استعرضت في عمان إنجازها السنوي الأول بمشاركة 16 دولة عربية

قمة تحالف «ألواني» لدور المرأة القيادي ... حكاية مشاريع «شبابية» طرقت باب تغيير الواقع

1 يناير 1970 09:51 م
| عمان - طارق ضاهر |

لونه لا يختلف عن لونها... إنه ليس لون البشرة، بل ذلك المرتبط باللون القيادي. ولونهما معاً امتزجا في باقة تخطت الحدود التي رسمها قوس قزح**... فأصبح القوس دائرة دارت عجلتها لتعكس روح تحالف «ألواني».

وبين الـ«هـ» المستقرة في نهاية ملكية الذكر والـ«ها» المستندة إلى عصا وسيلة الأنثى إلى النهوض وتفعيل دورها القيادي في المجتمع، تلوّنت سماء العاصمة الأردنية عمّان على مدى يومين متتاليين بألوان شباب وشابات عرب يمثلون 16 بلداً في القمة الإقليمية لتحالف «ألواني»... تحالف لقادة من ذوي الخبرات الناشئة، من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمدعوم من الحملة الدولية للمرأة «WCI»، وهي منظمة دولية غير حكومية تقدم الفرص للمرأة لتفعيل مشاركتها في النشاطات العامة والاقتصاد والفعاليات السياسية، وتهدف إلى توفير ما يلزم من المهارات والمعرفة والدعم بما يتناسب مع مختلف الثقافات والعادات السائدة في المنطقة.

في فندق «لاندمارك - عمّان»، اجتمع ما يقارب 130 شخصاً من ناشطين، أكاديميين، رجال أعمال ورياديين، بالإضافة إلى قادة المجتمع المحلي من الشباب من كلا الجنسين ممن يمثلون 16 دولة عربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي الأردن، الكويت، السعودية، لبنان، مصر، البحرين، اليمن، عمان، فلسطين، العراق، الإمارات، قطر، الجزائر، المغرب، ليبيا وتونس.

وبين ساعات اليومين، تمت مناقشة القضايا المتعلقة بدور المرأة في المجتمع - بحضور مارجوري مارجوليس، مؤسس و مدير الحملة الدولية للمرأة- وعبر ورشات عمل تفاعلية لطرح المشاكل والمعوقات التي تواجه تقدم المرأة في مختلف البلاد من خلال استعراض النتائج المتحققة من حملات التوعية لمناصرة المرأة ومقترحات السياسات خلال العام المنصرم.



حكاية تحالف

«فكرة ألواني تختلف من المبدأ، إذ إننا لا نركز على حقوق المرأة كحقوق، بل نركز على الوصول إلى المراكز القيادية التي لا تعني بالضرورة المراكز السياسية، ولكن دورها كقائدة في المجالات الاجتماعية أيضاً». هذا ما أوضحته الرئيسة الإقليمية لتحالف «ألواني» معالي قاسم لـ «الراي»، لافتة إلى أن التركيز يختلف عن بقية المشاريع بتفعيل وتمكين المرأة من القيادة في شتى المجالات حسب احتياج كل دولة وظروفها.

وعن وسائل الضغط التي يلجأون إليها في مختلف الدول المتواجد فيها التحالف قالت: «الشباب هم أكبر فئة في الشرق الأوسط لمن دون سن الثلاثين. وإذا لاحظت أن معظم المشاركين من الشبان والشابات، ولذلك فحين يكون لديك جيل واع شبابي يفهم الفارق بين الواجبات والأصول والالتزامات، فسيكون بحد ذاته عنصراً ضاغطاً في المجتمع من أجل التغيير».

القمة المعنية بالمطالب النسائية، كان لافتاً بها حضور الرجال بعدد كبير، لا سيما كبار السن منهم، وهو ما أوضحته قاسم: «فكرتنا كانت أن نشرك أكثر من عنصر، فأحضرنا المختصين وكبار السن إلى جانب الشباب ليتفاعلوا معاً ويتشاركوا وجهات النظر المختلفة، وأيضاً ليروا ماذا سيواجهون في المستقبل، لأن التغيير لن يأتي في يوم وليلة. ومن المهم أن يتم التفاعل بين الجيلين». وأضافت: «الذكور نصف المجتمع كما الإناث، وإذا سيحصل أي تغيير أو تطوير، فيجب أن يعمل الاثنان معاً. وكل شاب لديه أم وأخت وزوجة وابنة وقريبة، فلا الشباب بمعزل عن النساء والعكس صحيح».

الرعاية أجنبية، وهنا يطرح السؤال نفسه عن السبب، هل لرغبة في الارتماء دائماً في أحضان الغرب، أو لأن الأبواب أُغلقت من قبل الجهات الوطنية والإقليمية؟ الإجابة أتت من قاسم بعكس ما هو مطروح، إذ أكدت أن القيمين على «WCI» هم من قصدوهم «وأحبوا أن يصنعوا شيئاً من أجل القيادة النسائية. واليوم تمويلهم ينتهي ونحن فعلاً نتطرق إلى تمويل وطني وإقليمي وهو متواجد، وهناك مشاريع يتم تمويلها فعلياً من شركات خاصة من دول عربية. وهذه المشاريع التي ستستمر على المدى الطويل من دون أي تمويل أجنبي. واليوم بات مشروع «ألواني» ملكاً لنا ولم يعد لهم، إذ سلمونا إياه».

أما عن الهدف من كلمة «تحالف»، فرأت أن الكلمة نبعت من المجموعة التي تعمل على الموضوع «وكانت الفكرة أن يداً واحدة لا تصفق. وبما أننا نعمل مع 16 دولة فهذا فعلاً تحالف لأن الدعم مطلوب ونتشارك المعلومات».

وعن الخطط للمدى البعيد، أشارت إلى أن الخطة تنتهي فعلياً في شهر فبراير المقبل، لافتة إلى أنهم وضعوا خططاً ليكملوا بعد هذا الموعد، لأن معظم المشاريع التي بدأت باتت مستدامة ولديها دعم من القطاع الخاص والمهتمين.

وبالنسبة إلى عدد الدول العربية، وعما إذا كان تم التواصل معها أو لا، قالت قاسم: «هناك الدولة 17 وهي سورية، ولكن الوضع لا يسمح حالياً بالتواصل معهم. وهناك دول أخرى نحب أن نعمل معها مثل السودان وغيره، ولكننا نفضّل أن نركّز على الدول الـ 16 ونُنجحها ومن ثم نتطرق إلى الدول الباقية ونتفاعل معها ونشجع القيادة النسائية. «ألواني» ليست للعالم، بل هي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهذه مركزيتنا. فالفكرة ليست أن نكبر ونصبح حول العالم.

رغم أن العادات والتقاليد العربية متشابهة، إلا أن التحالف لمس اختلافاً في الواقع النسائي بين بلد وآخر. وكشفت قاسم أنه تم تقسيم التحالف إلى ثلاثة أقسام: دول الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وتشمل الأردن ولبنان وفلسطين ومصر، دول الخليج ودول شمال أفريقيا. «وفعلياً هناك فروقات بين هذه المناطق الثلاث، ولكن ليست تلك الفروقات الصعب تجاوزها في اجتماع سنوي. هناك مثلاً اختلاف لغوي، وهناك اختلاف بالنسبة إلى الأصول والتقاليد».

وحول المعوقات المشتركة، أكدت أنه ليست هناك معوقة واحدة اتفق عليها الجميع، «لأنك لا تستطيع أن تقارن مشاكل فلسطين ولبنان مع مشاكل الكويت والسعودية، فالأوضاع تختلف».



قصص ومشاريع

لكل بلد قصته مع «ألواني»، بل لكل شخص ربما... فرئيسة لجنة «ألواني» الكويت، جنى البنا لبنانية الجنسية ولكنها وجدت نفسها معنية بقضايا المرأة الكويتية وضرورة أن تلعب دورها القيادي.

قالت البنا لـ«الراي»: «حين طُرحت فكرة «ألواني»، ولكي أترأس هذا المشروع في الكويت، فكرت فوراً بموضوع المرأة التي لا تملك جنسية لأن المرأة - إن كانت في لبنان أو الكويت تملك قضية - لكنها تختلف بين دولة وأخرى». وأضافت: «في الكويت هناك انتعاش اقتصادي، والمرأة تملك حقوقاً وقليلة هي الأمور التي تنقصها. لذلك، لم نبحث عن حق من حقوق المرأة، بل عن كيفية تعزيز دورها أو لنمكّنها أكثر، فتناولنا الشق الاقتصادي. ومن وراء إقامتي في الكويت وجدت أن الكثير من النساء يطمحن إلى تأسيس عمل خاص بهن ولكنهن غير قادرات على ذلك، وفي حال أسست الواحدة منهن عملها وشاركت في أحد المعارض لا تعرف عنها شيئاً بعد ذلك». وأردفت: «كما وجدنا أن معظم النساء الكويتيات يعمل في القطاع العام (أكثر من 80 في المئة) وقلة التي تفكر بالعمل في القطاع الخاص لأسباب عدة، منها إجازة الأمومة والدوام».

وعن موضوع المشاريع الصغيرة الذي تبنته اللجنة أوضحت: «أتى بعدما وجدنا أن الكثير من النساء الكويتيات يطمحن إلى ذلك، لكنهن ينتظرن من يرشدهن إلى ماذا يفعلن. ووجدنا أكثر من حالة: فإما أنهن يمتلكن المال ولكنهن يحتجن إلى الفكرة، أو يملكن الفكرة ويفتقدن إلى المال، أو أنهن يملكن الاثنين ويفتقدن إلى طريقة إدارة العمل. كما وجدنا من تملك العمل ولكنها لا تديره، بل توكل إدارته إلى أحدهم».

ومن أجل تفعيل المشروع، تمّ التعاون مع «Mars and Venus» التابع لمدربة أسلوب الحياة دلال الجناعي وتنظيم دورات تدريبية لهؤلاء النساء في المكتبة الوطنية التابعة للديوان الأميري. «بالطبع لا يمكننا أن ندعمهن مادياً لأن ميزانيتنا صفر، لكن دورنا اقتصر على إرشادهن إلى الطريق الصحيح لكيفية تأسيس مشروع صحيح وكيف يمكنهن أن يجعلن المشروع يستمر ويخرجن فيه من نطاق البيت لافتتاح متجر أو شركة، خصوصاً في ظل وجود الدعم من البنوك والشركات. من هنا أحسسنا أن هذا الموضوع موجود في الكويت ولكنه بحاجة إلى الدعم».

يتألف «ألواني» الكويت من 21 شخصاً بين مرشد ومسترشد. وكل منهم يأتي من خلفية مختلفة، فهناك العاملون في المصارف وهناك المختصون بعلم النفس، إضافة إلى من يعمل في برنامج تابع للسفارة الكويتية. وما يميز فريق الكويت وجود التجانس بين النساء والرجال.

وعن مدى الإقناع لناحية وجود الشاب الكويتي في هذه التجرية، رأت البنا أنه مقنع إلى درجة كبيرة، «لأن فكرة التعميم عن عدم الاكتراث بدور المرأة ليست واردة. فالشبان المتواجدون معنا يعكسون حماسة لضرورة تفعيل دور المرأة ومكانتها القيادية». وأضافت: «بطبيعة الحال، هناك تفكير بالمرأة كزوجة، لكن الجوهر الأساسي للفكرة أنها شريكة فاعلة في الحياة، خصوصاً مع ازدياد متطلبات الحياة اليومية، وكما هو معلوم أن في أيامنا هذه اليد الواحدة لا تصفّق».

في السعودية، كانت لخالد الخضير قصة «عائلية» دفعته إلى إطلاق مشروع (glowowrk.net) الذي يربط بين الباحثة عن العمل في السعودية والشركات.

القصة بدأت بعدما تخرجت شقيقته من إحدى الجامعات في كندا، وبدأت رحلة البحث عن عمل. «واجهت مشكلة في التوظيف وأمضت سبعة أشهر تقريباً في التقدّم إلى وظائف»... يروي الخضير لـ«الراي» ويتابع: «كانت تخرج في السيارة مع السائق وحين تصل إلى الشركات يمنعونها من الدخول إلى المبنى لأنه منفصل، فتضطر لترك سيرتها الذاتية لدى مكتب الأمن، فتعبت وقررت عندها أن تكمل دراسة الماجستير علّ ربي يحلها حين تعود».

هذه الأمور الشخصية أثرت عليه وعلى الكثير من الأشخاص كما يؤكد الخضير، لافتاً إلى الأمر ليس دفاعاً عن حقوق المرأة، بقدر ما هو مسألة تفعيل مكانتها في سوق العمل، «وهذا يساعد في نمو الاقتصاد لدينا ويساهم في إبراز أنشطة كثيرة».

أما عن مشروعه، فيقول: «في البداية وجدنا أن هناك فجوة ما، إذ إن الشركات لديها مشكلة في استقطاب النساء من القطاع التعليمي، فأنشأنا موقعاً إلكترونياً بحيث تستطيع الشركات الإعلان عن وظائفها عبره وفي الوقت نفسه تضع السيدات السير الذاتية الخاصة بهنّ وهنّ جالسات في منازلهن».

وتابع: «هذا الأمر سهّل الأمر على السيدات والشركات وخلق فرصاً وظيفية كثيرة في المملكة. وغير ذلك نعمل على ورش عمل تأهيل للسيدات عن الموارد البشرية والتسويق والإدارة المالية وإدارة العمليات، بحيث يكنّ مؤهلات قبل الدخول إلى سوق العمل».

وأضاف: «أيضاً رأينا أن الشركات الصغيرة والمتوسطة لديها مشكلة في توظيف العنصر النسائي بسبب وجود قانون المكتب المنفصل الذي يقتضي وجود مكتب خاص ليتم فيه توظيف سيدة أو اثنتين، وبالتالي سيشكل عبئاً مالياً عالياً، فأوجدنا ابتكار العمل عن بعد الذي يتيح توظيف السيدة من المنزل ومراقبة أعمالها من المنزل».

ورأى أن هذا المشروع يخلق وظائف للمقيمين في المدن النائية ولذوي الاحتياجات الخاصة، لأن المباني عندنا ليست مؤهلة لهم».

التجربة الفلسطينية تعاني من ازدواجية «المعوقات»، فهي من ناحية تواجه الاحتلال، ومن ناحية أخرى تصطدم بحاجز واقع المرأة القيادي. تقول رئيسة لجنة فلسطين عبير أبو غيث عن هذا الأمر: «السوق الفلسطينية لم تعد تستوعب الموظفين ونسبة مشاركة المرأة في سوق العمل لا تتعدى 17.3 في المئة». ومن هذا المنطلق، تمّ العمل على مشروع «شريكة في البناء... شريكة في القرار» الذي انبثقت منه حملة «خليك أونلاين» الذي عمل على إيجاد فرص عمل للشابات والشبان عن طريق الإنترنت وساهم في توسيع السوق الفلسطينية من خلال إخضاع الناس للتدريب على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي تونس، انطلقت حملة «أنا حرة وكلمتي حرة» للنهوض بواقع المرأة القيادي. وأوضحت رئيسة اللجنة فاتن بلغيث إلى أن وجود استغلال للمرأة قبل الثورة وبعدها، وهذا الأمر دعاهم إلى العمل بشكل جدي لتدارك الأمر والانتفاض من أجل تحسين واقع المرأة.



استكمال لمشاريع قائمة

أما في لبنان فالوضع مختلف، إذ إن لجنة «ألواني» خرجت من رحم «المجموعة النسوية»، وهي مجموعة تعمل في الأساس على كل ما يعنى بحقوق المرأة، ولكن بمفهوم بديل عن بقية الجمعيات.

تقول فرح شمص لـ«الراي»: «الفكر النسوي يأخذ الشق السياسي بشكل أكبر والنابع من الموقف ضد التمييز العنصري والجنسي والجندري».

وأضافت: «(WCI) هم من قاموا بالتواصل مع (نسوية) وعرضوا الفكرة. والمسؤولة في الجمعية هي من قامت بتجميع عشرين شخصاً في المرة الأولى وأتينا إلى هنا».

المشارَكة اللبنانية كان لديها بعض الملاحظات والانتقادات، «منها وجود الرجل في المؤتمر وإلى أي حد يؤثرون على النشاط». تشرح شمص التحفظ بناء على أن الوسطاء كانوا من الرجال، «إذ لا يهمنا أن يكون هناك فقط مؤتمر يتكلم عن حقوق المرأة. فهناك نساء في مجتمعات لا يمكنهن الخروج من بيوتهن من دون وجود رجال معهن».

لكنها توضح في الوقت نفسه أن الرفض لم يكن بالإجماع، إذ كان هناك اختلاف في وجهات النظر كما في العديد من الأمور، ومنها وجود الرجل في المعركة النسوية. فهناك من يشعر بضرورة وجود الرجال لأن الفرد بغض النظر عن جنسه يجب أن يكون شريكاً.

هذا النوع من الاعتراض يضع «التطرف» اتهاماً مباشراً، وهو أمر توافق عليه شمص، لكنها تستدرك الأمر بالقول: «في كل حركة ايديولوجية في العالم هناك وجود لأشخاص يتجهون نحو التطرف. من ناحيتي، فأنا مع وجود الرجل، وفي «نسوية» هناك أكثر من رجل يؤمنون بالمفهوم النسوي، ولكن في الحقيقة في بعض الأمور صعب عليّ أن أصدق أن هذا الرجل نسويّ».

هناك أكثر من مشروع في «نسوية»، منها الحركة ضد التمييز العنصري وتعمل على حقوق العمال الجانب في لبنان، ومشروع «سلوى» المخصص للحد من التحرش الجنسي. لكن المشروع الذي شاركت به لجنة لبنان في «ألواني» كان عنوانه «قائدات»، والعمل عليه كان على الاستقلالية الاقتصادية للمرأة. والموضوع كان أن تم جمع 50 امرأة من المجتمع اللبناني من ضمنهن نساء فلسطينيات، ونشر قصصهن في كتاب يكون دافعاً للنساء الأخريات خصوصاً من الجيل الأصغر.

تم تحديد النساء في البداية، مع ضرورة عدم استهلاكهن إعلامياً. وبعدها بدأ العمل على إجراء المقابلات، وتم الاتفاق مع دار نشر على أن يُطبع باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية.

الأمر مشابه في مصر لناحية خوض التجربة قبل «ألواني»، إذ إن شيرين علام تملك مؤسسة تنموية في القاهرة وتعمل في مجال تنمية المرأة والشباب، وكانوا قد بدأوا مبدئياً ومن ثم دخلوا مع «ألوني» فأخذوا ما بدأوه وطوّروه.

«كنا نعلم أن التحديات الأساسية بالنسبة إلى المرأة تكمن في مجالي الاقتصاد والاجتماع، واهتممنا بهما أكثر بعلمنا أن هناك من يعمل في المجالات الأخرى، فوجدنا أن من الحاجات الأساسية في الاجتماع صحة المرأة وهي من أقل الحاجات التي تصرف على نفسها بها، إذ إن أقل شخص يصرف على نفسه صحياً في العائلة هي المرأة». تقول علام لـ «الراي» وتكمل: «أخذنا اتجاه كيفية المحافظة على صحة المرأة، وحاولنا أن نريها ما الطرق التي بإمكانها أن تحافظ على صحتها من خلالها من دون أن تصرف الكثير، وكيف أن هناك هيئات أخرى موجودة في المجتمع وبإمكانها أن تلجأ إليها من أجل المحافظة على صحتها. والأمر نفسه فعلناه بالنسبة إلى الوضع الاقتصادي».

في اليمن، انطلقت ورشة العمل من وضع المرأة والنزاعات بشكل عام (النزاع المجتمعي أساساً قبل النزاع المسلح) خصوصاً في السنة الأخيرة وهي سنة الثورة. وتم تقسيم الفريق إلى خمسة مكونات، وكل فريق عمل على مكوّن.

وعددت رئيسة لجنة اليمن في تحالف «ألواني» غزة العريقي لـ«الراي» المكونات: «الثقافة والفن، دور المرأة في السياسات، ورش العمل والتدريب، الإعلام الجديد وFocus Group.

وأكدت العريقي أن وضع اليمن لم يعد مثل السابق، بل أفضل. «نحن نعمل على أكثر من وسيلة إعلام. ولذلك أتوقع أن تصل المعلومة إلى نحو 70 إلى 80 في المئة من النساء»، لافتة إلى أن الفتيات في اليمن بدأن الآن المطالبة بالدراسة في الجامعة وبدأ الزواج المبكر يخف، واللجنة الوطنية للمرأة تعمل أيضاً على هذه الأمور.

وعن مدى تقبّل فكرة الدور القيادي للمرأة من قبل المجتمع، رأت أنه في السابق لم يكن هناك تقبّل، «لكن الآن حتى المناطق القبلية والقروية بدأت تخرج من هذا الإطار وباتوا يسمحون لبناتهم بالذهاب إلى المحافظة من أجل الدراسة وبدأت الفتاة أيضاً تترك الحقل».



«أسلوب حياة» دلال الجناعي أنعش الحاضرين



خلال اليوم الأول من القمة، استطاعت المهندسة والمدربة الكويتية دلال الجناعي أن تضفي جواً من الحيوية والمرح على القاعة الكبيرة. فالمتدربة على يد الكاتب الدكتور جون غري صاحب كتاب «رجال من المريخ، نساء من الزهرة» عرفت كيف تحثّ الحاضرين على التفاعل معها من جهة، ومع بعضهم البعض من جهة أخرى. فبالإضافة إلى المحاضرة التي ألقتها وارتكزت فيها على نماذج من حياتنا اليومية، أرغمت الحاضرين (طوعياً) على ترك مقاعدهم من أجل البحث عن 40 اسماً لمواقف من الحياة اليومية، وهو أمر جعل الجميع يتحادثون ويتبادلون معلوماتهم.