المصري أفندي / السكوت علامة الهَبل ... !
1 يناير 1970
06:17 م
| د. سعيد فهمي |
الله يسامح أهالينا اللي فهمونا وعلمونا غلط إن السكوت علامة الرضى والقبول... أتاريهم لا كانوا عارفين حاجة ولا كانوا يظنوا يوم نبتهدل كده ويحكمنا مرشد واخدنا بمكتب إرشاده للمجهول... ولا كان حد داري إنه حنلاقي بلدنا بتُدار بطريقة سمك لبن تمر هندي ولا عاد فيها أمن ولا أمان ولا بقى ليها كبير عنها مسؤول... حكومة أونطه سيئة الأداء والسمعة ورئاسة غايبة عن مشاعر ومطالب الناس وهي في واد والشعب في واد تاني تحت شعار اخبط دماغك في الحيط وخلي اللي يقول يقول... حكومة من كوكب تاني لا صوت ولا صورة بتعاملنا وكأننا قطيع خرفان مش محتاجين مشاريع ونهضة فعلية وكفاية علينا النهيق وأكل البرسيم والفول... حكومة بطعم الأكل المسلوق خالي من الدسم والفيتامينات وخالية كمان من المبتكرين والمبدعين وبالتأكيد كمان من العقول... كنا مساكين فاهمين إن الكبير كبير لكن بلدنا خلاص عقدها انفرط ولا عاد فيه كبير ولا احترام ولا القلب بقى فيه ذرة محبة وأصبح مكتوم ومغلول... الوطن مجروح ونزيفه بقى واضح للجميع وبقى زي الذبيحة بيقسموا فيه وبينهشوه أحفاد أبو جهل وأبو لهب وابن سلول... بقينا في كل يوم شايفين انحدار وكل يوم عايشين انكسار وبقى حالنا يصعب عالكافر والمعتوه والمخبول... الناس مقهورة ومفروسة والحسرة في قلوبها مكتوبة ومحبوسة وساكتة سكوت المقابر ولا عادت تحس بأمان وبقت تتحسر يا عيني على يوم واحد من أيام الفلول... الناس بقت محتارة بعد ما باتت محكومة من مكتب إرشاد مزنوق في مغارة ورئيس مسكين مغلوب على أمره مش فاهم العُبارة لا قادر يا عيني يُحكم وقاعد يوّعد ويخلف وهو لا قادر يضبط كلامه ولا هو قد القُول... والناس يا عيني مش عارفة تعمل إيه ولا تروح لمين ولا قادرة تفهم ولا عارفة تتكلم وللا تطنش والدنيا اتلخبطت قدامها وخرجت عن المعقول... البلد خلاص دخلت صالة المزاد والزبائن واقفين عالباب اللي طمعان في حدودها واللي طمعان في اثارها واللي فرحان واللي شمتان فيها واللي سانن سنانه عليها زي الغول... القضية هي الفرق كبير بين شعب هاوي بتاع قزقزة ومظاهرات تيك أواي ومنظومة هبشت الفرصة وشايفة الحكم قضية حياة أو موت أو يا قاتل يا مقتول... الناس في طول البلاد خلاص زهقت وقرفت وكتير بيفضَّل السلامة وناس بتعشق الخنوع وعشق الندامة وناس بتدمن أبو رجل مسلوخة أو قبول أونطة الراجل الطيب أبو دقن بيضاء وعامل بتاع ربنا زي ما بيدّعي علينا ويقول... وناس سلمت عقلها ودقنها لمعارضة خايبة زي الطبلة صوت عالفاضي من غير برنامج عملي ولا حتى قيادات بكاريزما واضحة ولا فيه إحساس مشترك بينها وبين الناس ملموس أو بصمة واضحة تسكن القلوب أو حتى العقول... الناس خلاص بتقول جاااي من كتر الهم والغم ورئاسة ولا هي هنا وحكومة جوفاء لا بتشعر بألام الناس ولا بمشاكلهم وكل همها رفع الأسعار اللي بقت بتنهش في المواطن البسيط زي الغول... البطالة زادت والفقر زاد والأمن غاب والناس بقت عايشة من غير أمان في شارع فوضى من غير رقيب وداخلية عليها مليون علامة استفهام واخدانا للمجهول... الشارع بيسأل ويتسأل هو فعلا إحنا لينا رئيس وليه مش حاسس بمشاكلنا ومين اللي بيحكمنا ومين بيتحكم في مصيرنا ومين اللي سايب كل واحد فينا بيضرب أخماس في أسداس زي المسطول... يا ترى إحنا بنتعامل فعلا من مسؤولينا كشعب ناضج واعي وللا كقطيع غائب عن الوعي وبيمأمأ زي الخرفان والعجول... يا ترى مين اللي قطعنا مليون حتّة وبيحاول يغيَّر شكلنا ويفركش خيوط نسيجنا ويغزلها من جديد على النول... !! السكوت عالبلد والطناش من كل الجهات على وضعها كده شيء مثير للريبة وغريب... مش لازم نموت علشان تتدخل أي قوى وتغيَّر حالتنا ومش لازم نستنى مشرط طبيب... سكوتنا يعني خنوع وإقرار بالسيناريو المفروض علينا من دود الأرض وجماعة الأونطة وملوك الإلهاء والتغييب... السكوت هو عقيدة الفاشل والديوث اللي بيفرط في حُرمة شرفه وعرضه وتسليم لإرادة شعب في لحظة غيبوبة سلم إرادته لجماعة فاشلة ومنظومة ليها مخطط خاص لئيم ومريب... السكوت مش علامة الرضى السكوت علامة الهبل والفشل والتفريط في مستقبل أولادنا وأحفادنا واللي حنسيب ليهم بسكوتنا مستقبل مجهول ومعيب... صراع القوى على تورتة مصر ما بين قوى ثورية وطنية وجماعات مريبة ملهوفة على السلطة بدقن وجلابية وتزوير دستور بإرادة مشبوهة حلزونية هو تخاذل وتهاون مقصود وعجيب... سكوت كل القوى على ما يحدث في البلاد من اغتيالات مقصودة ومرصودة وعصيان اقترب من الشمول في الأقاليم والمدن هو شروع في قتل وطن بأكمله في بلد الشرعيه فيه بتتآكل ورئاسة ولا هيَّ هنا بالقصد أو بالجهل عن القرار بتغيب... بلدنا بينزف ورئاسة جلدها سميك غاب عنها الإحساس وضاع منها القرار وبتلعب مع المعارضة لعبة القط والفار أو سيب وأنا أسيب... !!
وصلنا لمرحلة الإنذار الأخير وصعب على كل واحد يسكت على خراب المحروسة وياريت نلحق بلدنا قبل ما يصبح ذكريات... مفيش حد حيرحمنا والتاريخ مش حيحترم شعب فرط في ثورته لجماعة ظلام لهطت كل المكاسب وبترمي للشعب الفتات... ثورتنا لازم نرجعها بدمنا وغصب عن عين أي مرشد مش حييجي أصعب من اللي فات... اللي حيستنى رصيد من أي جهه يبقى واهم واللي عاوز يحررنا من غير منظرة يتفضل ويساعد من سُكات... خلاص وقت الهوان راح واللي جايّ محتاج إرادة من حديد قبل ما نعيش في ذل وهم وشتات... الخلاصة السكوت عار وفضيحة وكفاية هوان هو مين قال تتسرق ثورة عيني عينك واحنا مشغولين بالخلافات... معقول فيه كده في الدنيا ثورة إيه دي اللي تقوم علشان تحررنا وفي الآخر مبروك الثورة نجحت لكن الشعب مات... ملعون أبو السكات... ملعون أبوك يا سُكات... !!