الضحية مبارك العدواني ابن الـ 18 ربيعا وصل الإمارات قبل أسبوعين للدراسة في كلية الاتصالات
جريمة كويتية هزّت... الشارقة
1 يناير 1970
10:43 م
| كتب عزيز العنزي وعلي الفضلي ومحمد نزال |
لماذا قُتل الطالب مبارك مشعل مبارك العدواني على يد زميليه في الشارقة؟
ابن الـ18 ربيعا، الذي بدأ مسيرة حياته الجامعية منذ ما يقرب الأسبوعين، ولم يقيّض له ان يواصلها، فسقط صريع التعذيب، هزّ مشاعر الكويتيين على مقتله، وهم يستقبلون بالفرح الأعياد الوطنية، وتحوّل مصرعه من قضية إنسانية الى شباك السياسة، حيث طلب غير نائب سابق الحكومة بضرورة متابعة القضية بكل شفافية «وإلا سنفضح جميع المتآمرين إن صدقت المعلومات التي لدينا» وفق ما اعلن نائب مجلس 2012 المبطل بدر الداهوم.
أما الجانيان، وهما الشيخ (ي.ص) و(ه.خ) زميلا الضحية في الدراسة والسكن، فقد اعترفا بجريمتهما بضرب المجني عليه ما أدى به إلى الموت، وأن ضربه وتعذيبه استمرا لمدة ثلاثة أيام متواصلة (والسبب مجهول)، ووثقا الجريمة بتسجيلها بالفيديو، فيما توصلت التحقيقات مع الجانيين الى وجود طرف ثالث في القضية جار البحث عنه.
الطالب المستجد الضحية من مواليد العام 1995 قدم الى الإمارات، وتحديدا إلى جامعة الشارقة منذ أسبوعين مع زميليه لطلب العلم، وهو يدرس في كلية الاتصالات، واتجهت أصابع الاتهام في مقتله من البداية ناحية الزميلين اللذين كانا رفيقيه في الجامعة والسكن، قبل أن يقرا بجريمتهما الموثقة على الفيديو، نظرا للتضارب في أقوالهما ووجود آثار دم على رداء أحدهما.
تفاصيل الجريمة التي وقعت أمس رواها لـ«الراي» المحامي فايز الظفيري الذي تلقى اتصالا هاتفيا من اتحاد طلبة الكويت في الإمارات الخامسة من مساء أول من امس أبلغ خلاله بالجريمة التي حصلت، وانطلق إثر ذلك الى مخفر الغرب في الشارقة وباشر متابعة قضية مقتل الطالب، حيث أوضح الظفيري انه بعد حضور المجني عليه مبارك مشعل العدواني في ساعة مبكرة إلى جامعة الشارقة لوحظ عليه من قبل زملائه آثار ضرب مبرح في أماكن متفرقة من جسده، وبعد انتهائه من المحاضرات خرج متوجهاً إلى سكنه، وفي طريقه سقط أرضاً وعندما تم إسعافه إلى المستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة نزيف داخلي بسبب التعذيب.
وأشار الظفيري إلى أنه تبين بعد نقل الطالب إلى المستشفى أنه تعرض للتعذيب في أماكن متفرقة من جسده ما أدى إلى وفاته، حيث تبين تعرضه الى رضوض وكسور وحرق أسفل القدمين، وبعد تحري رجال الأمن تبين لهم بأن من قام بتعذيبه اثنان من زملائه في الجامعة وتم القبض عليهما واحتجازهما وتحويل الجثة إلى الطب الشرعي لتزويد النيابة العامة بتقرير عن حالة المجني عليه.
وأضاف الظفيري أن المتهمين عُرضا للتحقيق معهما على إثر هذه الجريمة «البشعة»، مضيفا أن هناك شهود عيان قالوا في افاداتهم بأنهم كانوا متأكدين من وجود عملية تعذيب تتم في الشقة التي تخص المتهم، ولم يكن المجني عليه يكشف ماذا يحصل له في داخلها.
وقال الظفيري أنه كان هناك تناقض واضح في افادات المتهمين، حيث حاول كل منهما إلقاء التهمة على الآخر.
وقال الملحق الثقافي صالح ياسين إنه تلقى مكالمة من اتحاد الطلبة أبلغ خلالها بالواقعة، وان شريك المتوفى في السكن قام بتوصيل المجني عليه الى المستشفى، مؤكدا بأنه لاتزال المعلومات الدقيقة حول القضية داخل اروقة النيابة العامة في دولة الامارات العربية المتحدة.
من جهته، أوضح رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع - الامارات حمد العوضي لـ«الراي» انه «ما أن وصل الينا نبأ مقتل الطالب الكويتي حتى قمنا بمتابعة الموضوع مع الجهات المختصة، فتوجهنا الى مخفر الغرب بالشارقة حث يجرى التحقيق مع الطالبين (زميلي الطالب المقتول) واللذين تحوم حولهما الشبهات في هذه القضية، نظرا لأقوالهما المتضاربة، واكتشاف وجود آثار دم على دشداشة احدهما، وقد أحيلا الى النيابة».
بدوره، عبر القنصل العام للقنصلية العامة للكويت في دبي والإمارات الشمالية طارق الحمد عن أسفه لوفاة الطالب الكويتي، مؤكدا «نحن بانتظار التحقيق مع الجهات المختصة».
وقال الحمد لـ«الراي»: «كان هناك ممثل عن القنصلية الكويتية في الإمارات متواجدا في المستشفى والمخفر لمتابعة الموضوع»
وأصدرت قائمة التكاتف الوطني التي تخوض انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت - فرع الإمارات بيانا حول ما حدث تقدمت فيه «بأحر التعازي لذوي المغفور له بإذن الله تعالى الطالب مبارك مشعل مبارك، ونسأل الله له الرحمة والمغفرة ولأهله الصبر والسلوان والثبات، وإنا لله وإنا إليه راجعون».
بدوره، أعلن النادي الثقافي الكويتي في جامعة الشارقة إلغاء الاحتفال الذي كان مقررا إقامته أمس بسبب وفاة الطالب العدواني.
وطالب النائب السابق الدكتور وليد الطبطبائي وزارة الخارجية الكويتية بإرسال وفد أمني وقانوني الى الإمارات بأسرع وقت لمعرفة ملابسات مقتل الطالب العدواني وأسباب وظروف قتله.
وقدَّم النائب خالد الشليمي تعازيه لأسرة الطالب المتوفى، مطالباً وزارة الخارجية بمتابعة ومعرفة ملابسات وأسباب وفاته وما إذا كانت هناك شبهة جنائية من عدمه.
وطالب النائب في مجلس 2012 المبطل بدر الداهوم بالكشف عن من قتل الطالب الكويتي في الامارات و محاسبته، «وإلا سنفضح جميع المتآمرين إن صدقت المعلومات التي لدينا»، متسائلا: «أين الملحق الثقافي عما حدث؟»، داعيا السفارة الكويتية الى إصدار بيان لتوضيح ملابسات الواقعة.
كما دعا النائب السابق فلاح الصواغ وزارة الخارجية الكويتية الى متابعة ومعرفة اسباب مقتل الطالب العدواني وتوضيح حقيقة الامر.