محمد صالح السبتي / واضح / السعدون ... ساكت!!

1 يناير 1970 01:10 م
| محمد صالح السبتي |

السيد احمد السعدون من اهم الشخصيات السياسية التي مرت على تاريخ الكويت الحديث ولا احد ينكر عطاءه في قيادة المعارضة خلال فترات طويلة وسعيه الى اصلاح خلل الحكومات المتعاقبة سواء كان رئيسا لمجلس الامة او نائبا او حتى من خارج البرلمان، وما زال المجتمع يذكر طرحه الجريء وشدته في النقد وحتى ملامح وجهه حين يتكلم...

اليوم تمر البلاد بأزمة مجتمعية اكثر منها سياسية، وهذه الازمة تكاد تحرق الاخضر واليابس حتى بين افراد المجتمع بعيدا عن اداء الحكومة... في هذه الازمة يعتقد اصحاب السعدون في المعارضة انه لا سبيل لرد مرسوم الضرورة وتصحيح الخلل في النظام الانتخابي الا بالنزول الى الشارع بمسيرات رغم منعها من قبل الداخلية... وتحدي رجال الأمن حتى لو ادى هذا للتصادم!! وحتى بعد خطابات سمو امير البلاد الاخيرة التي لسنا بحاجه لاعادة مضمونها، تصر المعارضة على المسيرات والتظاهر وهناك دعوات قد تكون غير مسؤولة من بعضهم لفرض حالة الفوضى... البعض من المراقبين يتوجس ان هناك خطة لهذه المعارضة لتصعيد الامور اكثر فأكثر قبل الانتخابات او يومها... اخرون يتوجسون من انفلات الامن لو اندس بين هؤلاء المتظاهرين من لا يريد الخير بهم ولا بالمجتمع... قد تأخذ الحماسة بعض شبابنا لفعل ما لايرضاه السعدون ولا من ينظم هذه المظاهرات من اعمال شغب او عنف!!

في ظل كل هذا الوضع المتأزم وفي ظل هذه التوجسات...سكت السعدون سكوتا مطبقا!!! فلم يتكلم ولا بكلمة واحدة ان كان معارضا لهذا الاسلوب في المظاهرات وهذه الطريقة خصوصا في ظل خطابات صاحب السمو وتحذيرات الداخلية!! او ان كان موافقا عليها مؤيدا لها وداعيا للتفاعل معها... لم تعرف الامة التي ظل السعدون يمثلها منذ فتره طويلة ويقود حراكها نحو الاصلاح... لم تعرف رأيه في هذا الشأن حتى ولو بكلمة واحدة من اجل المجتمع وهذا الشباب الذي يخرج دفاعا عن مكتسباته كما يفهمها هو وبطريقته!!

لكن ما سر سكوت احمد السعدون الآن؟؟؟ حسب المؤشرات ان السعدون رافض هذه الطريقة في المظاهرات ولا يؤيدها ويراها خارجة عن القانون وفيها مفسدة للمجتمع وخطر عليه!! لكنه لا يستطيع ان ينكرها او يبدي رأيه فيها!! لسبب بسيط جدا... لانه يخشى ذاك الارهاب الفكري الذي تمارسه المعارضة على خصومها او من يخالفها الرأي!! لو ابدى السعدون رأيه في هذه المظاهرات وكان ضدها كما نظن فستفعل به المعارضة ما لم تفعله في احد... اتهامات وتخوين واشاعات بالاستفادة والمداهنة وتغيير المواقف من اجل الكرسي!! وقل ما تشاء من تهم...كما يفعلون بمخالفيهم.

هذا الارهاب الفكري الذي تمارسه المعارضة ضد من يقف ضدها او ينتقدها منع الكثيرين في المجتمع من ابداء ارائهم... واليوم هذا مثال واضح لحجم هذا الارهاب حين يخاف شخص بحجم السعدون ان يقول رأيه بصراحه... لأنه وقتها اقل ما يقال عنه انه «انقلب حكومي» او انه يدافع عن حكومة او حكومات الفساد!!

لهذا قلت في البداية اننا في ازمة مجتمعية اكثر منها سياسية... واخيرا اقول : ان الوضع اليوم لا يحتمل الحياد ولا يحتمل الاحتماء بالظل فإما ان تقف كما يقف الرجال تدافع عن رأيك بلا هوادة، وبلا تقليل من رأي الآخرين ايضا ودون اتهامات، وإلا فإنك قد تكون كسبت اشياء كثيرة، لكنك خسرت نفسك وقد تخسر وطنك ايضا...

السكوت في حق «الرموز» معيب وهو اكثر عيبا حين يكون الوضع كما نحن عليه الآن.

 



@lawyermodalsbti