تزامن مع اقتحام «الشيطان» احتفال الأسرة الملكية بذكرى شهداء الحرب العالمية الأولى
حريق التهم «قصر باكينغهام»... ولص كاد يسرق تاج وصولجان الملكة إليزابيث!
1 يناير 1970
04:51 م
| إعداد عبدالعليم الحجار |
شهد اليومان الماضيان سلسلة من الحوادث المتفرقة التي كانت الاسرة المالكة البريطانية هي القاسم المشترك فيها بشكل او بآخر، وهي الحوادث التي لعب أدوار البطولة فيها «حريق» و«شيطان» و«لص».
فعلى مرأى ومسمع من آلاف المحتشدين، وبمباركة من الملكة اليزابيث شخصيا، أقدم البريطاني ادوارد هيث على إضرام حريق في مبنى «قصر باكينغهام» الملكي، وهو الحريق الذي التهم القصر عن آخره!
لكن ما أحرقه «هيث» لم يكن في واقع الأمر سوى مجسم ضخم مطابق تماما لقصر باكينغهام الذي يعتبر المقر الرسمي لإقامة الملكة، وهو المجسم الذي ضاهى عُشر الحجم الطبيعي.
وقال هيث البالغ من العمر 63 عاما انه عكف نحو 5 أشهر على تصميم وتشييد ذلك المجسم الدقيق كي يضرم النار فيه بهدف جمع التبرعات من جمهور المحتشدين لإنفاقها على أعمال خيرية.
وقال هيث انه كان قد بعث برسالة الى الملكة يستأذن فيها كي يحرق المجسم المطابق للقصر الملكي لأغراض خيرية، مشيرا الى انه توقع في البداية ان يقابل طلبه بالرفض لكنه فوجئ عندما تلقى ردا من القصر الملكي يبلغه بموافقة الملكة ومباركتها لتلك المبادرة الخيرية متمنية لها التوفيق. واحتشد نحو ألفي شخص لإلقاء نظرة على مجسم قصر باكينغهام وهو يحترق، بينما نجح هيث في تجميع نحو 20 ألف جنيه استرليني كتبرعات للأعمال الخيرية التي يرعاها هو وزوجته.
وفي واقعة أمنية حقيقية ومثيرة للقلق (يو بي اي) - سرق لص مفاتيح قلعة برج لندن الأثرية الواقعة في قلب العاصمة البريطانية، وجعل حراسها التقليديين يواجهون خطر الاستغناء عن خدماتهم.
وذكرت صحيفة «صن» امس ان اللص تسلق بوابتين ضخمتين من بوابات القلعة وسرق صندوقاً معدنياً كان من المفترض أن يوضع في مكان آمن، وتمكن من الهرب بعد أن رآه الحراس لكونهم غير قادرين على ترك مواقعهم.
وأضافت أن الصندوق المعدني المسروق يحتوي على مجموعة كبيرة من مفاتيح الجسور المتحركة وقاعات المؤتمرات والمطاعم في قلعة برج لندن، ما أجبر إدارة القلعة على إنفاق آلاف الجنيهات الإسترلينية على تغيير أقفالها بصورة عاجلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن شرطة العاصمة فتحت تحقيقاً موسعاً حول السرقة، فيما أصرت إدارة قلعة برج لندن على أن القاعة التي تحتوي على جواهر التاج البريطاني لم تتعرض لخطر السرقة بعد الحادث لكونها مؤمنة بصورة جيدة.
ويتولى مهمة حماية قلعة برج لندن، التي كانت تحتجز في العصور الوسطى السجناء الذين يواجهون المقصلة، أفراد من الحرس الملكي البريطاني معظمهم من كبار السن، بمساعدة شركة أمن خاصة.
ونسبت «صن» إلى ناطق باسم القصور الملكية التاريخية، التي تدير قلعة برج لندن، قوله «نتخذ حالياً اجراءً تأديبياً بحق الموظفين».
ويأتي هذا الحادث بعد 341 عاماً على قيام رجل ايرلندي بسرقة جواهر التاج من قلعة برج لندن.
وفي اختراق أمني آخر من نوع طريف ومشين في آن معا، فوجئ المشاركون في الاحتفال الرسمي والشعبي بذكرى شهداء الحرب العالمية الاولى في مدينة بريستول عندما اقتحم مسيرة الاحتفال شخص متنكر في ملابس «شيطان» ومنطلق على زلاجة ذات عجلات!
ولأن أفراد الاسرة الملكية البريطانية كانوا مشاركين في تلك الاحتفالات الوطنية المهيبة، فإن ذلك الاختراق الامني حظي باهتمام اعلامي خاص اذ سارع مصورو الصحف ومحطات التلفزة الى تصوير ذلك المقتحم الذي ظهر فجأة بملابسه التنكرية الشيطانية وسط صفوف الجنود الذين كانوا منتظمين في مسيرات عسكرية مهيبة تكريما لكل شهداء الواجب الذين سقطوا في ساحات القتال خلال الحرب العالمية الاولى.
وسارع رجال أمن الى مطاردة «الشيطان» واعتقلوه بعد مقاومة شرسة من جانبه قبل ان يقتادوه الى مركز للشرطة تمهيدا لاستجوابه.
وعلى الرغم من ان نوايا ذلك المقتحم لم تتضح بعد، فإن فعلته تلك أثارت الاستياء بين صفوف البريطانيين المحتفلين بذكرى شهداء الوطن والواجب.