اشتيِّه: على بلير أن يحزم أمتعته ويرحل
الفلسطينيون يرفضون أي وسيط دولي لا يعترف بعضويتهم في الأمم المتحدة
1 يناير 1970
05:11 م
| لندن - من الياس نصرالله |
أثار الهجوم الذي تعرّض له مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، من جانب مسؤولين فلسطنيين، اهتماما واسعا في الوسط السياسي البريطاني، وطرح علامات سؤال كثيرة حول مستقبله كمبعوث للجنة التي تمثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا، بل حول مستقبل اللجنة ذاتها.
حصل ذلك عقب إعلان محمد اشتيِّه، مساعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في تصريح لصحيفة «الإندبندنت» بأنه على مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط توني بلير، أن «يحزم أمتعته ويرحل»، مضيفا أن بلير واللجنة التي يمثلها «عديمو الفائدة، عديمو الفائدة، عديمو الفائدة». وأوضح أن «السعي الدائم داخل اللجنة للوصول إلى تفاهم بين أعضائها المتخاصمين جعلها عديمة التأثير».
وذكرت مصادر فلسطينية مقرّبة من عبّاس أن «الفلسطينيين يشعرون بمرارة شديدة جراء مطاردة بلير لهم خلال الأشهر الأخيرة لإقناعهم بعدم تقديم طلب الحصول على العضوية في الأمم المتحدة. فبلير لم يكن وسيطاً نزيهاً على الإطلاق وتبنى الموقفين الإسرائيلي والأميركي واستمات في الدفاع عنهما، وهذا يتناقض مع مهامه كمبعوث للرباعية».
وتابعت: «فبعد حصول فلسطين على عضوية، كمراقب في الأمم المتحدة، لم يعد بالإمكان التعامل مع وسيط لا يعترف بهذه العضوية. فأن تكون إسرائيل غير معترفة بهذه العضوية أمر مفهوم لأنها خصم للفلسطينيين، أما أن يكون الوسيط غير معترف بقرارات الشرعية الدولية، فهي مسألة لا تحتمل».
ويقول بعض المراقبين السياسيين أن وقوف الولايات المتحدة السافر ضد حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة ألحق ضررا فادحا بصورتها كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين وبمكانتها داخل اللجنة الرباعية التي تلعب دور الوسيط بين الطرفين. فالوسيط ينبغي أن يكون على مسافة واحدة من طرفي النزاع، لكن الولايات المتحدة التي تعترف بإسرائيل لم تكتف برفض الاعتراف بفلسطين، بل استخدمت نفوذها لإفشال المسعى الفلسطيني للحصول على عضوية غير كاملة في الأمم المتحدة».
واكدت «الإندبندنت»، أمس، أن «بلير وصل الأسبوع الماضي إلى القدس المحتلة في زيارته رقم 90 إلى المنطقة، حيث انه يقضي كل شهر أسبوعا في القدس ضمن عمله كمبعوث للرباعية. وكان اشتيِّه من ضمن الأشخاص الذين التقاهم بلير خلال هذه الزيارة».
ونقلت عن اشتيِّه: «بيانات الرباعية دائماً لا تعني شيئاً، لأنها دائماً مليئة بما يُسمى بالغموض البنّاء الذي لا يؤدي إلى أي مكان». وأضاف: «إننا بحاجة إلى وسيط مستعد للتدخل ومستعد لكي يقول للطرف الذي يدمّر عملية السلام: أنت تتحمل مسؤولية ذلك». واستشهدت «الإندبندنت» بتقرير أصدره مركز «صبّان لسياسة الشرق الأويط» التابع لمعهد «بروكينغز» الأميركي الذي أعلن بوضوح أن «اللجنة الرباعية أصبحت ميتة».