المتظاهرون «ناوروا» بتغيير موعد خروجهم استباقاً للتحرك الأمني
«بانشيات» و«نبابيط» مذخّرة بـ «التيل»... «جديد» المسيرات الليلية في يومها الرابع
1 يناير 1970
06:52 ص
| كتب نواف نايف وتركي المغامس وعبدالله راشد |
في يومها الرابع على التوالي، خرجت أول من أمس مجاميع شبابية في مسيرات ليلية بالجهراء وصباح الناصر والصباحية والمنقف وأم الهيمان والرقة وضاحية علي صباح السالم للتعبير عن رفضها تغيير آلية التصويت وإفرازات المجلس الجديد، مستخدمة أساليب جديدة شملت التبكير بالخروج في المسيرة لاستباق التحرك الامني، واستخدام أشعة الليزر، و«النبال» المذخرة بكرات زجاجية مصمطة والبانشيات.
وبرز في المسيرات لجوء معظم المشاركين إلى الطرق الاعتيادية في مواجهة قوات الأمن مثل الحجارة واللافتات والأعلام البرتقالية، إضافة إلى إشعال أحدهم النيران في إطار سيارة للتشويش على رؤية رجال الامن.
وبداية من الدائرة الخامسة، خرجت مسيرات ليلية متقطعة جابت الشوارع منددة بمرسوم الصوت الواحد والمجلس الحالي، مع اختلاف تكتيكي بسيط خصوصا في منطقة الصباحية، حيث لم ينتظر المتجمهرون الوصول إلى الساعة العاشرة كما هو معتاد للخروج، بل بدأوا الساعة الثامنة ليسبقوا التحرك الامني الذي جاء في تمام الساعة التاسعة.
وبعد فض المظاهرات في الرقة اتجه معظم الشباب إلى منطقة الصباحية في الشارع الفاصل بين قطعة 1 و4 باتجاه منطقة المنقف، حيث تمركزت القوات الخاصة في دوار الفحيحيل السريع الفاصل بين المنقف والصباحية واغلقته تماما واستغلت مركز إطفاء المنقف لإيقاف الآليات الكبيرة امامه للتعامل مع المسيرات التي جاءت من ثلاث جهات لتلتقي في الدوار.
وكالمعتاد تعطلت حركة السير من قبل القوات الخاصة والمتجمهرين، واطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع والقنابل الدخانية لتفريقهم رغم مرور سيارات غير مشاركة في المسيرة اتخذها المتظاهرون درعا يتقون به الضربات.
واستخدم المتظاهرون البانشيات في الاستطلاع لمعرفة الاماكن التي تخلو من قوات الامن وتصلح للتجمع ومن ثم تتوجه المسيرة إليها ما ساهم في تشتت قوات الامن، حتى تمركزت في دوار المنقف تطلق منه القذائف الصوتية يمينا ويسارا بينما توسعت المظاهرات والمسيرات بلا ملاحقة امنية إلى أن وصلت الساعة إلى الثانية صباحا إذ انسحبت أعداد كبيرة من القوات الخاصة وتم فتح الدوار جزئيا إيذانا بانتهاء يوم من المواجهة.
وفي ضاحية علي صباح السالم، خرجت مسيرة محدودة شارك فيها اهالي المنطقة وانفضت خلال ساعة واحدة بجهود رجال الامن العام.
وفي الجهراء، انطلقت مسيرة من الدوار الذي يفصل منطقة العيون عن النسيم الى ان تمركزت وسط دوار الصندلي القريب من السوق، اذ انفصلت مجموعة من المشاركين في المسيرة محاولة نقلها إلى داخل المنطقة السكنية المحاذية للدوار لكن غالبية المتظاهرين رفضت ذلك وأثنتهم عنه، فعادوا إلى المسار الأصلي للمسيرة بعيدا عن المناطق السكنية، مرددين شعارات متنوعة تعبر عن رفضهم للمجلس الجديد.
المظهر الابرز في هذه المسيرة هو مرافقة مدير الامن اللواء الطراح لها من بداية الانطلاق، حيث نجح في السيطرة عليها وإقناع المشاركين بفضها سلميا مع عدم عرقلة السير والحفاظ على الامن العام، فكان محور للموضوعات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لحكمته وديبلوماسيته.
وفي صباح الناصر، انتشر عشرات الشباب في الدوار المقابل لجمعية صباح الناصر وفي محيطها من بعد المغرب، حيث استمروا في التوافد الى المكان وهم في مجاميع متفرقة لم تلتئم في مسيرة الا بعد وصول الشاعر احمد سيار الذي اخذوا يرددون خلفه بعض الشيلات اتجهوا بعدها الى الدائري السادس في ظل عدم تدخل القوات الخاصة التي تمركزت بجانب السجن المركزي والساحة الخلفية لمستشفى الفروانية.
وأطلق الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و30 عاما الألعاب النارية في سماء المنطقة قبل انطلاق المسيرة، التي انطلقت راجلة وراكبة باتجاه الدائري السادس، وما ان وصلت هناك حتى قطع مجموعة منهم الطريق مدة لم تتجاوز عشر دقائق، حيث نجح الامنيون في إعادتهم الى بداية انطلاقتهم ليتفرقوا قبل الثانية صباحا دون مواجهات مع الأمن خلا مشادة كلامية انتهت بسلام.
ورفض عدد من سكان المنطقة تلك التجمعات الا انهم قالوا ان من يقوم بها هم مجموعة من الشباب المتحمس واذا ما تركتهم الداخلية فإنهم سيعودون ادراجهم بسرعة دون مشاكل تذكر.
تمركزت مجموعة كبيرة من الدوريات عند مداخل المنطقة اذ امرهم القائد الميداني بعدم السماح لأي مركبة بالتوقف على جانب الطريق واقتصر عملهم على ذلك دون الاقتراب من المتجمعين.
الطراح أنهى مسيرة الجهراء
دون تدخل القوات الخاصة
نجح مدير أمن الجهراء اللواء ابراهيم الطراح مساء أمس في فض مسيرة شباب الجهراء سلميا من دون تدخل القوات الخاصة، إذ اتفق معهم على فض المسيرة مع تعهده بعدم استدعاء القوات الخاصة وهو ما قد كان.
وفي هذا الصدد، قال الطراح لـ «الراي»: «إن الشباب المشاركين في المسيرة التزموا بما طلبته منهم بفض المسيرة دون الدخول إلى المنطقة السكنية والحرص على انسيابية حركة السير، فالتزمت معهم بما وعدتهم به من عدم اللجوء إلى القوات الخاصة، فآلت الامور إلى ما كنا نتمناه من عدم وقوع أي مصادمات».