انتظرت وكيلتها فاستقال وزيرها... بين القدر ومروءة الإحساس بالمسؤولية
«التربية» فاقدة الأبوين... من يعزيها؟
1 يناير 1970
03:50 ص
| كتب علي التركي |
نامت العيون في وزارة التربية بعد سهر طويل قطعته ترقبا لاعلان وكيلتها القادمة ففاجأها سهم القدر بفاجعة أعم وأشمل، خرجت منها صفر اليدين بلا أبوين حين خسرت وزيرها الذي أبت عليه مروءته الا أن يتحمل كامل المسؤولية.
كان مصاب الطفلة نورة مصاب التربويين قاطبة على اختلاف وظائفهم واختصاصاتهم، وحسرة جديدة أضافتها تلك المؤسسة الموعودة بالفجائع الى سجل حسراتها فبدت صباح أمس الخميس فارغة من كل شيء الا من الوحشة السائدة والسكون المخيم... وبقايا من هموم الأربعاء لم تزل ماثلة على أوجه أصحابها.
رغم المحاولات التي سعت من خلالها ادارة المدرسة بمعلماتها ومسعفاتها الى انقاذ الطفلة الا أن ارادة الله شاءت لها الرحيل الى منزل آخر غير فصلها الدراسي الذي لم يمهلها القدر فيه سوى بضع دقائق فاضت خلالها الروح الالهية الصغيرة الى بارئها، مخلفة الحزن العميق الذي لا يتزحزح واليأس الخانق الذي لا يريم، ما دفع وزير التربية والتعليم العالي الدكتور نايف الحجرف الى حمل جريرة الحادث وحيدا غير آبه بالنتائج ومن دون أن يشرك معه أحد من صغار الموظفين.
وبعد اعلان الحجرف المفاجئ مغادرة الوسط التربوي، تنتظر وزارة التربية بكافة كوادرها التربوية والادارية ما سيفضي اليه أمر الاستقالة الماثلة على طاولة رئيس الوزراء والأصوات تهمس في الأروقة والممرات داعية أن تؤول الى الرفض كي لا تدخل الوزارة المشحونة بالتناحر والاحتقان مجددا دوامة الفراغ والصراع وتعيش حالة شتات حقيقية لن تبقي ولن تذر، فحق وفق قول أهلها العزاء لها ايضاً وليس فقط على أهل الفقيدة وان كنا على فراق نورة لمحزونين.