25 مليون عربي من سكان المناطق الساحلية يواجهون خطر الفيضان
شتاء الكويت... بارد وممطر
1 يناير 1970
06:34 ص
| إعداد عماد المرزوقي |
أتت الكويت في المرتبة الثالثة والعشرين في تصنيف «الراي لأكثر» العواصم دفئا في العالم في توقعات ديسمبر نهاية** عام 2012 فيما حلت في المرتبة الحادية العشرة في تصنيف أكثر العواصم برودة في الشهر المقبل بمتوسط درجة حرارة متوقع عند 19 درجة و25 درجة كحد أقصى.
وأتت الجزائر العاصمة الجزائرية كأبرد عاصمة عربية خلال ديسمبر المقبل بتوقع هبوط الحرارة فيها الى 12 درجة خلال هذا الشهر فيما أتت موروني عاصمة جزر القمر كأدفأ عاصمة عربية (متوسط 27 درجة الى 29 درجة) خلال نهاية هذا العام، وحلت قبلها في الترتيب أبوظبي عاصمة الامارات في لائحة العواصم العربية الأكثر دفئا خلال هذا الشهر بدرجات حرارة قد تبلغ 30 درجو مئوية كحد اقصى خلال ديسمبر.
وانفردت عواصم من المغرب العربي ودول الشام حسب مرصد التغير المناخي ودرجات الحرارة في العالم (temperature world) بالمراتب الأولى في العواصم العربية الأكثر برودة خلال هذا الشهر، فيما كانت أغلب المراتب الوسطى من نصيب العواصم الخليجية، اما المراتب الأخيرة فتصدرتها الخرطوم (متوسط 22 درجة) والقاهرة قبل أبوظبي وموروني.
أما على المستوى التصنيف العالمي التي تعده «الراي» نهاية كل شهر لترتيب أكثر العواصم حرارة في العالم، فأتت أبوجا عاصمة نيجيريا (متوسط 36 درجة) كأدفأ عاصمة في العالم خلال توقعات شهر ديسمبر الجاري، تلتها بامكو عاصمة مالي (متوسط 35 درجة) ثم بانكوك عاصمة تايلند (متوسط 32 درجة)، ولم توجد الا موروني عاصمة جزر القمر (متوسط 27 درجة) كعاصمة عربية وحيدة ضمن العشرة عواصم الأولى في الترتيب العالمي مع هيمنة العواصم الأفريقية والآسيوية على سباق العشرة العواصم الأولى في تصنيف الحرارة خلال نهاية هذا العام.
وأتى ترتيب العواصم العربية في التصنيف العالمي لنهاية هذا العام لأكثر العواصم حرارة أبوظبي (متوسط 25 درجة) في المرتبة الثانية عشرة تلتها القاهرة (متوسط 23 درجة) في المرتبة الخامسة عشرة ثم الخرطوم ( متوسط 22 درجة) في المرتبة السادسة عشرة تلتها الدوحة (متوسط 22 درجة) في المرتبة السابعة عشرة فمسقط (متوسط 22 درجة) في المرتبة الثامنة عشرة تلتها نواكشوط (متوسط 21 درجة) في المرتبة التاسعة عشرة فالمنامة (متوسط 20 درجة) في المرتبة العشرين، ثم إسلام اباد (متوسط 20 درجة) في المتربة الواحد والعشرين فصنعاء (متوسط 20 درجة) في المتربة الثانية والعشرين ثم تلتها الكويت في المتربة الثالة والعشرين وأتت الرياض (متوسط 19 درجة) خلف الكويت (متوسط 19) مباشرة في المرتبة الرابعة والعشرين ثم رام الله (متوسط 19 درجة).
وأتت موسكو في ذيل الترتيب كأبرد عاصمة في العالم بوصول متوسط درجات الحرارة فيها الى دون 12 تحت الصفر خلال توقعات ديسمبر المقبل.
وتوقع مدير إدارة الارصاد الجوية محمد كرم في تصريح لـ «الراي» ان «تشهد الكويت فصل شتاء بارد وممطر في الوقت نفسه»، مرجعا ذلك «لتأثير أكبر هذا العام للمنخفض الأفريقي الذي يدعى أيضاً بـ (المنخفض السوداني) في المنطقة وهو من شأنه أن يسبب هطول الأمطار في الوقت الذي بدأ يتراجع فيه تأثير اتصال المرتفع السيبيري بالمرتفع الأوروبي وهو اتصال سبب في ديسمبر الماضي نزول حاد لدرجات الحرارة والبرد القارس ما يعني ان برد شتاء الكويت لن يكون بحدة برد شتاء العام الماضي».
وذكر كرم ان ثمة «تخوفا ملحوظا من زيادة منسوب المياه نتيجة ذوبان الثلوج وزيادة المسطحات المائية التي من شأنها امتصاص نسبة كبيرة من أشعة الشمس المتوجهة للأرض ما يجعل مناطق كثيرة قريبة للمسطحات المائية والجليدية الضخمة تنزل فيها درجات الحرارة لعدم امتصاص اليابسة بهذه المناطق لكميات كبيرة من اشعة الشمس التي تمتصها المسطحات الجليدية التي تنعكس عليها اشعة الشمس». وبين كرم ان «هذه الظاهرة تؤثر على العواصم الأوروبية أكثر من العربية الا ان عوامل الاحتباس الحراري بدأت مؤشراتها ايضا تتضح في عدد من العواصم العربية القريبة للمحيطات والمسطحات المائية»، وربط كرم ايضا ارتفاع حرارة الصيف الماضي بتوقع «هبوط حاد لدرجات الحرارة في بعض العواصم العربية دون تحديد».
وحول توقعات هطول امطار غزيرة في ديسمبر وخطر السيول الجارفة بالمنطقة، قال كرم ان «هناك خطرا لهذه الظواهر المناخية خصوصا وان تحرك المنخفضات الحرارية يؤشر بشتاء ممطر». لكنه لم ينفِ امكانية حصول سيول قد تصل الى درجة الفيضانات ببعض الدول العربية خلال هذا الشتاء».
يذكر انه بعد كل صيف حار تعلن التوقعات بقدوم شتاء بارد وممطر بشكل قوي قد يتخذ شكل سيول جارفة او حتى يصل الى فيضانات وهذا ما كان حصل في الشتاء الماضي في عدد من الدول العربية. فهل تستقر التوقعات بشتاء قارس وأمطار غزيرة أكثر من العام الماضي خصوصا وان صيف هذا العام في اغلب العواصم العربية عرف درجات حرارة قصوى سجلت ذروتها بدول الخليج.
ارتباط الأمطار في الخريف والشتاء بمدى حرارة فصل الصيف هو ارتباط مناخي يعتمد على دراسات علمية لحركة تغير المناخ مع تعاقب الفصول، اما مدى ارتباط ارتفاع درجات الحرارة في الصيف بتزايد منسوب الأمطار في الشتاء فتعود هذه المعادلة الى تفسيرات مختلفة.
ويبين مدير الأرصاد الجوية الكويتية ان «ارتفاع درجات الحرارة الى فوق 50 مثلا في مناطق صحراوية قد يكون ناجما عن الاحتباس الحراري الذي يفسر كبيت زجاجي يحبس الحرارة بين سطح الأرض والغلاف الجوي. كما ان زيادة الحرارة تسبب في ذوبان جزء من المسطحات الجليدية في القطبين ما يترتب عنه هبوب كتل هوائية باردة ورياح قطبية في شمال الكرة الأرضية وقد تتأثر بعض المناطق العربية ببعض تلك الرياح الباردة».
فيضانات مفاجئة
وبين تقرير نشر أخيرا على موقع «ريليف واب» الخدمة الرقمية المتخصصة التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والذي يعتبر منذ عام 1996 المصدر الرئيسي للحصول على معلومات موثوقة عن الأزمات الإنسانية العالمية والكوارث ان «هناك تواتر متزايد لفيضانات مفاجئة في العديد من المدن العربية ويرجع ذلك إلى زيادة كثافة هطول الأمطار في فترات زمنية محدودة، والاستخدام الواسع النطاق للأسطح الخرسانية التي لا تمتص الماء، وعدم كفاءة شبكات الصرف الصحي التي عادة تشهد انسدادا، الى ذلك يشار الى البناء في المناطق المنخفضة من المنحدرات والوديان. ونتيجة لذلك، فقد تضاعف حجم السكان المتضررين من الفيضانات في المدن العربية في السنوات العشر الماضية إلى 500 ألف شخص في أنحاء المنطقة. فقد خلفت على سبيل المثال الفيضانات في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية في عام 2009 أضرارا تمثل في خسائر في الأرواح وخسائر مادية تجاوزت قيمتها 427 مليون دولار. في مدينة فاس في المغرب، قتلت الفيضانات 30 شخصا، في حين قتل أكثر من 48 شخصا في عام 2012 في عدد من المدن في الجزائر بسبب الفيضانات، اما في سلطنة عمان فقد ضربت الرياح الموسمية والفيضانات المدن الساحلية في عام 2007 مخلفة أكثر من 30 قتيلا. وفي أكتوبر 2012، تعرضت مدينة العقبة الأردنية لفيضانات قتلت شخصين ودمرت عدة منازل وممتلكات».
وأشار التقرير الى ان «ضحايا الجفاف والفيضانات تمثل 98 في المئة من العدد الإجمالي للأشخاص المتضررين من الكوارث المتصلة بالمناخ. ليس هناك اتجاه واضح لهذه الكوارث، سواء من حيث وتيرة تكرارها أو أن حجم تداعياتها المستقبلية المتمثلة في شكل حوادث وأضرار هائلة موسمية. كما ان ارتفاع معدل التحضر في المنطقة، خصوصا في المناطق الساحلية، يفاقم آثار العواصف والجفاف والفيضانات والانهيارات الأرضية. وعلاوة على ذلك، فإن زيادة تواتر الفيضانات في بعض المناطق العربية الساحلية خصوصا تجعل نحو 25 مليوناً من سكان الحضر يواجهون خطر الفيضان».
ويبين التقرير أن «الدول العربية تشهد نموا كبيرا في المناطق الحضرية، حيث يوجد نحو 56 في المئة من سكان العالم العربي يعيشون حاليا في المدن والمراكز الحضرية، ومن المتوقع أن عدد سكان المدن والمناطق الحضرية سيزيد بنسبة 75 في المئة بحلول عام 2050».
وذكر التقرير أن «الظواهر الطبيعية مثل الجفاف في الأرياف مقابل تحسن الخدمات الاجتماعية والبنية التحتية في المدن ساعدت على تسريع عملية التحضر وزيادة الهجرة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية في المنطقة العربية».
ويوضح ان «أحدث البيانات تشير إلى أن هناك فجوة كبيرة داخل البلدان من حيث توزيع المناطق الحضرية والريفية، التي أصبحت في بعض البلدان تقريبا في المناطق الحضرية تماما، 98 في المئة من سكان الكويت على سبيل المثال يعيشون في المناطق الحضرية، في حين أكثر من 50 في المئة من سكان مصر، وموريتانيا، والصومال، واليمن، على سبيل المثال، يعيشون في المناطق الريفية».
وحسب التقرير تشير توقعات تغير المناخ إلى «زيادة متوسطدرجة الحرارة بواقع 3 درجات مئوية في جميع أنحاء المنطقة بحلول عام 2050، مع 3 درجات إضافية من المتوقع تسجيلها ليلا بسبب ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية. المنطقة العربية حاليا هي المنطقة الأكثر تضررا في العالم من ارتفاع درجات الحرارة، وأسباب ذلك ارتفاع الإشعاع الشمسي وكذلك نوعية التربة في المنطقة، والتي تميل إلى استيعاب وتخزين الحرارة. هناك أيضا سوء نوعية الهواء في المدن، كل ذلك من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير. وهذا ما سيمثل مشكلة بالنسبة لغالبية سكان المدن العربية التي لا تزال تعتمد على التبريد السلبي (الطريقة التقليدية عبر فتح الأبواب للتهوية دون استعمال التكييف) لخفض درجات الحرارة داخل المباني».
ويخلص إلى انه «على مدى السنوات الثلاث الماضية، ألقت الكوارث المتصلة بالمناخ الظل على نحو 50 مليون شخص في المنطقة العربية، وتكلفة هذه الكوارث قد وصلت 11.5 مليار دولار. على الرغم من أن هذا المبلغ قد يبدو كبيرا، فإنه لا يعكس الحجم الحقيقي للتكاليف والخسائر التي تكبدتها هذه المناطق».< p>< p>< p>< p>