عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / طِقّه والعن والديه

1 يناير 1970 05:46 ص
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

شاهدت مقاطع من مسيرة كرامة وطن 5 وكم كان مؤلما وغريبا أسلوب تعامل بعض أفراد القوات الخاصة مع المتظاهرين السلميين.

شتائم بالجملة من مثل ( طِقّه وألعن والديه، ألعن أبو هالشوارب، يا حمار، تحتمون بالنسوان يا م...... ) إلى آخرها من العبارات والتي تجعلنا نطالب وزير الداخلية بضرورة إلحاق أمثال هؤلاء بدورة في الأخلاق.

ولم يكتف بعض منتسبي القوات الخاصة بهذه العبارات الجارحة وإنما لجأوا إلى استخدام القوة المفرطة ضد هؤلاء السلميين، ولقد شاهد الكثيرون تجمع ما يقارب العشرة أفراد من القوات الخاصة وضربهم أحد الشباب والذي كان تحت سيطرتهم، لأنه رفض أسلوبهم القمعي وألفاظهم المشينة.

من الملاحظ أن الداخلية ومنتسبي القوات الخاصة تزداد شدة العنف لديهم في التعامل مع المسيرات السلمية حادثة بعد أخرى، ولعل هذا الإفراط في استخدام العنف ما هو إلا دليل على ضعف مستخدمه، الذي عجز عن إيقاف خصمه ومنعه من الاستمرار في مطالباته، وهو مؤشر على قوة الحراك الشعبي السلمي.

ونقول ألا يعلم هؤلاء أن العنف يولد العنف، وإن كنا نجد اليوم الكثير من العقلاء والحكماء الذين ينادون بسلمية المسيرات حتى تحقق الحكومة مطالبتهم بإسقاط مرسوم الصوت الواحد وهم يجدون اليوم من يستمع لكلامهم، إلا أننا نخشى ألا يجد هؤلاء من يستجيب لدعواتهم مستقبلا في حال لا سمح الله أدى الأسلوب القمعي للقوات الخاصة لوفاة متظاهر أو تسبب في عاهة مستديمة له، لذلك نقول الحكمة الحكمة، وقد آن الأوان لنزع الفتيل قبل أن يشتعل البلد فنصطلي جميعا بناره.

من غرائب الأحداث التي واكبت المسيرة الأخيرة هي ما تحدث به أحد سكان منطقة قرطبة عبر حسابه في «تويتر» عن قيامه بتقييد أحد الشباب الذين دخلوا منزله للنجاة من بطش القوات الخاصة وتسليمه بعد ذلك للداخلية، وهو فعل يدل على فقد بعض الناس للمروءة والشهامة، وما هذه بأخلاق الكرام!!!

قد نتفهم معارضة البعض للمسيرات وهذا رأيه، ولكن الذي لا نقبله محاولة البعض تأثيم من يخرجون في هذه المسيرات وجعلهم عصاة، مع أن هذه القضية خلافية، وللعلماء فيها أقوال ومنها الجواز، وأنها وسيلة من الوسائل المشروعة للمطالبة في الحقوق إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم المشروعة، وخاصة إذا التزمت بسلميتها، وغلب الظن على منظميها أنه لن يصاحبها أي أعمال تخرجها عن هدفها.

والأمر الآخر الذي لا نقبله هو الطعن في ولاء المشاركين في المسيرات، وأنهم مدعومون من أطراف وقوى خارجية، وأن بعض المشاركين جنسياتهم من بلدان مجاورة، ويكفي لدفع بطلان هذا الادعاء أن الداخلية لم تقبض ولو لمرة واحدة على شخص واحد غير كويتي برغم تكرر المسيرات، فهل يكف أصحاب هذه الادعاءات عن كذبهم وافترائهم؟

كم هو مؤلم ومحزن لجوء البعض إلى الطعن في شرف وأعراض المشاركات من الأخوات الفاضلات في المسيرات، والعجيب استنكار البعض لاختلاطهن بالرجال في الوقت الذي لا يمانع فيه من اختلاط زوجته وقريباته للرجال في الحفلات والمناسبات؟ وما هذا الطعن إلا دليل على فقدان البعض لشرف الخصومة.

من دليل تعسف القوات الخاصة والداخلية هي اعتقالها واحتجازها ولأول مرة لنائبين سابقين فاضلين هما الدكتور حمد المطر والأستاذ أسامة الشاهين لمشاركتهما في مسيرة سلمية، وهو تكرار لسياسة الإساءة والامتهان لكرامة بعض الرموز المعتبرة في البلد، إننا لا نقبل امتهان كرامة أي رمز بل أي فرد في المجتمع، وهذا أمر كنا نتمنى أن تسعى الحكومة لتحقيقه، ولكن للأسف أن الواقع يشهد عكس ذلك.

رسالة

(أنا كويتي وما انكسر ) صرخة واجه بها الشاب من عائلة الرجيب القوات الخاصة أثناء اعتقاله، وهو ما يدفعنا أن نقول للحكومة مجددا أن استخدام العنف لن يكسر إرادة الشعب ولن يوقف مطالباته ولنا في دول الربيع العربي خير عبرة، فابحثوا لكم عن حل آخر. 



Twitter : @abduaziz2002