افتتح معرضه الفوتوغرافي في «فأ» غاليري
«رحلة كونيّة بالأبيض والأسود» في صور عرفان سلطان
1 يناير 1970
10:23 م
افتتح في «فأ» غاليري معرض الصور الفوتوغرافية للمصوّر عرفان سلطان، تحت عنوان، «رحلة كونيّة بالأبيض والأسود»، والفنان عبر بصوره الفوتوغرافية كأنه تسبيح صامت بقدرة الخالق وسلطته الأزلية على خلق الجمال، أو هروب من العالم بثوراته واضطراباته وبشاعة أحداثه المتعاقبة إلى عالم جديد، إلى أرض عذراء لم تطأها قدما بشر بعد. هكذا هو معرض المصور الباكستاني الأصل المولود في كينيا عرفان أحمد سلطان بعنوان «الرحلة» الذي يستضيفه غاليري «فا» للفنون في مساء السبت الخامس عشر من ديسمبر 2012 وحتى التاسع والعشرين منه.
وموضوع معرض الصور يدور حول رحلة عرفان مع التصوير منذ عام 1990 ومشاهداته المختلفة التي عاشها في بلدان كثيرة زارها، واختياره التقاط الصور بالأبيض والأسود كونهما اللونين الأكثر تعبيرا عن الروح بحسب وصفه.
ما بين 20 إلى 25 صورة لمشاهد طبيعية من كينيا، مرورا بتركيا، هاييتي، مصر، باكستان الولايات المتحدة الأميركية، الأردن، انتهاء بالكويت، مكان الإقامة الحالية لعرفان، التقطت بتقنية التصوير اليدوي العادي بعيدا عن التصوير الحديث الرقمي، حيث عكف الفنان على تحميضها في منزله.
يركز الفنان في تصاويره على إظهار عناصر الطبيعة التي تشكل دورة الحياة مثل الماء والأشجار والأرض والصخور والصحراء والإنسان، مع الإصرار على سيطرة الأبيض والأسود عليها جميعا.
يتضمن المعرض صورة ملوّنة واحدة فقط يتخللها اللون الأرجواني لأجنحة طيور الفلامينغو التي تحلّق فوق الأفق المطعّم بالأبيض والأسود.
يبرز من خلال الصور حس درامي نابع من التناقض اللوني والضوئي، ولعلّ الميزة الأبرز التي تطرح نفسها أن الفنان استطاع الحفاظ على خصوصية المشهد في كل عمل رغم تقيده باللونين الأسود والأبيض، ما ينفي لدى المشاهد فكرة إمكانية خسارة الصور لجماليّتها وقيمتها الفنية إذا ما لم تحفل تفاصيلها بصخب الألوان.
ورغم أن هذين اللونين متّهمان بالرتابة، إلا أن عرفان استطاع أن يثبت عكس ذلك، حيث ظهرت عناصر صوره، من صحراء وغيوم وأشجار، ظهرت بتقنية دقيقة، تعكس تفاصيل كل عنصر على حدة بدقة برّاقة، واضحة وضوح الإحساس بحب الطبيعة الأم التي أسست لوجود كل الكائنات.
حتى العنصر الإنساني حضر بقوة في صورة واحدة فقط لـبورتريه امرأة عجوز، تنظر إلى ما وراء المدى، وتضع يدها على وجهها الذي نقشت عليه الحياة خطوطا تروي قصتها التي لا تخلو من حزن ظهر جليّا في امتزاج الأبيض والأسود بين طيات بشرتها وعينين تقولان الكثير.
صورة أخرى لا يستطيع الناظر إليها أن يمرّ على تفاصيلها مرور الكرام، وهي تلك الشجرة العظيمة ذات الجذور الضاربة بعمق في قلب الأرض، والتي تجلس في قلبها فتاة تطفو الوحدة وربما التشرد على ملامح وجهها، تماما كما يتقوقع الجنين على نفسه في بطن أمه، في محاولة ذكية من الفنان للتذكير بأمومة الطبيعة لكل كائناتها، خصوصا البشر الذين يعودون إليها طلبا للأمن والصفاء بعد أن يرهقهم صخب الحروب والدمار وضوضاء المدن.