عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / الغالبية وجريمة الأفنيوز
1 يناير 1970
05:56 ص
| عبدالعزيز صباح الفضلي |
نترحم على الشاب الدكتور جابر سمير، والذي انتقل إلى رحمة الله بعد تلقيه طعنات خلال مشاجرة وقعت مع مجموعة من الشباب في مجمع الأفنيوز، ونسأل الله تعالى أن يلهم أهله الصبر والسلوان.
هذه الجريمة البشعة التي هزت مشاعر الناس، وأدمت القلوب نحتاج معها إلى وقفات:
- للأسف أصبح هناك تساهل في التعدي على الدماء والأرواح، والله تعالى يقول: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)، وفي الحديث الشريف: (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصِب دما حراما).
- هذه الجريمة ليست الأولى فأنا شخصيا أعرف حادثتين سابقين وقعتا في المجمع نفسه واستخدمت فيها الأسلحة البيضاء، فنحتاج للوقوف على أسباب تكرار مثل هذه الحوادث والجرأة على إزهاق أرواح الناس من دون خوف أو وجل، ولعل من أهم الأسباب كثرة مشاهدة مناظر العنف في وسائل الإعلام، ناهيك عن كثرة نشر أخبار الجرائم في الصحف والمجلات، والتي بتكرار ذكرها توحي بأن الجرائم لم تعد فردية وإنما سلوك عام.
عدم تطبيق القانون، أو المزاجية في تطبيقه، بحيث يعاقب الضعيف ويترك من وراءه سنداً وظهراً، وكم لاحظنا تدخل بعض أصحاب النفوذ ضد تطبيق القانون على بعض المقربين لهم (مقتل الميموني) كمثال.
إهمال التنشئة الصالحة منذ الصغر، وتربية الابن على العنف والعدوانية، ومشاهدته للعنف الأسري لها أثر كبير في تكوين الشخصية العدوانية.
للأصدقاء أثرهم الكبير في سلوك الأقران فالمرء على دين خليله، ولذلك يسعى البعض إلى التقليد والمحاكاة، وأحيانا لممارسة السلوك العدواني نفسه حتى يحافظ على وجوده داخل هذه المجموعة.
- إن معالجة مشكلة العنف تحتاج إلى عمل جماعي تشارك فيه المؤسسات الرسمية والشعبية، سواء في التوجيه والإرشاد أو باستخدام القانون وتفعيل الأجهزة الأمنية لمنع تكرار هذه الجرائم.
نتساءل عن دور وزارة الداخلية والتي ينتشر رجالها لقمع المسيرات السلمية عن اختفائهم من التواجد في الأماكن التي تكثر فيها التجمعات الشبابية ومنها المجمعات التجارية والأسواق.
ونتساءل عن مدى الدور الذي تقوم به وزارة التربية في غرس قيم التسامح ونبذ العنف وهل يتم تفعيلها واقعيا في الميدان، أم يتم الاكتفاء بتدوينها على الورق فقط؟
وزارة الأوقاف والتي يناط بها توجيه المجتمع لأفضل السلوكيات والتحذير من سيئها أين موقعها من هذا العنف؟ وهل لها جهود في المجتمع أم انها توقفت عند ما يُلقى من دروس في المساجد وخطب الجمعة؟
مؤسسات النفع العام الإسلامية منها وغير الإسلامية بلجانها الرجالية والنسائية، هل ضمنت خططها معالجة مثل هذه الظواهر السلبية، أم ان بعضها ليس له دور سوى التنظير الفكري وعقد اللقاءات والتلميع الإعلامي فقط؟
وأتساءل عن دور هيئة الشباب والرياضة وما هي وسائلها في توجيه الشباب نحو السلوكيات الإيجابية، وهل هيّأت للشباب أجواء مناسبة لاستيعاب وتفريغ طاقاتهم وحرصت على جذبهم إليها، بدلا من التجمعات الشبابية التي لا فائدة منها.
إن كل قطرة دم تنزف هي غالية علينا جميعا ونتألم لها، ولذلك كان على الجميع كل بحسب موقعه أن يسعى لحقنها، متذكرين حقيقة أن كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.
تساؤل
أتعجب من خصوم تيار الغالبية المعارض، من بعض السياسيين والإعلاميين والمتديّنين والذين لم يجدوا شيئا يجعلونه شمّاعة لازدياد مظاهر العنف سوى المسيرات السلمية، والخطاب الإصلاحي القوي لنواب الغالبية.
واستغرب من هذا الفجور في الخصومة والذي جعلهم يتغافلون عن العنف الذي يستخدمه رجال القوات الخاصة ضد المسيرات السلمية، ويتناسون التقصير الحكومي في معالجة الظاهرة، كل ذلك من أجل تشويه صورة المعارضة، ونقول لهؤلاء اتقوا الله في أنفسكم، وتذكروا قول الله تعالى (ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألّا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).
Twitter : @abdulaziz2002
Alfadli-a@hotmail.com
< p>