أمراض الشتاء «11» / البرودة تعمل على تقلص العضلات الناعمة في جدران الكلى والحالب فتصاب بالمغص

مشاكل البروستاتا وسلس البول تزداد حدة في الشتاء

1 يناير 1970 02:44 م
 | إعداد - أحمد سامح |

برودة طقس الشتاء تولد امراضا اكثر حدة واشد اعراضا في مثل هذا الوقت من كل عام، وتتأثر اجهزة الجسم كلها بالبرودة فتكثر امراض الجهاز التنفسي من نزلات شعبية والتهابات رئوية ذات حدة وامراض الروماتيزم من آلام تصيب المفاصل والعضلات والاوتار.

اما الجلد فكانت معاناة الكثير منه واضحة بسبب انخفاض درجات الحرارة وانخفاض نسبة الرطوبة فعانى الكثيرون من الحكة الشديدة وتشقق الجلد ونضوب البشرة وارتيكريا البرد التي اصابت الكثير هذا الشتاء.

ولقد عانى الكثيرون من التهابات الاحبال الصوتية والحنجرة وبحة الصوت واحتباسه خصوصا فئات المؤذنين والخطباء والمدرسين والمذيعين والمطربين الذين يهمهم سلامة الصوت.

والحالة النفسية للكثيرين اضطربت واصابهم الحزن والكآبة الشتوية الموسمية بفعل طقس الشتاء من غيوم في السماء وعتمة في المساء وقصر ساعات النهار وساعات الليل الطويلة في الشتاء، وتأتي البرودة فتسوء حالة مرضى القلب والشرايين الذين قد يرتفع ضغطهم ويزداد وزنهم او تتقلص جدران الشرايين التاجية فيصابون بالازمات القلبية والذبحة الصدرية.

والبرودة الشديدة تسبب المتاعب لمرضى الكلى وتزداد نوبات المغص الكلوى عند التعرض لتيارات الهواء الباردة.

ويؤكد هذا ويدعم الحقيقة الطبية بان البرد عدو الكلى، وتزداد معاناة تضخم البروستاتا التي تصيب 80 في المئة من الرجال بعد سن الاربعين.

وتزداد كثرة التبول اثناء الليل في ايام البرد فيتوهم الكثيرون انهم اصيبوا بمرض السكري ولكن السبب في ذلك هو تأثير البرودة على اعصاب المثانة التي تتحكم في حركتها وافراغها.

ويعاني كثر من النساء بفعل برودة الشتاء من سلس البول الاجهادي وهي نسبة كبيرة من النساء تصل الى اكثر من 10 ملايين امرأة في الولايات المتحدة الاميركية لكن كثيرا من النساء يخجلن من الافصاح عن شكواهن وتسبب لهن كثيرا من الاحراج.

طقس الشتاء له تأثير كبير على الكلى والمسالك البولية وهناك قاعدة شهيرة طبية تقول ان البرد عدو الكلى فالبرودة تسبب المغص الكلوي وكثرة التبول وزيادة حجم البول وتزداد متاعب تضخم البروستاتا كما تزداد معاناة سلس البول في الشتاء.

كثرة التبول في الشتاء

يكثر التبول في الشتاء لان برودة الطقس تقلل من فقد الجسم للسوائل والاملاح المعدنية مع قلة التعرق فيزداد حجم البول ويفتح لونه حتى يصبح لونه شفافاً كالماء، عكس ما يحدث في طقس الصيف الحار الرطب والتعرق الغزير فيقل حجم البول ويزداد لونه اصفراراً.

والبرودة تعمل على تقلص العضلات الناعمة في جدران المثانة فتنقبض بكثرة محدثة كثرة التبول في فصل الشتاء.

التعرض للبرودة

والمغص الكلوي

المغص هو ألم حاد في البطن ذو طبيعة تشنجية ينجم عن تقلصات العضلات الناعمة او اللينة اللاارادية في جدار عضو أجوف يتعرض للتوتر والانقباض والتشنج والمغص الكلوي قد يكون سبب الاصابة به وجود حصوات بالكلى او الحالب او التهاب مجرى البول او التعرض لتيارات هواء بارد فيحدث تقلص العضلات الناعمة في جدار حوض الكلى والحالب.

وينتشر المغص الى اسفل الى جهة الخصية التي تعاني والكلى او الحالب من وجود حصوات في نفس الجهة وقد يصاحبه قيء وصعوبة في التبول.

سلس البول في النساء

الى وقت قريب كان كثير من النساء يخجلن من الافصاح عن المشكلات التي يعانين منها والتي نسميها بمرض «سلس البول» والتي يبلغ عدد المصابات به في الولايات المتحدة الاميركية نحو عشرة ملايين امرأة.

وتصاب النساء بسلس البول الاجهادي الذي يعني عدم التحكم في البول اما بصورة مستمرة وإما عند زيادة الضغط في البطن كما في حالات الضحك والسعال والعطس او بذل اي مجهود او عند التعرض للبرودة الشديدة.

والسبب قد يكون في المثانة كحالات «المثانة غير المستقرة» عندما يكون حجمها صغيراً او عدم القدرة على التفريغ الكامل وقد يكون بسبب ضعف العضلة القابضة لقناة مجرى البول.

كذلك يساهم تعدد مرات الحمل واستئصال الرحم والتقدم في العمر عند بعض النساء في الاصابة بسلس البول.

ويكون العلاج بتقوية عضلات الحوض عن طريق تمرينات علاجية والعلاج بالهرمونات لتقوية الغشاء المخاطي المبطن لقناة مجرى البول والمهبل.

كذلك العلاج بالعقاقير المقوية للعضلة القابضة او الارتخاء لعضلة المثانة ذاتها.

واذا فشلت هذه العلاجات يكون التدخل الجراحي لعمليات رفع المثانة ونتائجها ناجحة لاكثر من 95 في المئة وتجرى عمليات اخرى باستخدام المنظار الجراحي.

تزداد معاناة تضخم البروستاتا

كلما تقدم العمر في الرجال يزداد احتمال تضخم البروستاتا لديهم وهي حالة، طبيعية شائعة الحدوث مع تقدم السن وتصيب الرجال بنسبة 80 في المئة بعد سن الاربعين عادة، ويحدث التضخم في الفص الاوسط الذي يقع حول مجرى البول الخلفي ويؤدي زيادة حجم ووزن البروستاتا الى الضغط على الانسجة ومنها مجرى البول فتعيق اندفاع البول او ضيق مجراه لدرجة الانسداد وذلك بدرجات متفاوتة.

وقد تكون شكوى المريض من اعراض انسدادية تكــــثر فــــي ايام البرد في الشــــتاء وتـــزداد الاعــــراض حدة ومنها ما يلي:

• صعوبة بدء التبول وضعف تيار البول.

• الاحساس بعدم التفريغ الكامل للمثانة لزيادة كمية البول المتبقي داخل المثانة.

• التنقيط بعد الانتهاء من التبول مع تكرار مرات التبول اثناء الليل ولكن بكميات قليلة.

• كما تحدث الرغبة في التبول بشكل ملح واضطراري وقد يسبق التبول نزول قطرات البول بشكل لا ارادي.

هذه الاعراض تسمى اعراضاً تهيجية نتيجة تأثير التضخم على المستقبلات العصبية التي توجد في البروستاتا وتسمى منبهات «ألفا».

والتعرض للبرد الشديد يؤثر في الاعصاب التي تغذي غدة البروستاتا وتتأثر كذلك الاعصاب التي تتحكم في عمل الألياف العضلية التي توجد في نسيج البروستاتا «منبهات ألفا» وتعمل على تقلصها وتشنجها وانقباضها ما يزيد من معاناة مرضى التضخم في البروستاتا عند التعرض للبرد في الشتاء.

تضخم البروستاتا

لا يسبب الضعف الجنسي

تضخم البروستاتا لا يحدث ضعفاً جنسياً كما يعتقد الكثير من الرجال ولكن تكرار حدوث التهاب البروستاتا وانتشار الالتهاب الى الحويصلة المنوية يؤدي الى الاصابة بسرعة القذف، لذا يجب علاج التهاب البروستاتا بسرعة وبفاعلية وعدم السماح للالتهاب الحاد ان يتحول الى التهاب مزمن او متكرر، وكذلك حدوث ضيق في مجرى البول من اسباب الاصابة بالضعف الجنسي وهذا ما لا يدركه الكثيرون.

كما ان استخدام بعض الادوية التي تستخدم في علاج تضخم البروستاتا يؤدي الى حدوث الضعف الجنسي، كذلك العلاج بأدوية معينة لامراض اخرى في اجهزة عديدة من الجسم من تأثيراتها الجانبية الاصابة بالارتخاء الجنسي.





وظيفة غدة البروستاتا  ذات الأهمية القصوى



غدة البروستاتا موجودة في الرجال فقط وتعتبر من اكبر الغدد التناسلية في الذكور وتعتمد هذه الغدة في نموها الطبيعي على وجود هرمونات الذكورة التي تفرز من الخصية والغدة فوق الكلية.

تشريح غدة البروستاتا

وهي غدة صغيرة ذات نسيج اسفنجي تقع في مكان دفين داخل التجويف الحوضي وهي صغيرة جداً في مرحلة الطفولة وسرعان ما يكتمل نموها عند اكتمال البلوغ وطولها 3.5 سم وعرضها 4.5 سم وسمكها 2.5 سم، وتستقر البروستاتا في تجويف الحوض، حيث تكون قاعدتها الى اعلى وقمتها الى اسفل وتقع القناة الشرجية «المستقيم» خلفها مباشرة.

وعلى ذلك فإن قناة مجرى البول التي تبدأ من المثانة لابد لها ان تشق طريقها الى الخارج عن طريق البروستاتا «اشبه بحبة السبحة التي تحيط بالخيط الذي يمر بداخلها».

وهذا يؤدي الى ان تنقسم البروستاتا الى 4 فصوص تفاحية الشكل، فص امامي صغير وفصان كبيران جانبيان والفص الخلفي يكون ملاصقاً للشرج.

وعلى هذا الاساس يمكننا فحص البروستاتا اكلينيكياً بكل سهولة ويسر عن طريق فتحة الشرج باتخاذ المريض وضع الانحناء، وكذلك يمكن فحص الفص الامامي عن طريق منظار المثانة.

وتخترق قنوات الحويصلات المنوية غدة البروستاتا من الجانبين لتصب افرازاتها في قناة مجرى البول الخلفية عند نزول المني.