د. فهيد البصيري / حديث الأيام / العصابة وصلت!
1 يناير 1970
09:07 م
| د. فهيد البصيري |
تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت، و تستطيع أن تخدع بعض الناس طول الوقت، ولكنك لو تتعلق بأستار السماء فإنك لن تستطيع أن تخدع كل الناس طول الوقت. وقالوا أيضا والعهدة على (القواله) أنك تستطيع أن تسعد كل الناس بعض الوقت، وتستطيع أن تسعد بعض الناس طول الوقت، ولكنك ولو كنت اسماعيل ياسين، فلن ولن تستطيع أن تسعد كل الناس طول الوقت.
والحكمة السابقة قبل التعديل هي للرئيس الاميركي ( إبراهام لينكلون) الشهير بمحرر العبيد وموحد الولايات المتحدة من المحيط للمحيط، وقيل انها لغيره، وعموما رحم الله لينكولن، أو غيره، ولو أنه عاش في عصرنا الحالي، وتعامل مع تكنولوجيا النانو والاتصالات لقال: لن تستطيع خداع ربع الناس لأطول الوقت ولا بعض الوقت، وبما أننا في سيرة الاموات الخالدين، فلربما تتذكرون عبارة (العصابة وصلت)، بالطبع لا تتذكرونها لأنكم من مواليد برج العذراء، فأنتم معذرون، وقصة هذه العبارة أنها كانت (لزمه، أو إفيه، او أووفيه) وكان يقولها الممثل الراحل توفيق الدقن رحمه الله كلما رأى كبير المجرمين، الممثل الراحل محمود المليجي قادما ومعه باقي أفراد العصابة، وهي إعلان عن اكتمال السبحة ولم شمل العصابة، وليت عصابتنا على شاكلة عصابة توفيق الدقن، فقد كان هذا خفيف الظل ويلقي النكتة بين الجريمة والجريمة.
والطريف أن عصابتنا يا اخوان (لا اقصد الاخوان المسلمين) هم من بعض ممثلي الأمة، فالتمثيل يجري في عروق السياسيين، وكلما تذكرت من صوت لهؤلاء الممثلين ضحكت حتى برقت عيناي بالدموع، وتذكرت بيت الشعر الشعبي (يا خبلك يا طابخ الفأس تبغي المرق من حديده)، والحقيقة أن من صوّت لهؤلاء لا يلامون فهم يظنون أنهم على نياتهم سيرزقون! ويعتقدون أن الحكومات لا تنطق إلا بالحق، ولا تأمر إلا بالمعروف و لا تنهى إلا عن المنكر، ونتيجة لتربيتهم الوطنية الصالحة فهم مؤمنون أيضا أن كل الوزراء وكل الشيوخ ملائكة ولا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم.
وقالوا قديما - ما اكثر القيل والقال هذه الأيام - إن الطريق إلى جهنم محفوف بالنوايا الحسنة، وقد صوتوا على نياتهم، والنتيجة أن العصابة وصلت، والأيام حبلى بالأحداث التي ستخيب أمالهم وستثبت لهم أنهم كانوا ضحية مقلب الكاميرا الخفية أو المحطات المحلية الخفية (وصادوه)، فصراع المصالح (البيور) سيكون سيد جلسات مجلس الامة، وصحيح أن العصابة وصلت، ولكنها تبقى عصابة وستختلف في النهاية تماما كما يحدث في نهاية كل فيلم، وستنقلب على نفسها، وسيكتشف بعض النواب وخصوصا المحسوبين على بعض التيارات الدينية- إن كان في القلب اسلام وايمان- أنهم كومبارس في مشهد مميت، ولذا ستشهد الايام القليلة المقبلة تحولا (دراماتيكي) كنهايات أفلام نيازي مصطفى، التي تشتهر بالعنف و(التق والمتاقق)، وسينتهي شهر العسل بين الحكومة وأعضاء المجلس، وليس كلهم لا سمح الله بل بعضهم، لأنها إذا خليت خربت، وستدب الخلافات بين العصابة دبيب النمل على العسل المسكوب، وعندها سيصبح استمرار المجلس مستحيلا سواء بالنسبة للحكومة أو بالنسبة للنواب أو حتى بالنسبة لي كمشاهد للكاميرا الخفية.
وهناك كلام خطير وكبير سيقع خلف الكواليس، ولكنه لا يصلح للعرض، وفي الختام (انذيع وإلا ما نذيع الحلقة)؟
Fheadpost@gmail.com