سقط القناع

1 يناير 1970 07:21 م

أهم ما كشفته المدة الطويلة التي جرت فيها مشاورات تشكيل الحكومة، هو النفس اللا إصلاحي لعدد كبير من النواب الذين مارسوا ضغوطا غريبة عجيبة لقطع الطريق امام وصول رموز معينة الى التشكيلة.
في البدء، اعلنت غالبية النواب انها لا تريد طرح اسماء وتترك الامر لسمو الرئيس المكلف ليترجم المواصفات في الاختيار. ثم اكتشفنا ان بعضهم اصيب باحراج كبير عندما تم تداول اسماء اشخاص مشهود لهم بنظافة الكف خصوصا ان هؤلاء الاشخاص من الخط السياسي نفسه للمحرجين. لذلك لم نر من يشجع «المعتذرين» على تغيير رأيهم ودخول الحكومة بل على العكس من ذلك رأينا من يشجعهم على عدم الدخول لاسباب كثيرة معلنة في حين ان الاسباب الحقيقية يمكن اختصارها باثنين:
1 - إن الوزير الإصلاحي النظيف المقرب من هذه الكتلة او تلك سينسجم مع نفسه ويحترم شعاراته ولن يوقع معاملات عدم ممانعة لزملائه اولا وللآخرين ثانيا.
2 - إن الوزير الحليف او القريب او العضو في الكتلة نفسها، لا يمكن ان يكون امام فوهة مدفع الاسئلة والاستجوابات ولن يستخدم ورقة في ملف التوتر بين الحكومة والمجلس.
من هنا كانت البداية، ثم توالت «الانكشافات» ان صح التعبير: هذا الوزير لا يمثلنا ولا نريده... وهذا الوزير (نفسه) لا نرضى بتغييره. هذا الوزير ليس نائبا... وهذا النائب معروف بانه نائب خدمات (على اساس ان من ينتقده ليس نائب خدمات). هذه الكتلة تعلن عدم وجود مرشحين لديها وعدم وجود «?يتو» على أحد... ومنسق الكتلة (نفسها) يطرح للترشيح سبعة اسماء ويعترض على اسم بعينه. هذه «النيو كتلة» تنتقد ممارسات الكتلة الام لجهة استعجالها في طرح اسماء... ثم يتضح ان الخلاف بين الكتلتين سببه التسابق على طرح الاسماء. هذه الكتلة تتولى الهجوم على وزير... والكتلة المنسقة معها سرا تولت الهجوم على وزير آخر من باب توزيع الادوار. نواب ينتقدون المحاصصة السياسية – القبلية ثم يتضح انهم هم انفسهم من طلب مراعاة هذه المحاصصة. نواب يطرحون شعارات المصلحة العامة ثم يتضح ان «ال?يتو» الذي وضعوه على احد الاسماء مرده المصلحة الخاصة... و... و... و.
ماذا يعني ذلك؟
بكل بساطة، يعني ان عددا كبيرا من النواب يريد لقواعد اللعبة ان تستمر بين المجلس والحكومة بالطريقة القديمة نفسها لتحقيق مصالح خاصة ولو على حساب شل القرارات التنفيذية من خلال «الشروط المعطلة».
ما هكذا يتم التغيير، وما هكذا يكون الاصلاح، والطريق الاقصر لتطوير الحياة السياسية يكون بدعم دخول الوزراء الاصلاحيين المقربين من الكتل او الاعضاء فيها الى التشكيلة الحكومية ولو كان ذلك على حساب بعض المعاملات والكثير من الصراخ. فالكويت اولا ومصلحة الكويتيين ومستقبلهم فوق اي اعتبار.
كان الله في عون الشيخ ناصر المحمد.
 جاسم بودي