باروكات شعر الحريــم في برامج ومسلسلات شهر رمضان الفضيل

1 يناير 1970 03:43 ص
| كتبت – ليلى أحمد |

 


حق للمرأة أن تكون جميلة وهو حق مشروع منذ خلقها الله، وباركته المجتمعات الانسانية عبر التاريخ، فالمرأة تواقة الى التجديد والظهور بشكل مختلف ولافت مع نهار كل يوم جديد، لذا فهي تستعين بكل ما يطرحه السوق المحلي والعالمي من منتجات الجمال والتجميل، والتي تتجدد في كل موسم . وهذا حق أمر جميل جدا لو ظلت الامور على هذا الحال، بحيث تظهر المرأة مواطن جمالها بلمسات بسيطة من الماكياج، وليس رقص الالوان كما نرى في المسلسلات الخليجية والمصرية (عدا الاعمال السورية التي تقدم فنا محترما حائزا على شروط النجاح في مجمل العملية الفنيه) نرى لدينا قبحا متعمدا تقبل به المرأة الممثلة لنفسها ، ونجد اصرارا لا يهدأ وكفاحا لايغفل ونضالا غير حميد لا يكل ولا يمل لابراز جوانب القبح في الشكل والازياء، بحيث أصبحت غالبية الممثلات ينافسن «ام السعف والليف» ويناطحن امنا الغولة في اطلالتهم في البرامج والمسلسلات التلفزيونيه، ونادرا ما نلاحظ امرأة ممثلة او مذيعة دون ماكياج صارخ، وغالبيتهن يضعن كل ما في الثلاجة والبيت وسوق الهنود، من ماكياج لا ضرورة درامية له ولا يتناسب مع الشخصية التي تمثلها.


 


ضرورات استخدام الباروكة


في الفن التمثيلي هناك ضرورات درامية لارتداء الممثلة للباروكة، كأن ترغب في استعادة ذكريات قديمة تعود لمراحل عمرها الباكر، هنا يمكن تغيير لون شعرها القديم ايام صغرها او ارتداء باروكة قصيرة الشعر او طويلة، لتظهر الاختلاف بين الشكل الحالى وبين ماضيها، وتستخدم الباروكة ايضا لاظهار الطبقة الاجتماعية الجديدة التي انتمت لها الممثلة بحسب سياق الاحداث وتحولات الشخصية بالمسلسل . كأن تكون بنت عز وخير «وبضربة قلة عقل» أحبت واحدا من الطبقة الاجتماعية الدنيا، فيتبهذل شكلها ويمكنها لحظتها ارتداء باروكة لشعر خفيف باهت اللون ومهمل التصفيف اوتصبغه بشكل عشوائي بلون اصفر فاقع «رايح فيها» ويدل على تدني المستوى الاقتصادي والاجتماعي للاسرة و الذي يؤدي بالضرورة الى تدني مستوى الذوق لدى المرأة، فإنعدام الوفرة المالية التي توفر لها فرصة الذهاب للصالون لانتقاء الوان وصباغة أكثر حرفية، وباروكة اخري بخصلات الشعر الابيض «كله وجزء منه» لتمثيل دور امرأة كبيرة بالسن، ويحدث هذا لان الممثلات يرفضن ولايقبلن صبغ شعرهن الطبيعي الى اللون الابيض.


                                                     


بين الشكل والمضمون


كل ما قلناه عالية، هو معروف عالميا ويتم تطبيقه في الدول التي تحترم شركات الانتاج الفني ذوق وذكاء الانسان وما ذكرناه عن ضرورات استخدام البواريك والشعر المستعار، له مبرر درامي يجب ان يتسق مع الشخصية ودورها في المسلسل، لكن غير المبرر هو هذه الفنتازية الغريبة لالوان الشعر والبواريك «جمع باروكة «التي تنتهجها الممثلات بمزاجهن الشخصي، فمن أصفر فاقع اختارته الممثلة حنان دشتي في دور ام بدر اخت الوزيرة عالية شعيب «لون شعر أصفر فاقع لامرأة تعدت الاربعين لا يليق هذا اللون بشخصيتها في المسلسل فهي سيدة محافظة عاقلة ومتوازنة ورصينة بسلوكها ويجب ان يفرض المخرج انضباطا بين الشكل الخارجي و و«تيمة» الشخصية الدرامية، او... كما يشط خيال المذيعة والممثلة أمل العوضي في  تركيب خصلات الشعر الكثيرة جدا وبألوان مختلفة، او حين ارتدائها الباروكات الجزئية التي تظهرها اكبر من عمرها الحقيقي في برامجها و مسلسلاتها. مع انني معجبة بعفوية الاداء لدى امل العوضي كمذيعة وكممثلة، لو فقط تتخلص من الماكياج الثقيل فهي في مسلسل الوزيرة طالبة في الصفوف الثانوية وتضع ماكياجا ثقيلا للمدرسة دون ان تؤنبها اي معلمة وهو «فعل» غير واقعي في حياتنا الاجتماعية.


 


اشهر لابسات الباروكات


الممثلة البحرينية زينب العسكري من اشهر لاصقات «الاكستنشن» وهو الشعر المستعار الذي يلصق بلاصق بجذور خصلات الشعر ليمنح زنوبة الحبوبة شعرا طويلا وكثيفا، بينما شعرها الحقيقي ناعم بمعالجات السشوار او الفير «وهي حديدة ساخنة تؤدب شعرك المطعوج» وشعر زينب العسكري يصل الى اول كتفيها وغير كثيف على الشكل الذي نراها بالمسلسلات او في صورها الفوتغرافية. هي عارفة ان الخليجين وخصوصا غالبية شباب البدو يذوبون في جمال شعر المرأة وعينيها ويعتبرونها «دميرة» لذا قررت ان تنزل عند رغبة المشاهدين، بمداعبة الوتر الحساس في رؤيتهم للجمال النسائي، وهو ما جعل مطلق احد لا يتذكر لها عملا مجيدا كما يتذكر إطلالتها الحلوة بالشعر السرمدي الاسود الطويييييل الناعم التفوق في صحتة من حيث كثافته وطوله.


 • الممثلة الاماراتية بدرية احمد التي تملك قدرة على التعبير الدرامي «والتراجيدي الحزين...» ومتفوقة في التمثيل المسرحي الجيد، وكانت البنية «زينة» في بداياتها، وفازت بجوائز عدة عن تمثيلها بأدوار على خشبة المسرح، بسيطة ومعبرة «بنت لذيذة»... الا ان النجومية والشهرة طيرت... «برج مخها»... فاصبحت تهتم بشكلها أكثر من أدائها التمثيلي، وبدرية شعرها الطبيعي خفيف و قصير نسبيا، ولونه الطبيعي عادي... «انساني» جميل بين البني في مراحلة الاخيرة وصولا للون الاسود . الا ان اختياراتها السيئة للباروكة «المتواضعة الصنع «من النايلون وليس الشعر الطبيعي، والتي تضعها على «ام صماخها» اختيارات غير جيدة على الاطلاق، فمن «نفشة» شعر عجيبة في باروكة شعر تشعرك انها قامت بتركيب بيت شعر اسود «وسيع» على راسها، دع عنك الكحل الذي ترسمه لعينيها وكأنهما خط «الهاي وي»... خط الدائري السابع بالكويت. وهذا الماكياج لعينيها فرعوني الاصل بحسب علم الجمال، رأيناه على جدران المعابد المصرية في ام الدنيا، أي انها تتزين برسم كحل عينين عمره سبعة آلاف سنة!


• منى شداد بوجهها وتعبيرات عينيها المعبرتين عن الشخصيات التمثيلية ان كانت كوميديا او تراجيديا، فهي ايضا مثل بنات جيلها، تقوم بتركيب الاكستنشن، لتطويل شعرها، مع انه لا يزيدها جمالا ولا ينقص منها، ولا افهم لماذا لا تقتدي منى شداد بسيدة الدراما استاذة الاداء التمثيلي حياة الفهد، المقنعة جدا بأداء أدوارها، ولا تحتاج «طالما احاسيسها بالدور ينبع من اعماقها» فلا تحتاج لاقناعنا بالوان وبواريك و «الخبصة» للتعبير عن دورها بالمسلسلات. وقد زارتني الفنانة منى شداد بالمكتب، ولسذاجتي سألتها عن طول شعرها المفاجئ، فضحكت وقامت بتفكيك «الاكستنشن» ونزعته من شعرها القصير ووضعت خصلات الشعر المستعار امامي، ومابين دهشتي وتعجبي غرقنا في الضحك على هذا النصب الفني «الممتاز».


• هدى الخطيب ممثلة اماراتية مثقفة تنقل احاسيس الشخصية التي تمثلها للمشاهد، الا ان ما يهبط عزيمتنا واندماجنا بالشخصية التي تمثلها كثرة الماكياج الذي يضع حاجزا بينك وبينها، فمن «فاونديش» وهو كريم اساس يوضع على الوجه بعد الكريم المرطب، ويهدف الى اخفاء عيوب البشرة من حب شباب او آثاره او الكلف الا ان هدى تختاره من نوعية «الاسمنت» «الثقيل على وجهها الى استخدام الخطيب بإفراط للعدسات الملونة وصولا الى كحل «وآي لاينر غليظ» لعينيها وماسكارا «تقب» بوجه المشاهدين، الى شعر مستعار «اكستنشن» لزيادة طوله وتكثيف شكل الشعر، تعمل هذه الست المثقفة كل ذلك، دون ان تفكر بالضرورة الدرامية لكحل كأنه القار الناتج عن «حبيبنا وتاج رآسنا... النفط» وشعر مستعار لا يضيف شيئا لنا كمشاهدين يضيف لها فقط احساسها بالرضى عن شكلها و«طز فينا».


• لمياء طارق من الممثلات اللاتي كنت اتحمس لهن بالتمثيل، كانت طاقة مذهلة، تمثل بإحساس عال وان غيرت بإطلالاتها، فهي تشد بصرك وانتباهك باحساسها بالدور وتعيشك مع أزمات الشخصية الدرامية وتفاعلاتها، الا ان لمياء البنت النجيبة خريجة معهد الفنون المسرحية قسم تمثيل، الا انها في السنوات الاخيرة بدأت لمياء تكرر نفسها بنمطية الاداء التمثيلي، واصبحت تهتم بـ «شكلها» وبواريكها والشعر المستعار وماكياجها وازيائها اكثر من التعمق بالشخصية التي تمثلها، حركات وجهها نفسها، ونتوقعها منها، وهي اسوأ ما يريده المشاهد المتذوق «مثلي ...» فيجب علينا ان نعيش عنصر التشويق لا رؤية امور عادية تخلو من الاثارة المنتظرة، وهي دارسة فنون التمثيل تعرف جيدا ان هناك الف شكل تعبيري للحالة الانسانية الواحدة، في التعبير عن الحب والخوف والارتباك، كانت «زمان» تهتم لمياء طارق بالغوص في الشخصيات التي تمثلها فتشعرك انها ذابت بالشخصية فحصدت الاعجاب، إلا ان لمياء طارق الان أصبحت تذيب كل الشخصيات الدرامية بها لتشعرك انها لمياء طارق ، اصبحت مكررة في الاداء المتقن والاحساس الواحد، وتهتم بتسريحاتها الشبابية على الموضة وماكياجها الثقيل.


 


باروكات النسوان


 كريمة مختار من اشهر من تستخدم الباروكات في المسلسلات المصرية، واكاد اجزم انني على طول متابعتي للافلام العربية والمسلسلات المصرية الا انني الى الان لم اشاهد «ام الفنانين» كريمة مختار ... من دون باروكة . وكأنها ولدت بها، ففي مسلسلها الاخير «يتربي في عزه» مع النجم يحيى الفخراني مازالت تستخدم الباروكة القصيرة الشعر كستنائية اللون، والتي لم تتغير عبر سنوات طويلة جدا من ممارستها لمهنة التمثيل، ما زالت الباروكة لامعة «كانها طالعة من الحمام وغسلت شعرها نظيييييف ووقفت قدام الكاميرا» والحقيقة ليست كذلك، فالباروكة من صنف تستخدم به خصلات النايلون والذي يلهب فروة الرأس في اجواء التصوير الساخنة جدا.


 • خيرية احمد في مسلسل سلطان الغرام ست شعبية وهي والدة الممثل الروعة خالد صالح، خيرية ايضا لم تتخل عن بواريكها فهي ست شعبية مصرية اوي، يجب ان تضع المنديل «ابو اوية او... بدون اويه» في البيت وترتدي الطرحة فوق المنديل حين رغبتها بالخروج من البيت، وتغطي كل شعرها، مثل كل الستات من هذه الطبقة الاجتماعية.


• و في مسلسل سلطان الغرام أيضا باروكة لوسي زوجة سلطان «خالد صالح» سائق سيارات النقل، تتحفنا لوسي بباروكة مبالغ في طولها، وسوداء فاحمة كما الليل البهيم «شنو معناه ليل بهيم ... مدري اسألوا معلمة العربي أبلة فوقية» من دون ان يكون هناك أي مبرر درامي لهذه الباروكة الشنيعة لسيدة من الطبقة الشعبية، ولا يبرر وضع هذه الباروكة على راسها غير رغبتها الشخصية في ذلك.


فيفي عبده سيدة من الصعيد الجواني في مسلسل ازهار، ام لثلاثة ابناء، ترتدي فيفي باروكة سوداء تبدو الاقرب للطبيعة، كما ترتدي فادية عبدالغني بنفس المسلسل باروكة «أجارك الله من قبحها «شعر طويل اسود» كأنها دخلت في خيشة فحم جدتي ولونه الاسود غير انساني على الاطلاق.


اللبنانية التي تقيم في مصر «يا بختها» مادلين طبر في مسلسل حنان وحنين مع عمر الشريف ومادلين المتعودة على لبس الباروكات لم تقصر ايضا في هذا المسلسل. وان كانت بواريكها جيدة الصنع، ومتقنة التركيب على رأسها، لانها صناعة لبنانية، وهم الاشطر في هذا المجال.


سميحة ايوب من الجيل القديم، ظهرت في مسلسل المصراوية وهو عمل المبدعين اسامة انور عكاشة مع المخرج اسماعيل عبدالحافظ، الذي على قوته في السيطرة على مجمل فريق عملهما، لم يمنعا سميحة ايوب، ام العمدة هشام سليم «الكاشخة» بباروكتها. كذلك روجينا في نفس المسلسل ظهرت بباروكة وهي تقدم شخصية الجازية الزوجة الثانية للعمدة هشام سليم  نادية الجندي ايضا بطلة الباروكات «ودي بزيارة خاطفة لبيتها لرؤية غرفة الباروكات المتعددة الاشكال والالوان ... اكيد كل باروكة لديها قصة وتتمنى ان تفضفض لاي احد «ففي مسلسل من أطلق الرصاص على هند علام «تتحفنا» بشوية باروكات من اللي ما يحبها قلبك، وذلك لانها ما زالت بالرغم من انها «صكت الستين من العمر» تمثل نفس ادوارها من الله خلقها، فاتنة الرجال وشاغله العالم بجمالها الفتان . وحين تستعيد الذكرى بماضيها وهي «يفترض انها اصغر سنا» برضه لبست باروكة طلعتها كأنها من... «عيايز خيبر»..


الهام شاهين في مسلسل «قلب امرأة» بنت بيئة يعني من الطبقة الشعبية جدا كما يقول حبايبنا المصريون، الا انها لابد ان الاقدار دايما تصف معها، فتنقلب من حال الى حال وهو ما يستدعي «اختنا» الباروكة.


وما زال حبل رمضان عالجرار... لنرصد باروكات الشعر والشوارب المستعارة عند الرجال، آملاً أن يسمح وقت رمضان المزدحم بالرصد والكتابة عن... ذلك .