ياسمين مرزوق الجويسري / ارتواء الاعتذار / بين الاختيار والإجبار
1 يناير 1970
12:31 ص
تطرقنا معاً في مقالات سابقة إلى مفهوم الاختيار وأنه عند كل طارئٍ في حياة الفرد له حق الانتقاء ما بين الخيارات، توسَّع هذا المفهوم ليشمل الاعتذار و...؟؟، الذي هو رد فعلٍ حسن لفعلٍ آخر خاطئ أساء للآخر معنوياً أو حسياً، فإما أن يكون اعتذاراً كلامياً أو فعلياً، وكي يكون الاعتذار ذا أثر أعمق استوجب أن يقترن بالقوة والشجاعة اعترافاً بالخطأ واستعداداً لتحمل مسؤولية أفعالنا ورغبةً في تصحيح الوضع، وأن تتحد قدرة الإنسان على الاعتذار ورغبته به، فمتى ما اجتمعت الرغبة والقدرة على أداء الفعل كان إضافة لخبرة الإنسان.
يُربى الطفل منذ صغره على الاعتراف بخطئه وتقديم الأسف لمن أخطأ في حقه، ففي هذه المرحلة يكون الاعتذار أقرب إلى الاجبار منه إلى الاختيار، هذا قد يشابه حال بعض البالغين ممن ملأهم الكِبر أو الغرور وأعماهم عن النظر لزلاتهم فأبوا هذا الفعل الحميد الراقي، هنا يكون لذوي السلطة الحق في اجبارهم على الاعتذار هادفين لحل المشكلة واستقرار الأوضاع على الرغم من أنها ليست الطريقة الأصوب والأفضل للاعتذار، فمتى ما كان الاعتذار نابعاً من الذات وبدافع شخصي كان أقوى أثراً وأثبت للعلاقة.
يعتبر تقديم الأسف تهذيباً وتربيةً للنفس وأفعالها حين يكون الاجبار من النفس لا من الآخرين، حيث يكمن الفن في الاقتناع على أن الخطأ في حق الغير يستوجب الاعتذار. انتشر في المجتمع اعتقاد بأن الاعتذار منقصة وفيه نوع من المهانة والانكسار أمام المُعتَذر منه، لكنه قمة الرقي في إقرار الإنسان بخطئه وطلبه المسامحة.
ويظل للاعتذار أثر و وقع، يزيد ذاك الأثر وينقص بحسب أصل الاعتذار اخــــــــــــتيارا أو اجبارا.
ياسمين مرزوق الجويسري
@jasmine_m_alj
y.m.aljuwaisri@hotmail.com