عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / حساد الكويت وخفافيش الظلام

1 يناير 1970 06:46 ص
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

هناك بيت شعر كنت معجبا به، وأحيانا أردده بيني وبين نفسي ألا وهو :

لا شفت ضيم الناس في كل ديرة... أسجد لربي إنه خلقني كويتي

وذلك لما أراه من نعم كثيرة نتمتع بها في بلادنا ومن أوائلها حرية التعبير عن الرأي، والاختيار الحر لمن يعبر عن أفكارنا ويسعى لتحقيق طموحتنا وآمالنا عبر مجلس الأمة.

ومنها نعمة العلاقة الوثيقة ما بين الشعب وأسرة الحكم والتي مهما وصلت درجة الخلاف إلا أن الكل يقف ملتزما بالعقد الذي ينظم العلاقة بين الطرفين ألا وهو الدستور، ناهيك عن الولاء والمحبة بين الحاكم والمحكوم.

هذه النعم أوجدت حُسّادا يُحزِنهم أن يروا بلدا صغيرا يتمتع أهله بهذه العلاقة المميّزة بين الشعب وأسرة الحكم، لذلك تدخلت خفافيش الظلام لتخريب هذه العلاقة ولإفساد ذات البين، وبدأت دق أسفين الخلاف وإثارة الشكوك والمخاوف في نفس وروح الحكومة تجاه شعبها.

دول تخاف من انتقال مساحة الحرية الموجودة في الكويت إلى بلدانها، وأخرى امتلأت سجونها بمعتقلي الرأي، وثالثة ورابعة. إن حكومتنا وأسرة الحكم لن تجد شعبا أخلص لحكامه مثل الكويتيين، وأكبر دليل على ذلك تمسكهم بالشرعية خلال الغزو العراقي الغاشم.

إلا أنه مما يؤسف له أن نرى شيئا من الاستجابة لتلك التحذيرات الزائفة، والتي نرى نتائجها بالأزمة التي ما زالت تتصاعد في بلادنا، فاللهم أكف بلادنا شر خفافيش الظلام.



الثور الأبيض

من أشهر القصص التي درسناها في الصغر وما زال يُضرب بها المثل قصة الأسد مع الثيران الثلاثة والتي ختمت بقول الثور الثالث: (أُكلت يوم أُكِل الثور الأبيض).

أود التذكير بهذه القصة للقائمين على الحراك الشعبي والشبابي بمختلف أطيافه، السنة والشيعة، الحضر والبدو، الإسلاميين والليبراليون، وجميع الشرائح على تنوعها.

أُذكّرهم لأني أرى كيف تجري المحاولة اليوم للاستفراد وعزل كل فئة عن الأخرى، حتى إذا ما تم تهميش واحدة وإضعافها تم الانتقال إلى التي تليها، فلا يخفى على أحد الحملة التي تشن اليوم على المنتمين لفكر الإخوان ومحاولة عزلهم عن بقية المجتمع، والعمل على التشكيك في ولائهم، وإلصاقهم بتهم لا تمت إلى الحقيقة بصلة، حتى إذا ما تم إقصاؤهم، جرى الانتقال إلى فئة أخرى ولعلها بعض القبائل ورموزها.

وأقول لن تسلم بقية التيارات، حتى التي تقف اليوم موالية للحكومة وأقصد بها بعض التيارات الدينية، لن تسلم من التهميش والتضييق، على فروعها ولجانها، بعد الانتهاء من بقية التوجهات، وساعتها ستكون منفردة ولن تجد من يبكي عليها أو يناصرها، إن لم تتدارك نفسها وتصطف مع بقية الكتل قبل أن يأتي اليوم الذي تردد فيه (أُكلت يوم أُكِل تيار الإصلاح).

معادن الناس

أتعجب من أقوام كانوا معارضين للمشاركة في الانتخابات المقبلة وفق آلية الصوت الواحد، ثم نراهم ينقلبون فجأة من اليسار إلى اليمين، ويعلنون الترشح ما بين ليلة وضحاها!

فهل نزل على هؤلاء الوحي؟ إن المرء ليستحي أن يُطلَق عليه أنه مسيّر من فلان أو علان، أو أنه باع مبدأه من أجل ملء جيبه، فلا تذل نفسك من أجل الدينار واعلم أن للذل ضريبة ستدفعها ولو بعد حين.

رسالة

لمن كان ذو بصيرة تفكر: من قبل يتم الاعتراض على الكوادر والزيادات، واليوم تكثر المنح والأعطيات، فهل هي سياسة أطعم البطن تستحي العين؟ وهل سيكون الثمن وأد الحريات وتكميم الأفواه؟



Twitter : @abdulaziz200