ويقسم ابن عطاءالله الستر الى قسمين فيقول: «الستر على قسمين: ستر عن المعصية، وستر فيها» والمقصود بالستر عنها هو ان يكون بينها وبين العبد حجاب فلا يراها، واذا رآها فانه لايستحسنها، وان استحسنها فلا يتمناها، اما الستر فيها فيكون بالحجاب عن الفضيحة بين الناس بعد الوقوع في المعصية فهم [يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم].
ثم قسم ابن عطاء الناس من حيث طلبهم للستر، فقال: «فالعامة يطلبون من الله تعالى الستر فيها، خشية سقوط مرتبتهم عند الخلق، والخاصة يطلبون من الله الستر عنها، خشية سقوطهم من نظر الملك الحق «فالعامة من الناس لايفرون من المعصية ابتداء، وربما تناسوا ما تجره من فضيحة، فاذا وقعوا فيه فإنهم يسألون الله الستر، ولكن اذا تحصلت لهم المعصية مع الامن من وقوع الفضيحة فانهم لايستنكفون عنها. اما الخاصة فانهم يطلبون الستر عن المعصية بألا تخطر لهم على بال وذلك خوفامن ان يسقطوا من عين الله تبارك وتعالى، فالدافع لذلك الحياء والهيبة والاجلال والتعظيم، حتى وان غفر الله لهم ما اقترفوا، فهم يريدون ان يحجبوا عن اي طريق قد يؤدي بهم - ولو بالخاطر - إلى مخالفة اوامر الله، لذلك كان من دعاء الصالحين: «اللهم إنا نسألك التوبة ودوامها، ونعوذ بك من المعصية واسبابها، وذكرنا بالخوف منك قبل هجوم خطراتها، واحملنا على النجاة منها ومن التفكر في طرائقها».