بعد معلومات عن تردده في العودة بسبب حملة شنها إعلام النظام عليه
عبد العظيم لـ «الراي»: عائد إلى دمشق ولو وُضعتُ تحت المقصلة
1 يناير 1970
04:43 م
| بيروت - من ريتا فرج |
أكد المنسق العام لـ «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» في سورية حسن عبد العظيم انه سيعود في الايام المقبلة الى سورية «حتى لو وُضعتُ تحت المقصلة»، وذلك بعد ان شن عليه الاعلام الرسمي السوري حملة شرسة اثناء زيارته الى موسكو بسبب قوله ان العنف الذي قام به النظام هو الذي استدعى رد فعل من المعارضة.
وقال عبد العظيم الذي زار روسيا الاسبوع الماضي للقاء مسؤولين فيها، قبل ان ينتقل الى القاهرة ان «موسكو طالبت النظام السوري بعدم استخدام سلاح الجو عبر مذكرة أرسلتها الى المسؤولين السوريين من اجل منع استخدام الطائرات لان ذلك سيكون خطراً على الشعب والاوضاع السورية وسيؤدي الى تدمير مؤسسات الدولة»، مطالباً «الدول الصديقة للمعارضة المسلحة وللنظام بالضغط على الطرفين لوقف العنف».
ورأى عبد العظيم ان القيادة الروسية «تريد حل الأزمة السورية» وأنها على استعداد «لعدم استعمال حق النقض الفيتو لدعم قرار يصدر عن مجلس الأمن لإقرار مقرارات مؤتمر جنيف شرط ألا يكون القرار تحت الفصل السابع».
واوضح: «خلال لقائنا مع القيادة الروسية أواخر الشهر الماضي ارادوا أن يسمعوا وجهة نظر هيئة التنسيق الوطنية حول التطورات التي جرت في سورية منذ الزيارة السابقة في أبريل الماضي. طبعاً أوضحنا لهم تفاقم العنف في شكل كبير في سورية سواء من قوات النظام أو من المعارضة المسلحة، وقلنا لهم ان الذي يحدث لن يؤدي إلاّ لزيادة أعداد الضحايا من الشعب السوري والعسكريين ايضاً ولمزيد من غزارة الدماء والجراح والتهجير والنزوح الداخلي والهجرة الى بلدان اقليمية أو عربية. وخلال اللقاء قالوا لنا إنهم ارسلوا مذكرة للمسؤولين في سورية من اجل منع استخدام الطائرات وأوضحوا أن استعمالها سيكون خطراً على الشعب والاوضاع السورية وسيؤدي الى تدمير مؤسسات الدولة».
وتابع: «مع الأسف النظام يستمر في استخدام الطائرات وهناك عملية مواجهة وتدمير أحياء ومدن. العنف الذي يأتي من النظام عبر استعمال كافة أنواع الأسلحة، والعنف الذي يأتي من المعارضة المسلحة من خلال قوات غير سورية تدخل الأراضي السورية عبر الحدود التركية ويكون بالتنسيق مع قطر وتركيا، هذا كله جعل الشعب السوري بين المطرقة والسندان، أي عنف النظام وعنف المعارضة. لذلك نطالب الدول الصديقة لسورية والدول الصديقة للمعارضة المسلحة بالضغط على الطرفين من أجل وقف العنف ودعم جهود المبعوث الدولي العربي الاخضر الابراهيمي في سبيل تنفيذ مقرارات جنيف».
واشار الى ان «الروس مستعدون لعدم استعمال حق النقض (الفيتو) لدعم قرار يصدر عن مجلس الأمن بغية إقرار مقرارات مؤتمر جنيف شرط ألا يكون القرار تحت الفصل السابع وأن يكون هناك توافق بين الدول الخمس الكبرى والدول الاقليمية والجامعة العربية على إلزام الأطراف به سواء النظام أم المعارضة».
وقال انه يشعر بأن «موقف روسيا يريد حل الازمة السورية وكذلك الموقف الصيني. موسكو مستعدة للضغط على النظام لوقف العنف، لكن من دون أن يتذرع النظام اذا أوقف العنف بأن المعارضة المسلحة ستتقدم وتحتل المدن. لذلك المطلوب من الدول الصديقة للنظام أن تضغط عليه باعتباره صاحب الامكانات الأكبر، والمطلوب من الدول الصديقة للمعارضة المسلحة مثل قطر وتركيا وفرنسا الضغط عليها لوقف العنف، ما يمهد الارضية لتنفيذ مقرارات جنيف».
وردا على سؤال قال: «نحن نحمّل النظام المسؤولية الأكبر. المشكلة الآن ان النظام راهن على الحل الأمني العسكري لأنه اعتقد أن بإمكانه سحق الثورة لكنه لم يستطع. ايضاً هناك بعض أطراف القوى المسلحة تريد أيضاً الاستمرار في النزاع المسلح، لأنها حسب تقديرها قادرة على اسقاط النظام. وبسبب هذه المعادلة لا النظام قادر على سحق المعارضة ولا المعارضة قادرة على اسقاط النظام وبالتالي تدفع سورية شعباً ومدناً ومؤسسات الثمن. موقفنا المتوازن يريد وقف دائرة العنف الجهنمية سواء من النظام أو من المعارضة المسلحة».
واعتبر عبد العظيم ان التوافق الدولي والاقليمي والعربي والوطني ممكن الا انه ليس هناك قرار سياسي بذلك مضيفا ان «عدم التوافق مقصود لتدمير سورية الشعب وتدمير الدولة وليس السلطة. نحن لا نتمسك بأي سلطة، الطبقة السياسية تذهب ويأتي غيرها، لكن المشكلة أن هناك مؤامرة لاضعاف الشعب السوري وتدمير بنى الدولة».
وعن المعلومات التي تحدثت عن حذره من العودة الى سورية خشية أن يحدث له ما حدث لزميله في الهيئة عبد العزيز خير، قال عبد العظيم: «لن أغادر سورية إطلاقاً ولو وُضعتُ تحت المقصلة. انا رجل أناضل منذ الثمانينات حتى اليوم، وأنا ضمن هيئة التنسيق الوطنية، لذلك سأعود في الايام المقبلة الى بلادي وسأكون أسوة بأي مواطن سوري يتعرض للاعتقال أو القتل أو الاغتيال».
وعما اذا كانت لديه ضمانات للعودة، اجاب ان «الضمانة الروسية والسورية لم تنفعنا عندما عقدنا مؤتمر الانقاذ الوطني في دمشق في شهر سبتمبر الماضي حيث تم اعتقال عبد العزيز الخير وإياس عياش وماهر طحان»، مضيفا: «لا أبحث عن اي ضمانات وسأعود الى سورية وربنا هو الضمانة وشعبنا هو الضمانة».
وتابع: «سأعود وأنا لست مجرماً، وقلت في موسكو أن استمرار النظام في الحل الأمني هو الذي يؤدي الى الانشقاقات عن الجيش النظامي، ونحن نرفض العنف سواء كان من النظام أو المعارضة ونؤيد الحل السياسي».
وعن سبب عدم انضمامهم الى «الائتلاف» المعارض ومشاركتهم في تشكيل الحكومة الانتقالية، قال: «نحن في هيئة التنسيق الوطنية والقوى السياسية الاخرى التي عقدت معنا اجتماعاً في مؤتمر الانقاذ الوطني في سورية قلنا ان تشكيل الحكومة الانتقالية يتم بجهود عربية ودولية ينفذها المبعوث الدولي العربي الاخضر الابراهيمي وهي تحتاج الى ضمانات عربية ودولية. ونرى أن تشكيل حكومة انتقالية من الائتلاف السوري المعارض يهدف الى قطع الطريق على الجهود العربية والدولية التي يقودها الابراهيمي».