مساعد جبريل انتقل إلى بيروت ويعمل على إعادة انتشار عناصر «القيادة العامة» في المخيمات

لبنان «يختنق» بموجات النازحين الفلسطينيين من اليرموك

1 يناير 1970 07:00 م
| بيروت - «الراي» |

... مأساة النازحين الفلسطينيين من سورية، تنذر بان «تنفجر» كارثةً في بيروت وسط «زحف» سكان مخيم اليرموك والمناطق المحيطة الى لبنان الذي «دق النفير» بإزاء الواقع الجديد الذي تفرضه «أفواج» النازحين والتحديات «اللوجستية» التي تترتّب على تأمين مستلزمات البقاء لهم، الى جانب المفاعيل السياسية لهذا الملف الذي بدأ يدخل على خط الصراع المفتوح بين قوى 8 و14 آذار المنقسميْن حيال الأزمة السورية و... كل شيء.

وفيما كانت بيروت تنتظر امس ما ستقرّه الامم المتحدة في اجتماع جنيف للدول المانحة بالنسبة الى تمويل أعباء اغاثة النازحين كي يحصل لبنان على جزء منه، بدا ان الحاجة التي حُددت بـ 300 مليون دولار للقيام بأعباء النازحين وُضعت في سباق على الارض مع الارتفاع المضطرد اليومي في اعداد هؤلاء الذين تشير بعض الأرقام الى انه بلغ في الايام الاربعة الاخيرة اكثر من 5 آلاف شخص (فلسطيني وسوري) في حين تحدث البعض عن عبور 4800 عائلة غالبيتهم من الفلسطينيين، ليتمّ الداول في جلسة مجلس الوزراء اللبناني امس برقم ألف شخص عبروا في آخر 24 ساعة فقط، وهو ما عزّزته الصور عند نقطة المصنع الحدودية الذي شهد زحمة خانقة لعشرات الحافلات والسيارات التي تنقل فلسطينيين.

وفي حين بدأت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تضيق بـ «النازحين الجدد» ما يحوّلها «قنابل موقتة» اجتماعياً وصحياً، ثمة مَن ذهب في بيروت الى وصف موجة النزوح الى لبنان هذه الايام بانها الرابعة بعد عاميْ 1948 و1967 (من فلسطين) ثم 1970 ( من الاردن)، ما جعل «اللاجئين المهجرين» يجرجرون وراءهم مأساة مفتوحة منذ نحو 65 عاماً وجاءت الازمة السورية بمثابة «وضع الملح على جرحها».

وفيما اشارت تقارير الى ان النازحين الفلسطينيين يتوجّهون الى البقاعين الغربي والاوسط ومخيم الجليل في البقاع ومخيم البداوي في الشمال اضافة الى مخيمات عين الحلوة (صيدا) وبرج البراجنة وشاتيلا (بيروت) والرشيدية (صور)، ابدت اوساط سياسية مخاوف من تبعات أمنية على مستوى المخيمات في لبنان التي يبلغ عددها 12 (رسمياً) والتي تحتضن اكثر من 280 الف لاجىء فلسطيني مقيم من اصل نحو نصف مليون مسجلين في «الأنروا»، ولا سيما ان التباين الفلسطيني بإزاء الازمة السورية الذي عبّر عن نفسه من خلال الانشقاق في صفوف «الجبهة الفلسطينية لتحرير فلسطين» - القيادة العامة في مخيم اليرموك يمكن ان يتمدّد الى لبنان مع ما يطرحه ذلك من مخاوف هائلة.

وما عزّز هذه الخشية، المعلومات التي اكدت ان طلال ناجي مساعد الأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة لتحرير فلسطين احمد جبريل موجود في مخيم برج البراجنة ويعمل على اعادة انتشار عناصر القيادة العامة في المخيمات الفلسطينية في لبنان. وبحسب مصادر متابعة، فان اتصالات ولقاءات فلسطينية ولبنانية تجري ولا سيما في مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة لمنع اي «انزلاقات» وذلك انطلاقاً من دقة الاوضاع السياسية والامنية في ضوء تطورات الحوادث في سورية ووسط تأكيد واجماع على تحييد المخيمات الفلسطينية وعدم الانجرار الى اي فتنة او اقتتال.

وقد ترفقت هذه الاتصالات مع تقارير في بيروت اشارت الى ان غالبية المسؤولين الفلسطينيين من الصف الاول غادروا دمشق نحو لبنان او الاردن او مناطق سورية اكثر امناً، من دون ا تجزم اذا كان احمد جبريل ما زال في العاصمة السورية، وناقلةً ان الامين العام للجبهة الديموقراطية نايف حواتمه غادر الى عمان بينما مسؤول الجبهة الشعبية في الخارج ماهر الطاهر المقيم في دمشق بات موجودا في لبنان.

وفي ضوء ترقُّب موجات نزوح اضافية من مخيم اليرموك لأن المعركة على المخيم مازالت في بدايتها، برزت اصوات في مجلس الوزراءاللبناني امس (الوزير جبران باسيل) دعت الى قفل لبنان حدوده، في حين ارتسمت ملاح تململ من النازحين الفلسطينيين حيال اجراءات الدخول المتبعة اذ طالبوا بمساواتهم بالسوريين من حيث الغاء رسم تأشيرة الدخول وعدم تقييدها بمهلة الاسبوع المتبعة، فيما نُقل عن مصادر الامن العام ان تدبيرا اتخذ قبل نحو ثلاثة أشهر ويعمل به بالاتفاق مع السلطات الفلسطينية والسورية المعنية باعطاء التأشيرات لمدة أسبوع على ان تمدد الاقامة لثلاثة أشهر وتجرى لها تسوية مجانية عند الخروج مراعاة للظروف الانسانية في ظل الاحداث الجارية في سورية.

وكان لافتاً في هذ السياق ما اوردته صحيفة «النهار» من ان الأجهزة الأمنية المعنية بدخول النازحين السوريين والفلسطينيين عبر المرافق البرية ومطار رفيق الحريري، ضبطت في حوزة أعداد منهم جوازات سفر وبطاقات مزورة ووثائق جرى توليفها في المطابع والمؤسسات الأمنية في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة السورية. واستفاد المزوّرون من التقنيات الموجودة لدى الأجهزة الأمنية السورية والتي خلفتها في مكاتبها واستولى عليها أفرقاء المعارضة، وخصوصا في حلب ومناطق أخرى.

وبحسب المعلومات فان «أعدادا كبيرة من النازحين دخلوا لبنان بأسماء مزورة وارتفع عدد هؤلاء مع تدفقهم الى لبنان في الأيام الأخيرة واقدام السلطات في العراق والأردن وتركيا على قفل معابرها في وجه النازحين ما عدا استقبال المرضى والحالات الطارئة».

واستدعت مجمل هذه الوقائع ان يحضر هذا الملف على طاولة مجلس الوزراء اللبناني الذي توقف «امام ازدياد تدفق النازحين من سورية وما يشكله هذا الامر من ضغوط»، مؤكدا «تمسك لبنان بواجباته الاخلاقية والانسانية» وكاشفاً انه «تم الاتفاق على عقد جلسة خاصة لبحث هذا الامر ووضع الاجراءات التي تحد من المخاطر وتؤدي الى تحمل الجميع عربيا ودوليا مسؤولياتهم في هذا الملف».

واعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال الجسلة «أن لبنان يواجه ملف كبير يتعلق بتدفق المزيد من النازحين من سورية الهاربين من الاحداث»، معتبراً «ان ارتفاع الاعداد يستدعي مقاربة جديدة للملف تأخذ في الاعتبار احتمال ارتفع عددهم وطول مدة اقامتهم في لبنان».

وفي هذه الاثناء، اجرى رئيس «كتلة المستقبل» النائب فؤاد السنيورة اتصالا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس عبّر خلاله الاول عن «استنكاره والمه لما يتعرض له الاخوة من الشعب الفلسطيني من اعتداءات في سورية واخرها ما جرى ويجري في مخيم اليرموك وكأن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مآسي في الاراضي المحتلة على ايدي الاحتلال الاسرائيلي لا يكفيهم حتى تأتي الاعتداءات من طرف جيش النظام السوري وشبيحته».

ونقل السنيورة للرئيس الفلسطيني «الموقف التضامني لتيار المستقبل مع الشعب الفلسطيني وذلك إزاء الاهوال التي يتعرض لها الفلسطينيون في فلسطين وفي سورية».





سفير بريطانيا في بيروت

ينفي لجوء المقدسي إلى السفارة



بيروت ـ «الراي»:

نفى السفير البريطاني في بيروت طوم فليتشر عبر صفحته على موقع «تويتر» ان يكون الناطق السابق باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي قد لجأ الى السفارة في لبنان.

ومعلوم انه منذ ان غادر مقدسي دمشق قبل نحو اسبوعين و«اختفائه» تضاربت المعلومات حول مكان وجوده، اذ في حين اعلن عضو القيادة القومية في «البعث السوري» النائب اللبناني عاصم قانصوه قبل ايام ان الناطق السابق باسم الخارجية السورية شوهد بعد تركه دمشق في منطقة برمانا (المتن)، ذكرت تقارير اخرى ان مقدسي يسعى إلى اللجوء السياسي في بلد أجنبي من خلال سفارة البلد الذي سيلجأ إليه في العاصمة اللبنانية، مقابل معلومات عن انه غادر بيروت، التي كانت انتقلت اليها عائلته قبل اكثر من عام، الى لندن او الولايات المتحدة، الأمر الذي لم تُظهره حركة الخروج من مطار رفيق الحريري الدولي.

يذكر ان تقارير لم تتأكد افادت في الأيام الاخيرة ان وزير المصالحة السورية ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في سورية علي حيدر والموجود في العاصمة اللبنانية مكلف من حكومة بلاده بالبحث عن المقدسي.