د. فهيد البصيري / حديث الأيام / ... ولكنها يا جماعة تدور!
1 يناير 1970
08:54 م
| د. فهيد البصيري |
في عام 1616 تقريبا - لم أكن موجودا حينها - قام العالم الإيطالي العظيم (جاليليو) بطرح نظرياته الجديدة حول الكون، وقال للعالم: «إن الأرض تدور وليست ثابتة، عندها اهتز العالم المسيحي من أقصاه إلى أدناه، واستنفرت الكنيسة قساوستها وأساقفتها، وبكى البابا حرقة من هذا الكفر البواح، فمعنى كلام الأخ «جاليليو» أن الارض ليست ثابتة، وليست مركزا للكون كما جاء في الكتاب المقدس، في المزمور 104 الآية 5 لقد كذَّب الكتاب المقدس.
حوكم جاليليو على اكتشافه الفظيع، وبعد (السيم والجيم) والترعيب والترغيب تراجع عن كلامه، فسمحت له الكنيسة بالخروج، شريطة أن يعتزل البحث حتى لا يأتي بمصيبة جديدة، وبعد أن ابتعد عن المحكمة التفت على الخفراء الذين برفقته وقال: «ولكنها يا جماعة تدور!»، وبالطبع لم يرد عليه الخفراء (وأخذوه على قد عقله!).
منع جاليليو من البحث وسحبت كل كتبه وسجن في بيته حتى وفاته، ولكن الأيام تدور، وأثبتت أن الأرض بالفعل تدور والشمس تدور والكون يدور، وحتى (ابن ادم) يلف ويدور ومن حبه الشديد لـ «اللف والدوران» اخترع الإنسان لنفسه عددا من الألعاب وعلى قاعدة ( لف ودور).
من أجل ذلك وجب علينا ألا نستكثر على الحكومة في الكويت أنها ما زالت تلف وتدور، فلا شيء في الكويت ثابت والدنيا من حولها كلها تدور ومن الطبيعي أن يحاول مجلس الأمة الجديد أن يلف مع الحكومة ويدور. والشعب كله يرى ما يجري ويدور، ولكنه لن يدور... فالشعوب لا تعرف كيف تلف وتلفق وتدور.
fheadpost@gmail.com