محمد صالح السبتي / واضح / «ولا عسانا ما نكون»!!
1 يناير 1970
12:17 م
| محمد صالح السبتي |
«اما نكون اللي نبي ولا عسانا مانكون» هذه العبارة التي يرددها شباب الحراك في الكويت عبارة لا تصلح للحياة السياسية ابدا، بل هي لا تصلح للحياة مطلقا بكل جوانبها.. وهي عبارة تعيد الشخص لقوانين الغاب القديمة ولطبيعة حياة اجدادنا في البراري يوم لم يكن هناك من يحمي التجمعات الصغيرة الا العنف والفوضى التي تمارسها لكي لا يبطش بك احد!!
في الحياة المدنية... والسياسية خاصة ليس لاحد ما ان يقول «اما نكون اللي نبي ولا عسانا مانكون»، ليس لك ان تفرض رأيك على غيرك.. لك فقط ان تبدي وجهة نظرك وتدافع عنها بكل قوة وبحدود القانون... نكون... كلنا... لا بعضنا... انتم... ونحن... وهم... ليس لاحد من هؤلاء ان يمارس الفوضى ضد الاخرين... «اما نكون « عبارة تختزل المجتمع في مجموعة تريد ان تكون كل المجتمع.. ان تلغي الاخرين من حساباتها تماما... ثم على فرض ان هذه المجموعة لم تستطع الوصول لاهدافها... هل يعني هذا انها «لن تكون»!! ستنعدم؟؟ سيزول وجودها في المجتمع؟؟ لا قطعا نحن لا نرضى هذا... لا نرضى ان تزول فئة من المجتمع وتحكم على نفسها بأنها «لن تكون».
في الحياة السياسية والاجتماعية ليس لاحد ان يستأثر بالحديث عن المجتمع كله... ليس له ان يفرض قناعاته على الباقي... والسياسة فن الممكن، ما استطعت ان تحققه فهو نجاح، وما لم تستطع تحقيقه لا يعني نهاية العالم بل يعني شيئاً واحدا، ان تحاول بطرق اخرى وتتقبل النتائج حتى لو لم تكن ترضيك... اما ان تحكم على نفسك بأنك « لن تكون» فهذا غير مقبول في الحياة المدنية ابدا!!
للأسف كلنا اليوم... اقول كلنا وليس فريقا واحدا منا نستخدم مثل هذه العبارات او غيرها والتي تدل على العنف اللفظي، ولا ندري ان هذا العنف اللفظي لا محالة سوف يتطور الى عنف اكبر منه قد يكون عمليا او يدويا او غيره من انواع العنف.. انا هنا لا الوم فئة وابرئ أخرى، نحن جميعا بحاجة الى ترك العنف في الالفاظ حفاظا على امننا جميعا.
تأتي خطورة هذه العبارة والمنهج من ناحيتين... الرغبة في فرض الرأي على الباقي بالقوة... والحكم بعدم وجود خيار اخر لنا ولهم!!! هذا هو الانتحار السياسي بعينه... لو كل فئة او طائفة اقتنعت بهذا الشعار وصاحت به في المجتمع لما كان لأي مجتمع وجود اليوم!!
... ليس لاحد في المجتمع ان يفرض رأيه بالقوة على باقيه.
بعيدا عن اسباب الخلاف السياسي في الكويت اليوم ونتائجه الا ان انتهاج هذا المنهج الذي يعتمد العنف وفرض الاراء بالقوة هو اخطر بكثير من خلافنا السياسي ونتائجه... وسوف يجني المجتمع اثار هذا العنف ويلات مدمرة قد تهدد وجوده.
lawyermodalsbt