تحقيق / الأسرة الكويتية إلى أين؟ أرقام الطلاق بلغت حداً مخيفاً

1 يناير 1970 09:41 م
| تحقيق وتصوير عماد خضر |

من الذي يتحمل مسؤولية التفكك الأسري في المجتمع الكويتي؟!

هذه مشكلة اصبحت على مستوى كل المجتمعات في العالم، وهي كما يبدو تزحف زحفاً لتشمل الجميع، ودون استثناء، وقد تأخر تفكك الاسرة بفعل العامل الديني الشرعي عن باقي العالم الذي انحدر فيه مفهوم الاسرة إلى حد كبير وعند نسبة كبيرة من الناس، لكن الظاهرة بدأت تنتشر عربياً واسلامياً وهناك دراسات علمية كان منها أخيراً دراسة سعودية اعادت اسباب التفكك الاسري للاب بنسبة ثلاثة أرباع الى ربع!

يسود في العالم الآن نمط من العلاقات خارج إطار الزواج عداك علاقات المثليين وهناك ابناء غير شرعيين يسجلون باسم الأم فقط، وهناك المزيد من المظاهر المدهشة التي تتبلور بعيداً عن اطار الاسرة الطبيعي والمنطقي الذي ساد العالم منذ بدء تنظيم الحياة البشرية وسواد مفهوم الأخلاق في المجتمعات.

والمؤسف أن كيان الاسرة الذي حض عليه الإسلام بدأ يتعرض لاهتزاز شديد جراء ارتفاع معدلات الطلاق والانفصال بين الازواج، وبالاشارة الى الدراسة التي أجريت على المجتمع السعودي فإن هناك صلة مع الكويت لتشابه كثير من الظروف، فهل يمكن تحميل المسؤولية للآباء كما جرى هناك؟!

• هل يمكن تبرئة ساحة الأم تماماً من مسؤولية التفكك الاسري داخل المجتمع الكويتي واعتبارها الضحية وليست الجاني؟!

• هل يقف الابناء في قضية التفكك الاسري موقف المؤثر في الاحداث أم المتأثر بها؟!... فالبعض يرى أن «كيد النساء والزوجات» غالب وتتسبب بعنادهن في هدم الاسرة! والبعض الآخر يقرر أن نزوع الازواج بسيطرة «سي السيد» وعلاقاته غير السوية هو الهادم الأعظم للمعبد على من فيه!

وإذا علمنا ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع الكويتي بشكل ينذر بمشكلة اجتماعية، واذا كان كيد الزوجة عظيما في بعض الأحيان وتهدم به اركان اسرتها دون ان تشعر، واذا كان الاب او الزوج هو الحاكم بأمره وسيد قراره دون شريك داخل الاسرة فإن الأمر يتحول بعيداً عن نطاق اسرة واحدة ومن المفترض انها بنيت على المودة والسكنية واصبح التفكك يخيم عليها بكل الاشكال... طرحنا القضية على الآباء والامهات والشباب والشابات من أزواج وزوجات المستقبل لمعرفة من يتحمل مسؤولية التفكك الاسري في المجتمع الكويتي؟!

الاجابة اقرأ التالي من السطور.

في البداية التقينا عدداً من الازواج والزوجات وطرحنا القضية عليهم لمعرفة من المسؤول عن التفكك الاسري في المجتمع الكويتي.

• عقيل الهذال: يتحمل الزوج مسؤولية التفكك الاسري بنسبة تصل الى 60 في المئة نتيجة تصرفاته في كثير من الأحيان بتعاطيه المخدرات والكحوليات واتجاهه للهو ولعدم وجود اسس تربوية واخلاقية وربما دينية عند البعض منهم، ثم تأتي الزوجة في المرتبة الثانية كسبب للتفكك الاسري داخل الاسرة بنسبة 20 في المئة وذلك لاعتماد بعضهن على الخدم في الاهتمام بالزوج وتربية الابناء وقضاء اعمال المنزل.

وتتحمل وزارة التربية ايضاً المسؤولية في عملية التفكك الاسري بنسبة تصل الى 20 في المئة وذلك لعدم تأسيسها للابناء والفتيات واعدادهم الى حدٍ بعيد لاستقبال الحياة الزوجية في المستقبل.

إن الدراسة السعودية التي تحمل الاب العبء الأكبر في مسألة التفكك الاسري في المجتمع السعودي لا تنطبق على السعودية فقط بل تنطبق على جميع دول مجلس التعاون الخليجي لأن عاداتنا وتقاليدنا كمجتمعات خليجية تعتبر متطابقة الى حدٍ كبير.

• سعد العنزي: أحمل مسؤولية التفكك الاسري كاملة على أهل الزوج والزوجة بتدخلاتهم في شؤون الزوجين الخاصة، خصوصاً في حالات عدم وجود تفاهم بين الزوجين، فهناك بعض من أهل الزوجة يحرضونها على عدم طاعة زوجها في بعض الأمور واعتبار ذلك من دواعي كرامة المرأة!!، وهناك صنف آخر من أهل الزوجة ايضاً يحثونها على طلب التزامات كثيرة من الزوج كجلب الخدم للمنزل وشراء السيارات مع عدم استطاعة الزوج مادياً فتحدث المشاكل والتفكك.

هناك أيضاً من أهل الزوج من ينغصون على الزوجة حياتها مع زوجها بحث الزوج على عدم اعطاء زوجته الفرصة في التحكم في الابناء بأي شكل من الاشكال، وهناك صنف آخر من أهل الزوج يحثون الزوج على اهمال زوجته وتطليقها في حال عدم استطاعتها الانجاب مثلاً!.

إن الدراسة السعودية ذات الشأن لا تنطبق على المجتمع الكويتي لأن المجتمع السعودي يتسم بتحفظ أكبر للاسر المتواجدة فيه حيث يعتبر الزوج السعودي هو المتحكم في كل شيء داخل اسرته، اما في المجتمع الكويتي فيتشارك الزوجان في مسؤولية الحياة الزوجية وضغوطها.


الفضائيات الإباحية

• أبومحمد: أحمل مسؤولية التفكك الاسري للفضائيات الاباحية في الكويت وليس لأي من الاب او الام وذلك لأن هذه الفضائيات تحث الازواج على طلب أمور خارجة من زوجاتهم او العكس حيث يسعى الطرفان في هذه الحالات لاشباع الغريزة فقط مما تفشل معه الحياة الزوجية ويصبح الانفصال حتميا في حالات كثيرة، وايضاً ربما يؤدي ظهور امراض حساسة أو معدية عند احد الزوجين بعد الزواج الى الانفصال.

إن «ادارة الاستشارات الاسرية في وزارة العدل تبذل مجهودات جيدة لتوعية الازواج المقبلين حديثاً على الزواج».

• حوراء معرفي: ان «جميع افراد الاسرة مسؤولون عن التفكك الاسري حيث ان هناك آباء يفضلون أعمالهم عن زوجاتهم وابنائهم ويهملون اسرهم بشكل يوحي بعدم وجود ترابط اسري فيحدث التفكك، وفي المقابل هناك كثير من الزوجات يفضلون الاهتمام بأمورهم الخاصة والشخصية كالحرص على شراء أحدث صيحات الموضة والسيارات والسفر للخارج دون الاهتمام بأسرتها وأولادها».

إن هناك بعض الأمور والتي تعتبر من الاسباب الرئيسية في هذا العصر والتي تدفع الى التفكك الاسري وهي ضغط بعض الآباء والأمهات على ابنائهم للزواج من فتيات واسر معينة، بالاضافة الى الرفاهية المادية عند الازواج والتي تمكنهم من الزواج من اخريات وعدم الاهتمام بتداعيات وتكاليف انفصال الزوجين.

أسعى على المستوى الشخصي دائماً لاحتواء زوجي واستمع لكل مشاكله ولا أعطيه اي مجال ان يمكث خارج البيت لفترات كثيرة واحرص ان أظهر له اهتمامي غير المادي به ليشعر بحبي له وانه لن يجد اي شخص آخر يحبه مثلي كل هذا حتى أحفظ أركان اسرتنا وابعد التفكك عنا على اي حال من الاحوال.


تحديد مفهوم

• نوال أحمد الصالح: لابد من تحديد مفهوم التفكك الاسري فليس معنى التفكك الاسري الطلاق وانفصال الزوجين فمن الممكن ان يكون الزوج والزوجة مرتبطين ولكن هناك تفككا في الاسرة وبرأيي فإن التفكك الاسري هو عدم تحمل كل فرد في الاسرة مسؤولياته وادواته المنوطة به».

ان الزوج في السابق كان محور الاسرة كلها وهو عميدها تنفذ كلمته ويمتلك زمام التربية داخل الاسرة وكانت الأم تمثل مصدر الحنان فقط داخل الاسرة ولكن متطلبات الحياة الآن جعلت الأم تشارك الاب مناصفةً في المسؤوليات واصبح لا يقتصر دورها على الحنان فقط وبالتالي تداخلت الادوار وارتبكت الأمور.

ومع تفاقم مشاكل الحياة واندفاع الأم على المشاركة في هذه المشاغل وخروجها للعمل حالياً جعل كل فرد في الاسرة وحيدا ويعتمد على نفسه الى حد بعيد سواء في التربية او المأكل او المعيشة واصبح مفهوم التربية في الاسرة مفهوماً مادياً بحتاً ومن ثم برز التفكك الاسري، لافتة الى ان تأثر الابناء في حالات تفكك الاسر يختلف باختلاف أعمارهم ففي أعمارهم الصغيرة يكونون في موقف المتأثر بمشاكل التفكك اما في أعمارهم الكبيرة فيكونون هم المؤثرون».


شروط على الزوجات!

• إيمان الكندري: ان التفكك الاسري يرجع إلى ضغوط التعقيد والتضخيم على الامور في هذا العصر ففي السابق كانت الحياة تنعم بحالة من البساطة والتمسك بالعادات والتقاليد وكانت تتواجد ما يسمى بالاسرة الممتدة والدفئ الاسري وكان يتواجد مفهوم احترام الكبير في السن ومفهوم قائد العائلة حيث تحل المشاكل ببساطة بمجرد الرجوع اليه أما الآن فكل فرد في الاسرة يشعر انه هو الكبير وهو قائد الاسرة ولابد ان ينفذ كلامه.

من اسباب التفكك الاسري ايضاً عدم تحمل المسؤولية بين الشباب والفتيات وتغير اسلوب اختيار شريك الحياة او شريكة الحياة حيث كانت الفتيات في السابق تضع شروط ازواجهن اما الآن فأصبح الشباب هم من يضعون شروط زوجاتهم.


تقرير لوزارة العدل يدق أجراس الخطر:

حالات الطلاق بلغت حدا مخيفا... جدا



يوضح تقرير وزارة العدل في دولة الكويت حول «تطور عدد حالات الطلاق خلال الفترة من 1995 - 2005، ان حالات الطلاق في الكويت بلغت نسبا عالية جدا وارقاما مخيفة ما يهدد الاستقرار الاسري فقد جاء في التقرير ان عدد حالات الزواج في تزايد سنوي وكذلك تتزايد عدد حالات الطلاق والنسبة بينهما تكاد تكون ثابتة حيث تراوح ما بين 31.5 في المئة إلى 36.5 في المئة بمعنى مقابلة كل 100 حالة زواج توجد 33 حالة طلاق، وبالمقارنة مع الدول الخليجية والاسلامية والعربية فإن معدل الطلاق الخام بدولة الكويت يرتفع عن بعض دول الخليج كقطر والبحرين وبعض الدول المجاورة كإيران ويقل عن بعض الدول كالأردن وبريطانيا.

اما التوقعات المستقبلية فالتقرير يتوقع زيادة عدد حالات الطلاق في سنة 2010 إلى 5192 حالة بزيادة قدرها 14.4 في المئة عن 2005 وذلك بسبب الزيادة المطردة للسكان وما يتبع ذلك من زيادة عدد حالات الزواج وما يلفت للنظر اكثر بعض النسب المطروحة، فبالنظر إلى مدة الحياة الزوجية نجد:

28.3 في المئة من حالات الطلاق تحدث قبل نهاية السنة الأولى من الزواج.

39.4 في المئة من حالات الطلاق تكون مع انتهاء السنة الأولى وقبل السنة الخامسة بمعنى 67.7 في المئة من حالات الطلاق تقع في الخمس سنوات الأولى للزواج و82.4 من حالات الطلاق تحدث لأقل من عشر سنوات من الزواج.

اما بالنسبة للمستوى التعليمي فإن:

47.8 في المئة من حالات الطلاق من المستويات التعليمية المتوسطة فأقل وتساوي نصف الحالات تقريبا و36 في المئة تعليم ثانوي ما يعني ان 83.8 في المئة من حالات الطلاق من اصحاب التعليم الاقل من الجامعي.

اما من حيث اعمار الازواج نجد ان:

60 في المئة من حالات الطلاق لأزواج اقل من 34 سنة.

58 في المئة من حالات الطلاق لزوجات اقل من 30 سنة. ومن خلال التقرير السابق يمكن الوقوف على اسباب كثيرة للطلاق في دولة الكويت، ومنها صغر سن الزوجين وعدم النضج العقلي والنفسي والجهل بالحقوق الشرعية لكل طرف تجاه الآخر ما ينشأ عنه سوء المعاملة أو عدم الانفاق أو الغياب عن المنزل أو تمرد الزوجة وسوء خلقها وعدم طاعتها لزوجها بالمعروف، وايضا التأثر بالثقافة الغربية القائمة على الحرية والاباحية والمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة وما يتبع ذلك من تناول الخمور والمخدرات التي تؤثر على استقرار الاسرة وسعادة الزوجين.


الجيل الجديد يرى المشكلة ويعايشها

ويضع لها الحلول



ضمن استطلاع الآراء كان لابد من أخذ الفهم الذي يتصوره جيل الشباب ممن يمكن اعتبارهم سنيا ازواجاً للمستقبل حيث كانت هذه الحصيلة:

• زيد المطيري: ليس الأب هو السبب الرئيسي للتفكك الاسري في الكويت لأن الاب هو مصدر تماسك الاسرة في الكويت وفي منطقة الخليج وليس العكس.

وسأكون حريصاً في حياتي الزوجية المقبلة على زرع الاحترام المتبادل بيني وبين زوجتي والتعامل معها بما يرضي الله ورسوله حتى ننعم بحياة مستقرة ونبعد أي خلافات اسرية طارئة.

يتحمل الاب جميع تكاليف الزواج ومصروفات الاسرة فيما بعد الزواح فكيف يكون هو السبب الاول في التفكك الاسري؟!، مؤكداً ان «نتائج الدراسة لا تنطبق على المجتمع الكويتي».

وحمّل الشاب دهام الشمري مسؤولية التفكك الأسري في المجتمع الكويتي لأطراف عدة كالاب والام وعائلة الزوج والزوجة ووسائل الاعلام خصوصاً الفضائيات وما تبثه من افكار تحث على الخلافات الاسرية فكل هذه الاطراف تتشارك في حالات كثيرة بطرق مباشرة أو غير مباشرة في عملية التفكك الاسري».

هناك سمة عامة جيدة في غالبية اسر مجتمعنا الكويتي اتمنى ان تزداد، وهي خشية كثير من الازواج التفكك داخل اسرهم فلا يقدمون على الانفصال عن زوجاتهم على الرغم من وجود مشاكل حادة من قبل الزوجات مراعاة منهم لما قد يحدث على الابناء بعد الطلاق والعكس صحيح تماماً لبعض الزوجات.

• عبدالله الشطي: سأحرص على اختيار زوجتي في المستقبل بنفسي ولكن دون ان أهمل ايضاً رأي وخبرات والدي في الحياة وسأحرص على تطبيق حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - «فاظفر بذات الدين تربت يداك» وذلك لكي أتجنب الخلافات الاسرية والتفكك في المستقبل وحرصاً على ابنائي من اي سلبيات قد تطرأ عليهم نتيجة الانفصال».

«هناك بعض الازواج في الكويت يحرصون على الزواج من غير الكويتيات ومن ثم لا يمكن تحميل نتيجة التفكك الاسري في مثل هذه الحالات للأم او الزوجة الكويتية في المجتمع الكويتي».

• فجر الشطي: «سأحرص على اختيار شريك حياتي بما يناسب شخصيتي بحيث يكون متوافقا معي وننعم بالانسجام والحب المتبادل ويكون هناك تقارب في المستوى الاجتماعي والكفاءة ذاتها حتى تبعد الخلافات والتفكك عنا».

• شيماء البلوشي: بعض الأزواج يكونون من عديمي الشخصية ويستمعون لتوصيات والديهم ضد الزوجة، ويوجهون الابناء ضد الزوجة ايضاً والعكس صحيح بالنسبة للزوجة ما يحطم اركان الاستقرار في البيت فتستحيل الحياة ويحدث الانفصال.

وأشدد على ضرورة التوعية الاعلامية والاستشارية خصوصاً لحديثي الزواج بطبيعة العلاقة المتبادلة بين الزوجين وتأثيراتها الكبيرة والمتعددة لتأهيل الزوجين للحياة الجديدة قبل الزواج.

• كوثر محسن: ان انعدام صفة الصبر عن بعض الزوجات وعدم تحملهن لطباع أزواجهن يحمل الزوجة مسؤولية التفكك الاسري حالات معينة فيجب أن تصبر الزوجة على اخطاء الزوج حتى ينصلح حاله وليس من اول مشكلة.

وسأحرص على التحلي بصفة الصبر مع زوجي في المستقبل لتجنب اي خلافات او تفكك.