الأجوبة المفيدة / عن أسئلة العقيدة

1 يناير 1970 04:53 ص
|الدكتور وليد العلي|

زاوية نعرض من خلالها لكل ما يعن لقراء «الراي» الأعزاء من أسئلة تتعلق بالعقيدة الاسلامية، وتحتاج الى توضيح وبيان، يجيب عنها الأستاذ الدكتور وليد محمد عبدالله العلي، امام وخطيب المسجد الكبير، واستاذ العقيدة بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية جامعة الكويت.

وللتواصل أرسلوا بأسئلتكم عبر إيميل الجريدة

(w-alali@hotmail.com) أو فاكس رقم: (24815921)



من كان بالله تعالى أعرف

كان من الله تعالى أخوف



اعلموا أنَّ الله خلقكم لمعرفته وعبادته، واصطفاكم للقيام بحقوقه وواجباته وطاعته، فتعرَّفوا إليه في الرَّخاء يعرفكم في الشِّدَّة، وأعدُّوا لمعرفته بأسمائه ما استطعتم من عدَّة.

فهُو الأوَّل الذي ليس قبله شيءٌ، وهو الآخر الذي ليس بعده شيءٌ، وهو الظَّاهر الذي ليس فوقه شيءٌ، وهو الباطن الذي ليس دونه شيءٌ.

وهو اللَّطيف الخبير، خبيرٌ بالخبايا والخفايا وما أضمرته السَّرائر وأكنَّته الصُّدور، لطيفٌ بأصفيائه حيث لطف بهم فيما هُو مقضيٌّ ومقدورٌ.

الكبير العظيم، له الكبرياء والعلياء والعظمة والجلال والمجد فتعالى الله ربُّنا عن النِّدِّ والنَّظير، وسبحان الله عمَّا يقول الظَّالمون مِمَّا يُنافي عظمته وكبريائه وهو العليُّ الكبير.

القُدُّوس السَّلام، المُقدَّس عن النَّقائص والسَّالم من العُيوب، الذي ملأت مهابته وعظمته ومحبَّته القُلوب.

الرَّحمن الرَّحيم؛ الرَّؤوف الكريم، الذي وسعت رحمته كُلَّ شيءٍ، وغمر كرمه وإحسانه كُلَّ حيٍّ، وخصَّ المُؤمنين برحمته فهداهم إلى الصِّراط المُستقيم، وأوصلهم بفضله إلى السَّعادة الأبديَّة في جنَّات النَّعيم.

الحميد المجيد، الذي له المحامد كُلُّها والمدائح لما له من صفات الكمال، ولما أوصله إلى خلقه من الإنعام المُتنوِّع وماجد الإفضال.

الواحد الأحد، المُتفرِّد بالوحدانيَّة وهُو الكمال المُطلق من جميع الوُجوه والاعتبارات، فليس له فيها سميٌّ ولا شريكٌ ولا مثيلٌ ولا كُفُوٌ من شتَّى الموجودات.

السَّيِّد الصَّمد، الذي قصدته المخلوقات في حاجاتها، وفزعت إليه في جميع مُهمَّاتها ومُلمَّاتها.

الإله الغنيُّ، الذي استغنى بذاته عن جميع مخلوقاته، فكُلُّ الخلق فقيرٌ إليه في جميع حالاته.

السَّميع البصير؛ العليم القدير، فهُو سميعٌ لأقوالكم، وهُو بصيرٌ بأفعالكم، وهُو عليمٌ بأحوالكم.

قال الله تعالى: «هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (الحشر: 22-24).

فمن حاسب نفسه في الدُّنيا وألزمها الطَّاعة وجد ذلك عند الله مُدَّخراً، ومن ضيَّعها وأهملها فلا يلومنَّ حينئذٍ إلا نفسه إذا وجد ما عمله مُحضراً، فسيظهر خُسرانه إذا ربح المُتَّقون، وسيتبيَّن شقاؤه إذا أفلح المُؤمنون.

فاستحيوا من ربِّكم أن يفقدكم حيث أمر أو أن يراكم حيث نهى، فستُجزون يوم القيامة الجزاء الأوفى بما كسبتم وأنَّ إلى ربِّكم المُنتهى.

أخرج البُخاريُّ ومُسلمٌ عن أبي هُريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (إنَّ لله تسعة وتسعين اسماً - مائة إلا واحداً-، من أحصاها دخل الجنَّة).

أعوذ بالله من الشَّيطـان الرَّجيـم: «وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ» (الأعراف: 180).