن برموز دينية ذات مصالح شخصية وبعض الأحزاب الدينية، انقلاب يتحصن باتباع النظام السابق من الفلول ومن أصحاب الأموال، انقلاب يتحصن بقضاء أثبتت الأحداث أنه مخترق ويخدم عملاء نظام الرئيس المخلوع حسني.
لذلك يحتاج المصريون اليوم لعبور هذه التحصينات كي يسترجعوا رئيسهم المعزول، وكي يسترجعوا قيمة أصواتهم التي وقفوا بطوابير وساعات طويلة كي يعبروا عن إرادتهم في اختيار الدستور والرئيس الذي يحكمهم.
يحتاج المصريون لتحقيق هذا النصر في مثل هذه الأيام العظيمة من هذا الشهر المبارك أن يبذلوا الأسباب لتحقيقه، ومن أولها التوكل على الله وحسن الثقة به واليقين بأنه (إن ينصركم الله فلا غالب لكم).
والأمر الثاني أن يقدموا التضحيات من نفس ومال ووقت وجهد، ولا يعني هذا استخدام العنف أو السلاح، فنحن ضد ذلك نهائيا، فحرمة دم المسلم أعظم عندالله من هدم الكعبة، وإنما قصدت بأنهم إن تعرضوا للأذى من قبل أصحاب الانقلاب العسكري والداعمين له من البلطجية وحتى لو كانت النتيجة سيل الدماء والقتل فإنهم ينبغي أن يضلوا صامدين في مواجهة ذلك حتى ينالوا مطالبهم، ومن يسقط منهم قتيلا فهو شهيد بإذن الله، فسيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام ظالم فأمره ونهاه فقتله، هكذا أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام، وهل هناك أعظم ظلما من الانقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب، وما صاحب ذلك من سقوط الشهداء والمصابين وإغلاق القنوات الفضائية الإسلامية، واعتقال وسجن المدنيين، وتجميد حساباتهم وأرصدتهم؟
والعامل الثالث أن يحافظوا على وحدتهم وتماسكهم، ولا يتركوا مجالا للشقاق والفرقة بينهم، فإن قادة الانقلاب حريصون على تفكيك هذا الملايين التي اجتمعت نصرة للحق ورفضا للانقلاب، لذلك لا بد من أن تتسع الصدور للخلافات الجزئية.
العامل الرابع هو الصبر والثبات، فإن النصر مع الصبر وها هو معسكر الانقلاب يتفكك يوما بعد آخر ويخسر الكثير ممن مؤيديه بعد انكشاف حقيقة الانقلاب ومن يقرأ التصريحات يدرك ذلك، فشيخ الأزهر اعتزل في بيته، وحزب النور منصدم بما يجري، وأبو الفتوح يقول ثورة يناير تتعرض لخطر شديد مما نراه من الارتداد المريب إلى نظام مبارك دون مبارك نفسه، ومصطفى النجار وهو مؤسس حزب العدل وكان عضوا في البرلمان وهو ممن أيد الانقلاب يكتب عبر حسابه في التويتر عن تدخلات وصفها بالقذارة السياسية لإقصاء بعض الأكفاء عن التشكيل الوزاري الأخير، ويقول لولا الخوف من شماتة الإخوان لتحدثت عما دار خلف الكواليس.
فيا شعب مصر الأبي الكريم أثبت على موقفك وناصر الشرعية وارفض الانقلاب، وشهر رمضان هو شهر الانتصارات، ونصركم على قادة الانقلاب لا محالة قادم باذن الله.
twitter : @abdulaziz2002