واشنطن: لدينا مخاوف بخصوص صياغة المسودة
حشد في «التحرير» والميادين لرفض الدستور اليوم
1 يناير 1970
06:43 ص
| القاهرة - من أحمد الهواري وعمر عبدالجواد وإبراهيم جاد |
ما بين دعاة للتصويت بـ لا وآخرين يدعون للتصويت في الاستفتاء على الدستور المصري في مرحلته الأولى غدا بـ نعم، تصاعدت جهود القوى المدنية والدينية في اتجاه الحشد للمشاركة، وسط هدوء شديد في محيط ميادين وأماكن الاحتجاجات في التحرير والاتحادية ومحيط مدينة الإنتاج الإعلامي، قابله تحركات متسارعة في المحافظات من القوى السياسية.
وقبيل ساعات من بدء الاستفتاء على الدستور الجديد، دعت القوى المدنية، على رأسها «جبهة الإنقاذ الوطني» المعارضة إلى وقفات احتجاجية عدة اليوم في ميدان التحرير والميادين الكبرى في المحافظات للحشد بالتصويت بـ لا ضد الدستور الذي وصفته بغير التوافقي.
في المقابل، استمر المنتمون إلى التيار الإسلامي في حشدهم في إطار حملاتهم للتصويت بـ نعم للدستور، وردوا على دعوة المدنيين بالتظاهر في التحرير إلى تظاهرات اليوم أمام مساجد: رابعة العدوية وآل رشدان، على مشارف حي مصر الجديدة من دون الاقتراب من محيط قصر الاتحادية الجمهوري الذي تواصلت اعتصامات المعارضة في محيطه لليوم الـ 20 مطالبين بإسقاط الرئيس محمد مرسي وإنهاء عصر الإخوان وإلغاء الاستفتاء على الدستور.
ولوحظ أمس، قيام قوات من الحرس الجمهوري بإزالة الحواجز والكتل الخرسانية في أماكن عدة في محيط القصر الرئاسي، مع هدوء حركة المجتمعين والمعتصمين.
ودعا تحالف القوى الثورية وشباب الثورة المستقلين إلى الاحتشاد في الميادين في كل محافظات مصر بعد صلاة الجمعة اليوم، لأداء صلاة الغائب على روح ضحايا ما أطلق عليها «مذبحة الإخوان في أربعاء الخديعة» والتي شهدها محيط قصر الاتحادية الأربعاء الماضي بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه.
واكد التحالف، إن «الدعوة تأتي إصرارا على إبطال الاستفتاء على الدستور الجديد وتأكيد عدم شرعية نظام مرسي المنتمي لجماعة الإخوان»، مشيرا إلى أن «أعضاء التحالف سيؤدون صلاة الجمعة الغائب في مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير، قبل التوجه إلى ميدان سيمون بوليفار لوقفة سلمية أمام حواجز السفارة الأميركية لمطالبة الولايات المتحدة، بالتوقف عن التدخل في الشأن الداخلي المصري، وعن دعم مرسي وجماعته».
من جهته، قال مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الديموقراطية وحقوق الإنسان مايكل بوزنر، قبل مغادرته القاهرة أمس: «لدينا مخاوف كبيرة والناس في مصر أعربت عن قلقها الكبير، سواء عن مضمون مسودة الدستور، أوالعملية التي تمت لصياغته، ووجهة نظرنا هي أن الدستور يجب أن يكون لجميع المصريين، ويجب أن يقوم على المبادئ العالمية لحقوق الإنسان».
وأضاف: «من المهم أيضا أن يسمح الدستور المصري الجديد للصحافة أن تعمل من دون مضايقة أو تخويف». وقال: «لقد تحدثت مع بعض الصحافيين المصريين الذين قالوا إنهم قلقون في شأن المستقبل».
وفي التحركات المصاحبة للجدل حول الدستور، أعلن المرصد الوطني للنزاهة الانتخابية الحقوقي تدشينه حملة «راقب يا مصري» لمراقبة مراحل الاستفتاء على الدستور في 15 محافظة، كما أطلقت الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان وشبكة من قلب الحدث الإخبارية ومؤسسة منف بالتعاون مع 12 منظمة أهلية أخرى يمثلون تحالف «المرصد الوطني للنزاهة الانتخابية» حملة «راقب» لمراقبة الاستفتاء أيضا في المحافظات نفسها.
وفي جانب المعارضة للاستفتاء، وصف رئيس حزب «الدستور» المنسق العام لجبهة الإنقاذ المصري المعارضة محمد البرادعي الإصرار على الاستفتاء على الدستور «بانعدام الإحساس بالمسؤولية»، وقال: «الإصرار على الاستفتاء في ظل وطن ممزق وغليان شعبي وغياب أمني وقضاء معطل وإعلام محاصر، انعدام للمسؤولية بالمصلحة الوطنية».