غنية بالبروتينات والألياف ومكافحة للشيخوخة... وتقوي جنسياً وتعالج العقم

الحشرات بـ «حلتها» الجديدة بدأت تغزو المتاجر البريطانية ... ديدان بطعم الباربيكيو وعقرب بالتوفي ومصاصة بالنمل!

1 يناير 1970 03:46 م
 | إعداد عبدالعليم الحجار |

في ظل أزمة الغذاء التي تخيم على العالم بنسب وأنماط متفاوتة، يبدو أن الحشرات قد باتت في طريقها فعلياً - وتجارياً - الى الاسهام في حل تلك الأزمة.

فلقد أعلنت سلسلة متاجر «سيلفريدج» البريطانية أخيراً أن مبيعاتها من فتوحات الحشرات القابلة للأكل قد ارتفعت بنسبة 11 في المئة في أعقاب التقرير الذي نشرته منظمة الصحة العالمية قبل بضعة أيام، وهو التقرير الذي أكد على أن الحشرات غنية بعناصر غذائية كثيرة، بما في ذلك البروتينات والألياف.

وصحيح أن أكل الحشرات ليس عادة بشرية جديدة أو نادرة، إذ أن تقديرات منظمة الفاو تشير الى ان نحو ثلث سكان العالم يأكلون أنواعاً من الحشرات لتعويض مشكلة نقص الغذاء. لكن الجديد في الأمر هنا هو أن متاجر استهلاكية غربية كبرى بدأت في تسويق منتجات غذائية تدخل الحشرات في مكوناتها.

والواقع أن زيادة نسبة مبيعات المأكولات «الحشرية» لدى سلسلة متاجر «سيلفريدج» تعكس نمطاً مضطرد آخذاً في الانتشار بين المستهلكين في كثير من الدول الغربية، وذلك في ظل تغيّر التصورات النمطية إزاء فكرة أكل الحشرات، لا سيما بعد أن أكد خبراء التغذية حول العالم على أن بروتين الحشرات أفضل وأأمن غذائياً من بروتين الحيوانات وحتى الأسماك، علاوة على أن الحشرات غنية بعناصر غذائية أخرى كثيرة من بينها الحديد والمنغنيز والفوسفور والزنك.

في هذا الإطار، تشهد الأسواق الغربية حالياً «غزواً» متزايداً من جانب المنتجات الغذائية التي تدخل الحشرات في مكوناتها، وهي المنتجات التي باتت تحظى بإقبال متزايد الى درجة أنه ليس من المستبعد أن تصبح المصدر الرئيسي للبروتين عوضاً عن المصادر التقليدية الراهنة.

وفي التالي نستعرض عدداً من تلك المنتجات الغذائية التي يتم تسويقها تجارياً حالياً في بريطانيا في عبوات جذابة.

حلوى العقرب المكسو بالتوفي

هي قطعة حلوى توفي برتقالية شفافة مطمور في داخلها عقرب حقيقي قابل للأكل. وتقول الشركة المنتجة لتلك الحلوى ان تلك العقارب تتم تربيتها خصيصاً في مزارع في الصين ثم يتم انتزاع سمومها بالمعالجة الحرارية قبل تغليفها بحلوى التوفي الخالية من السكر.

حشرات صرّار الليل (الجُدجُد) بطعم الكاري التايلاندي

يتم تحميص حشرات صّرار الليل في الفرن ثم تُتبل بالكاري التايلاندي الأخضر وتباع في عبوات صغيرة لتكون وجبات خفيفة مثالية. وتقول شركة «تود ليميتد» المنتجة لهذا المنتج إن تلك الحشرات المتبلة تربى خصيصاً في مزارع وتغذى على الحبوب الطبيعية.

ديدان مقرمشة بطعم الباربيكيو

يبدو مذاق هذه الديدان شبيهاً بمذاق البوبكورن (النفيش)، إذ تتم معالجتها حرارياً على لهب الفحم بحيث تكتسب طعم الباربيكيو الشهي.

ديدان شجرة الموبين الأفريقية

يقتات معظم سكان دول جنوب قارة افريقيا على ديدان تتكاثر على أوراق شجر الموبين، وتتميز تلك الديدان بمذاقها الطيب الشبيه بمذاق السمك المقدد الغني بالدهون الصحية.

نمل عملاق محمص

يأتي هذا المنتج في أكياس أنيقة تحوي في داخلها 25 غراما من نوع خاص من النمل العملاق الذي يعرف علمياً باسم «هورميغاس كولوناس» ويتكاثر في موطنه الأصلي في منطقة الأمازون الكولومبية ويقتات عليه الهنود الحمر.

وتؤكد الشركة المنتجة لهذه الوجبة الخفيفة على أن النمل العملاق يحتوي على مكونات غذائية مكافحة للشيخوخة ومقوية للقدرة الجنسية ومعالجة لمشاكل العقم لدى الرجال والنساء على حد سواء.

مصاصة بالنمل

مصاصة من الحلوى الشفافة المطمور في داخلها نوع من النمل الذي تقول الشركة المسوقة لهذا المنتج انه غني بالانزيمات التي تمنح الطاقة.

عسل نحل بإنزيمات الدبابير

يأتي هذا المنتج في شكل عبوة شفافة مليئة بعسل النحل

ومغموس في داخله دبور عملاق من فصيلة تزعم الشركة المنتجة انه يفرز في العسل انزيمات خاصة تمنح شعوراً فورياً بالحيوية والنشاط.

شاي مقطوف بأيدي القرود!

وبعيداً عن الحشرات، يأتي هذا المنتج الذي يكتسب تميزه من كون القرود هي التي تقطفه بأياديها بحسب زعم الشركة المسوقة له.

وتقول الشركة إن هذا الشاي البري الصيني تقوم قرود مدربة بقطفه في مزارع في منطقة جبلية نائية في جنوب الصين، وذلك استناداً إلى أسطورة قديمة تقول إن القرود تمتلك غريزة تستطيع من خلالها اختيار أفضل أوراق نبتة الشاي، ولاسيما الأوراق التي تحتوي على نسب عالية من مضادات التأكسد.

ويأتي هذا الشاي في عبوات معدنية اسطوانية يبلغ وزن الواحدة منها 57 غراماً.





تايلند تُطلق كتاباً  عن «تربية الحشرات تجارياً»

 

بانكوك - د ب أ - أصبح التقدم الرائد لتايلند طوال الـ 15 عاماً الماضية في تربية الحشرات التجارية متاحا بدءاً من أمس في نشرة جديدة أصدرتها الأمم المتحدة.

وقال هيرويوكي كونوما الممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» إنه «من المأمول من خلال جعل هذه المعلومات متاحة، أن يتعرف الآخرون بشكل كامل على إمكانات الحشرات الصالحة للأكل في المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي».

وتقدر وكالة الأمم المتحدة أن الإنتاج الغذائي سيكون في حاجة إلى زيادته بنسبة 60 في المئة على مستوياته الحالية من أجل الوفاء بمتطلبات التغذية العالمية بحلول عام 2050، وأصبحت تدافع بحماس عن تناول الحشرات.

وقال يوبا هانبونسونغ الذي شارك في تأليف كتاب «الدواب ذات الأرجل الست: تربية الحشرات الصالحة للأكل» إن «العالم ربما يواجه أزمة أمن غذائي، لكني أعتقد أن التايلنديين سينجون بسبب معرفتهم كيفية تناول الحشرات».

ويوضح الكتاب قصة نجاح تايلند طوال الـ 15 عاماً الماضية في تربية وتسويق ثلاثة أنواع من الحشرات محليا وهي صرار الليل وسوس النخيل ويرقات فراشات البامبو. ويبلغ متوسط انتاجها التجاري 7500 طن سنويا.

وظلت الحشرات مدة طويلة جزءا من الحمية التايلندية لكن أكاديميين ومسؤولين في منظمة الفاو يأملون أن تصبح مصدرا أكثر شيوعا في توفير البروتين والمواد الغذائية في أماكن أخرى.