عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / مصر في 30 يونيو سيهزم الجمع ويولون الدُّبر

1 يناير 1970 06:45 ص
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

حددت جبهة التمرد تاريخ 30 يونيو ليكون يوم خلع الرئيس المصري مرسي وإزاحته عن الحكم، وهو الرئيس الذي وصل إلى منصبه عبر صناديق الاقتراع.

يوم 30 يونيو ستكون هناك جبهتان، الأولى جبهة برغم اختلاف المتحزبين فيها فكريا وعقديا ومذهبيا وأيديولوجيا إلا أنهم يجتمعون على هدف واحد وهو محاربة أي رئيس ذي انتماءات إسلامية على عقيدة صحيحة ومنهج سليم.

جبهة اجتمع فيها فلول النظام السابق، وبعض الذين فشلوا في سباق الرئاسة، وبعض الملاحقين قضائيا بتهم الفساد، وبعض رجال الكنيسة ممن يعلنون في كنائسهم أن يوم 30 يونيو سيكون يوم توزيع ورش دم المسيح على عموم مصر وخاصة في ميدان التحرير وقصر الاتحادية، وتضم الجبهة فنانة عليها قضايا مخلة في الآداب، ومخرج أفلام إباحية، وسياسيا يقول الهرم أقدس من الحرم، وعلماني يقول ان الفاشية بدأت يوم فتح مكة.

وللأسف يشارك في هذه الجبهة شيخ الأزهر الذي كان يُحرّم التظاهر أيام الرئيس المخلوع حسني، بينما يُفتي هذه الأيام بجواز التظاهر مع رؤيته ما يصاحب المظاهرات من تخريب وقتل وتدمير.

ومن الجهات المشاركة في هذه الجبهة حزب النور السلفي الذي عندما تم عزل مسؤول ينتمي لهم كان يعمل مع فريق الرئيس، قلبوا للرئيس ظهر المجن، واصطفوا مع جبهة التمرد، فأين طاعة ولي الأمر وإن جلد ظهرك وسلب مالك؟

وأما في الجهة المقابلة فهناك جبهة تقف مع الرئيس المنتخب، تتكون من معظم الجماعات الإسلامية، السلف والإخوان والجماعة الاسلامية، والشيخ حازم أبو اسماعيل، وغيرهم من المشايخ الفضلاء، ويقف مع هذه الجبهة الكثير من الشرفاء ممن لا يريدون العودة إلى نظام دكتاتوري جديد، بعد أن منّ الله عز وجل عليهم برئيس منتخب ودستور جديد ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ويُعطي كل ذي حق حقه.

يوم 30 يونيو سيكون يوما تاريخيا وفاصلا بالنسبة للثورة المصرية، والتي سيحسم فيها الأمر ثلاثة أطراف :

أولها الرئيس الذي اتبع خلال عام مضى من حكمه سياسة ضبط النفس وحقن الدماء، واستعمال الأساليب الديموقراطية، دون اللجوء إلى الشدة أو القوة في حسم المواقف، وأعتقد بأنه إن لم يحسم ويحزم الرئيس مع المعارضة التخريبية في هذه الجولة بقوة وحزم وإلا فإن حكمه لن يستمر.

وثاني الأطراف هم الجيش والذي أعلن باستمرار حمايته للدولة والثورة، وإن من الواجب عليهم حماية الشرعية والرئيس المنتخب، إلى أن يستكمل فترة رئاسته المقررة وفق الدستور، وأن يبقى محل ثقة الرئيس في حماية أمن مصر في هذه المرحلة المفصلية في التاريخ المصري، دون التفات إلى دعوات التحريض التي يقوم بها أعداء مصر في الداخل والخارج.

وثالث الأطراف هم الشعب المصري كله بجميع أطيافه، والذين دعموا الرئيس واختاروه بمحض إرادتهم، وقد قدم لهم في خطابه الأخير كشف حساب عن الأعمال والخدمات التي قدمها لهم خلال عام مضى، هذا الشعب في رقبته حماية الرئيس والالتفاف حوله ومناصرته، والحيلولة دون إسقاطه من قبل أعداء الثورة المصرية، فقد جربوا أنظمة دكتاتورية سابقة، ولا أظن الشعب المصري الشقيق على استعداد أن يصطلي بنارها مرة أخرى.

أعتقد وبكل تفاؤل أن الأمور في يوم 30 يونيو وما بعده ستؤول لصالح الرئيس مرسي ومن يقف معه بإذن الله، ومن اعتقدوا بأن هذا اليوم سيكون النهاية لحكم مرسي فإنهم واهمون وسيكون حالهم حال فرعون وجنوده وسحرته في يوم الزينة، إذ انقلب السحر على الساحر، وسيهزم الجمع بإذن الله ويولون الدبر، وإن غدا لناظره قريب.

سعادة الرئيس مرسي، لقد أعلنت في خطابك الأخير أنه قد آن الأوان لإجراء عملية جراحية دقيقة لإزالة السوس الذي ينخر في الجسد المصري، وإنا لهذا التطهير لمنتظرون.

 

twitter : @abdulaziz2002