الخط الساخن / حلّ ضيفاً على «الخط الساخن» في «ديوانية الراي»
دعيج الخليفة: العلاقة وطيدة بين الشعر والسياسة
1 يناير 1970
05:31 م
| أدار الديوانية - مفرح حجاب |
لا يجد صعوبة في الجمع بين الشعر وبين عمله الديبلوماسي، فالشاعر الشيخ دعيج الخليفة الصباح يؤكد على العلاقة الوطيدة بين الشعر والسياسة، ويطمح **إلى أن يكون سفيراً لبلده في أي دولة عربية ولا يتمنى منصب الوزير.
الصباح الذي حلّ - على مدى ساعتين - ضيفاً على الخط الساخن في «ديوانية الراي» فتح قلبه وباح بما في وجدانه للقرّاء، وتحدث بكل صراحة عن الشعر والدبلوماسية والغناء وكل ما يتعلق بشؤون السينما، وعن الترتيبات الخاصة بالمهرجان السينمائي الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في أكتوبر المقبل.
ويرى الخليفة أن الكويت رائدة للسينما في المنطقة، ولا بد من تدخل الدولة لدعم مهرجان سينمائي بعد أن فشلت المبادرات السابقة لغياب الدعم. ودعا وزارة الإعلام إلى تبني حفلات شهرية للمغنين الشباب من أجل الحفاظ على الأغنية الكويتية... وإليكم التفاصيل:
• أين أنت من تقديم ألبومات في الشعر والغناء؟
- قدمت الكثير من ألبومات «لاجئ عاطفي» مع شركة «النظائر» بصوت أشهر المطربين في الخليج والوطن العربي من بينهم عبد الكريم عبد القادر، عبد الله الرويشد، وفرقة ميامي، ثم مع بشار الشطي وإبراهيم دشتي وعبد السلام محمد وحمود ناصر ويوسف العماني وفيصل الخرجي، وراغب علامة ونانسي عجرم ويارا وغيرهم. كما أشغل منصب الرئيس التنفيذي لأقوى موقع أغاني عربي وهو موقع «السالمية» المتابع يومياً من قبل أكثر من 500 ألف شخص، ولم أتأخر يوماً عن دعم الأغنية، لكن علينا أن نعترف بأن القرصنة أفسدت أموراً كثيرة وأصبحنا في العالم العربي وليس في الكويت غير قادرين على السيطرة عليها، وتكبد الكثير من المطربين والشركات خسائر فادحة، لذلك من الصعب أن نتنبأ بأن يحقق ألبوم لأي نجم توزيعاً قوياً.
• ما السر في نشاط دعيج الخليفة في مقدمات الأعمال الدرامية؟
- كتابة المقدمات الغنائية لا تقل أهمية عن كتابة الأغنية العاطفية، بل إن التعامل مع الدراما في تأليف المقدمة والنهاية يحكم الكاتب بشكل كبير ويجعله غير قادر على الخروج عن الفكرة، لكن فيها متعة مختلفة عن الأغنية العاطفية، فقد كنا في الماضي نعتمد على صوت المذيع في حقوق الشاعر والملحن الأدبية حين يقول الأغنية من تأليف وألحان وغناء فلان، أما الآن يتابع الجمهور الأسماء من خلال الشاشة، والأجمل في العمل التلفزيوني هو تكراره يومياًَ وهو ما جعل الكثير من الجمهور يستخدم أغاني المسلسلات في نغمات الهواتف، ناهيك عن أن اسم الموزع أصبح يكتب، وبالنسبة إليّ أتعاون مع أقوى «مثلث» في الكويت وهم عبد العزيز المسلم وطارق العلي ومحمد الرشود سواء في المسرح أم الدراما، ولأنني لا أتقاضى أي مبالغ عن كتاباتي تجدها تصل إلى الجمهور من القلب.
• كل أعمال المسلم متواجد فيها؟
- هناك علاقة طيبة تجمعني بالفنان عبد العزيز المسلم، فهو متذوّق جيد للموسيقى والغناء، ونحن نعمل معاً منذ 20 عاماً، كما أنني منفتح على الجميع.
• بما أنك تكتب للمسرح وللدراما، هل تجد فرقاً بين أغنية وأخرى؟
- الأغنية في أي عمل فني لا بد أن تعبّر من خلال الدقائق القليلة لدى المتلقي عن مجمل العمل، ولذلك فإن كتابة الأعمال الغنائية للدراما وللمسرح ليست عملية فنية سهلة.
• تتواجد بكثرة في المعارض والمناسبات، ألم يأخذ ذلك من وقتك كثيراً؟
- لا يمكن أن أجد شاباً يحتاج مني دعماً وموقفاً إلا وأقف إلى جواره، ولا تتخيل عندما يشاهدك شخص تقف معه في مؤتمر أو تدعمه في مشروعه أو ترعى له عملاً كيف هو رد فعله. أعتقد أن مساندة الشباب واجب علينا جميعاً.
• لديك طقوس شعبية واجتماعية إلى درجة كبيرة، هل اكتسبت هذه الصفة من والدك؟
- نعم، ومن جدي سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد أشعر بسعادة كبيرة كلما تواجدت وسط الناس، خصوصا في مطاعم ومقاهي المباركية التي تعد من أهم معالم الكويت الحديثة، وقد انتبهت وزارة الإعلام إليها حالياً وأصبحت تبث برامج منوّعة من هناك بسبب طبيعة المكان.
• بماذا تذكرك مقدمة مسلسل «سليمان الطيب»؟
- هذه المقدمة كتبتها في العام 1993، وهذا العمل جمعني بالفنانتين حياة الفهد وسعاد عبد الله، وحقق العمل حالياً أكثر من مليون مشاهدة عبر «اليوتيوب»، ونجاح هذا العمل كان من أهم لحظات حياتي.
• كيف تقرأ حالة الركود الفني في الدراما؟
- علينا أن نعلم أن الوضع العام في العالم العربي غير مشجّع على صناعة الفن، خصوصا الدراما التي تحتاج إلى تكاليف كبيرة، ففي بعض الدول العربية مشاكل ومخاطرة في التصوير، لكنني أعتقد أن الشهور القليلة السابقة لشهر رمضان ستشهد رواجاً مهماً في الكويت.
• في الكويت مواهب كثيرة، كيف ندعمها؟
- قمت بزيارة وكيل وزارة الإعلام علي الريس من أجل الحديث عن برنامج للمواهب لاختيارها وإبرازها بشكل مهني وباحتراف، لأن الكويت متعطشة لهذه المواهب وتحتاجهم دائماً.
• هل هناك علاقة بين الديبلوماسية والشعر؟
- نعم، لأن الديبلوماسية هي كيفية التعامل مع الناس، والشعر هو كيفية اختيار أحسن الكلمات.
• ما مدى المتابعة الجماهيرية لأشعارك؟
- منذ دخولي إلى مواقع التواصل الاجتماعي - العام الماضي - بات لدي 100 ألف متابع عبر موقع «تويتر»، وترتيبي 80 عربياً على الموقع نفسه، ونشرت أكثر من 8 آلاف تغريدة، ولا يوجد فيها أي تغريدة سياسية لأن الناس ملّوا من السياسة، وأنا لا أفضّل الحديث في السياسة خارج إطار عملي.
• أين أنت من التعاون مع الفنانة نوال بعد ارتباطها بمشعل العروج؟
- هناك تعاون قادم من خلال مقدمة مسلسل «عطر الجنة» للمنتج والكاتب حمد بدر.
• وماذا عن التعاون مع نبيل شعيل؟
- أنا و«بو شعيل» على تواصل دائم، وهو من النماذج الكويتية الأصيلة، والتعاون معه جميل، وهناك عمل وطني سيجمعنا يحمل اسم «كويتي وافتخر»، ويقول مطلع الأغنية: «نعم كويتي وأفتخر... أنا كويتي وديرتي فوق راسي»
• لماذا هناك صعوبات في إحياء الحفلات الغنائية في الكويت؟
- في البداية أوجّه تحية إلى الأخوة في دولة قطر الذين قدموا نموذجاً جيداً في كيفية التعامل مع الحفلات الغنائية، فقد قدم 30 فناناً عربياً في منطقة تراثية وهي سوق واقف وكانت من أجمل الحفلات. الكويت كانت رائدة في الحفلات الغنائية وكان يأتيها كبار الفنانين العرب ومن بينهم أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهما، ولكن غياب الحفلات خلال العامين الماضيين بقوة هو نتيجة ما يتعرض له الأشقاء في سورية، فمن الصعب أن نقدم فناناً يغني على المسرح بينما الدماء تسفك بهذه الطريقة البشعة، لكن المستقبل أفضل.
• هل يختلف الأمر عندما تكتب أغنية لمطرب نجم أو مغنٍ شاب؟
- الكبار دائماً يخافون على مكانتهم، فهم يدققون على كل كلمة، أما الشباب فهم يعبّرون عن جيلهم في الغناء بكل أفكاره ولا بد أن نفكر بهم قبل أن نكتب لهم.
• لماذا لم ينجح حتى الآن أي مطرب شاب في الكويت؟
- أتمنى أن يصبح لدينا نجوم شباب، لأن الكويت هي الدولة الوحيدة في منطقة الخليج التي فيها معهد للفنون الموسيقية، وللأسف بعد التخرج نجد بعض الخريجين يعملون في المجالات الإدراية ويتركون الموسيقى. أتمنى من وزارة الإعلام أن تتبنى حفلاً كل أول شهر تظهر من خلاله الأصوات الجديدة. وبالمناسبة، نحن في وزارة الخارجية نستعين بالفرق الكويتية الشعبية من أجل اطلاع السفراء على تراث الكويت الموسيقي والغنائي، لذلك ينبغي أن ندعم الأغنية الكويتية من خلال الشباب، فنحن سعداء بما تقدمه وزارة الإعلام الآن في «ليالي المباركية» ونتمنى الاستمرار في هذا النهج لأن الناس يبحثون عن الفرح والبهجة.
• كيف تنظر إلى الشعر الغنائي حالياً؟
- علينا أن نؤمن بأن الشعر هو تعبير عن حالة الشاعر، الأمر يعتمد على الحالة النفسية والمزاجية للشاعر والأحداث التي يتأثر بها، فنجد أحياناً الساحة متوهّجة لأن الأفكار الموجودة جيدة وأحياناً نجد هناك تراجعاً، وهناك من يكتب ليشعر بأنه شاعر فقط وهو بعيد عن الشعر، وللأسف هذا منتشر كثيراً هذه الأيام، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي.
• هل هناك من يأخذ أشعارك؟
- نعم، وللأسف لا يضع الاسم عليها.
• ما سبب تراجع الأصبوحات والأمسيات الشعرية في الكويت؟
- على العكس، الكويت لا تزال هي الأولى خليجياً في الأصبوحات والأمسيات الشعرية. قد تكون قليلة، ولكن نحن أكثر من يحتفي بالشعر في الخليج وكثيراً ما أرعى فعاليات شعرية، لأن في الكويت جمهورا متعطشا للشعر بشكل غير طبيعي.
• هل سيبقى لدواوين الشعر الورقية مستقبل في ظل هذا التطور؟
- الدواويين الورقية انتهت إلى الأبد ولا مستقبل لها في ظل الإنترنت وما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي.
• لماذا لايوجد في الكويت مهرجان للسينما؟
- تم إقرار مهرجان من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون وسيكون في شهر أكتوبر المقبل، واختير وزير الإعلام السابق محمد السنعوسي ليضع له رؤية، وتم اعتماد ميزانية من قبل وزارة المالية، ومخاطبة شركة السينما وسندعم ونشارك في هذا المهرجان وسيكون الأخ هشام الغانم ضمن اللجنة العليا للمهرجان. وأعتقد أن دعم الدولة مهم جداً، لأن خطط إقامة مهرجانات للسينما في الكويت فشلت خلال السنوات الماضية لعدم وجود دعم، ونحن الدولة الوحيدة في المنطقة التي قدمت 10 أفلام طويلة في وقت لم تكن أي دولة خليجية قدمت أفلاماً للسينما، لذلك الكويت تستحق أن تكون في الريادة ونحن جميعاً نعمل من أجل ذلك سواء في شركة السينما أم حتى من قبل المجلس الوطني.
• كيف تنظر إلى وجود شركة للسينما منافسة في الكويت؟
- أنا فخور بأن يكون لدينا شركة أخرى للسينما في الكويت، ومن الصعب أن تركض في المضمار وحدك من دون منافس وأعتقد أن الجمهور سيكون المستفيد الأول من وجود هذه المنافسة.
• وأين شركة السينما من الإنتاجات المشتركة؟
- نحن في شركة السينما نشارك ونعمل، قد يكون ذلك ليس في الإنتاج، ولكن كثيراً ما نحصل على حقوق توزيع في دول المنطقة ولدينا تعاونات مع الكثير من المنتجين المصريين، والدليل أننا حصلنا على توزيع فيلم «الآنسة مامي» للفنانة ياسمين عبد العزيز وجاءت إلى الكويت في زيارة وعرضنا الكثير من الأفلام بالتزامن مع عرضها في مصر مثل فيلم «على جثتي» وغيرها من الأعمال ولدينا علاقة قوية مع أبناء السبكي وهناك مشاريع كبيرة آتية.
• ما الجديد في دور العرض خلال الفترة المقبلة؟
- الجديد هو أننا اصبحنا على المستوى العالمي والعربي نعرض الأفلام بالتزامن مع بلد المنشأ، بما في ذلك أفلام هوليوود. كما أننا نُعدّ من الشركات الرائدة في خدمات الترفيه والعروض السينمائية، وقد ذهل الفنان عادل إمام عندما زار دور العرض لدينا وشاهد التقنيات الموجودة والخدمات التي نقدمها للجمهور.
• لماذا تحرص على مشاهدة كل الأفلام العربية التي تعرض؟
- أعشق الأفلام العربية منذ أن كنت صغيراً، وكنت أحصل على مصروفي وأذهب به كل أسبوع إلى سينما الحمرا القريبة من قصر دسمان.
• هل ستعود سينما السيارات من جديد؟
- كنت متابعاً لهذه السينما، وقبل أن أذهب إليها أشتري «صمون» و«شاورما» وأذهب إليها، لكنها توقفت في جميع أنحاء العالم لأن الجمهور يحبّ أن يجلس مستريحاً في قاعة السينما، خصوصاً مع انتشار سينما المولات، ونحن قمنا بهدمها وكان آخر يوم للدخول إليها مجاناً حين عرض فيلم «اللمبي» للفنان محمد سعد.
• هل سنشاهد أفلاماً كويتية جديدة خلال هذا العام؟
- الفنان محمد المنصور قال إن هناك تجربة سينمائية جديدة لمؤلف «بس يا بحر»، أتمنى أن ترى النور، لكن هناك تجربة آتية لطارق العلي ولعبد العزيز المسلم الذي سيقدم ثلاثة أفلام خلال المرحلة المقبلة، ولدي تعاون مع الاثنين في هذه الأفلام.
• ما طموحاتك؟
- أصبحت سكرتير أول في وزارة الخارجية، وأطمح إلى أن أمثل بلدي كسفير في إحدى الدول العربية.
• ألا تطمح إلى منصب الوزير؟
- لا، لأنني أحب أن أكون في المطبخ، ومنصب وزير هو منصب سياسي، لكن منصب السفير هو واجهة البلد.
• وهل تجد ازدواجية بين الشعر والديبلوماسية؟
- لا، أنا ديبلوماسي بحكم دراستي في العلوم السياسية بجامعة الكويت وتخرخت بتقدير امتياز، أما الشعر فهو موهبة وكنت متفوقاً في اللغة العربية أثناء الدراسة، خصوصا في مادة النصوص، وأنا «ماسك العصا من المنتصف» في الشعر والديبلوماسية.
• هل فكرت بافتتاح قناة فضائية؟
- لست متفرغاً ولا أرغب في افتتاح قناة.
• كيف تنظر إلى برامج تلفزيون الكويت؟
- تلفزيون الكويت بدأ التطوير بشكل كبير، وهناك مجموعة كبيرة تعمل فيه، والدليل هذه البرامج المنوّعة التي نشاهدها الآن، ونشكر الشيخ سلمان الحمود لأنه يعمل بكل جهد لعودة هذا الجهاز إلى الريادة.
• لماذا تذيل كل كتاباتك بـ «لاجئ عاطفي»؟
- دائماً أقول أنا «لاجئ عاطفي» وفي قلوب الناس أجد راحتي، فمنذ بداية كتاباتي في الصحافة وأنا أردد ذلك.
• وكيف تكتب في كل هذه المطبوعات؟
- كل يوم أحد أجلس مع نفسي لأضع الأفكار وأكتب وأنتهي منها في اليوم نفسه، وأنا أكتب في مجلة «الجرس» اللبنانية و«كل الناس» المصرية و«الأسرة» الإماراتية وغيرها.< p>