محمد صالح السبتي / واضح / الاستقرار أهم من الدستور ومحاربة الفساد

1 يناير 1970 01:26 م
| محمد صالح السبتي |

في البلاد اليوم نقاش حاد وقاس وعنيف احيانا حول ما تتخذه الحكومة من اجراءات وطريقة مواجهة المعارضة لهذه الخطوات الحكومية، وحتى يتضح المراد من هذا المقال يجب ان نقول ان فساد اداء الحكومة واخفاقها في ادارة اي ملف لم يعد يقبل النقاش، فهو ثابت لكل ذي نظر... كما اننا نؤمن بأن تطبيق الدستور والقانون بشكل صحيح وشفاف وبالتساوي بين الناس دون تمايز ومحاربة الفساد هو السبيل للاستقرار لأي بلد. هذه الامور من المسلمات لدينا لا تقبل النقاش..

لكن العقل والمنطق والتجارب ايضا تؤكد ان استقرار البلاد والمجتمع وعدم اشاعة الفوضى فيه اهم بكثير من الدستور ومحاربة الفساد ورغبات الاصلاح!!

حين تشيع الفوضى في اي بلد فهذا يعني انهدام كل شيء فيه... انهدام القيم والوئام الذي يحمي المجتمعات من الحروب الاهلية... كتبت سابقا وقلت ( من واقع الخيال.. حرب اهلية في الكويت ) واجابني احد الاصدقاء على هذا المقال : بأن كل شيء فيه صحيح الا قولك : من واقع الخيال!! فهو ليس خيالا بل حقيقة!!

نحن ضد الفساد ومع محاربته بكل ما أوتينا من قوة، ومع فرض هيبة القانون والتساوي في تطبيقه، مع حسن ادارة اموال الدولة وكف يد العبث بها.. لا يزايد علينا احد في منهجنا هذا، لكن ان ظهرت علينا فئة معارضة تنتهج محاربة الفساد وتتبع طريقا خاطئا يؤدي الى هلاك المجتمع واشاعة الفوضى فيه والدخول في بدايات الحرب الاهلية.. وتقوم هذه المعارضة بتعدي الخطوط الحمراء المجتمعية قبل القانونية... وقتها نقول : ان استقرار المجتمع أولى من كل ما تنادون به.... فلن نضيع بلادنا من اجل الاصلاح الذي نرغبه جميعا لكنكم تخطئون طريقه.

هذه الحكمة الدقيقة في التعامل مع الاحداث قليل من الناس من يلحظها او يفهمها.. وكثير من الناس للأسف تختلط لديهم مفاهيم الشجاعة والقوة في طرح القضايا مع التهور وجر المجتمع والبلاد الى الهاوية... كما تختلط لديهم مفاهيم التعقل والروية والحكمة في ادارة الخلافات مع الخنوع والذل او كما بدأوا يسمونها.

( العبودية )!!!

حقيقة ما يحدث في الكويت الآن تدور أحداثه بين حكومة عجزت عن ترك الفساد كمنهج لها، ومعارضة اصبح من الواضح انها تجر البلاد نحو الهاوية دون أي تردد او تفكير... حتى يقترب المعنى للقارئ اكثر، نهج المعارضة اليوم مؤداه فساد اجتماعي أعظم بكثير من فساد الحكومة!! فقد انتهجت المعارضة طريقة للتعامل مع الفساد الحكومي لا يمكن ان تكون نهايتها الا فوضى عارمة تهدم كل شيء في المجتمع ان لم تؤد الى حرب اهلية على الاقل سياسية ان لم تكن عسكرية... وملامح هذه الفوضى أصبحت واضحة وضوح الشمس مما نسمعه ونراه يوميا من تصرفات لا تمت للعقلانية ولا للاصلاح بصلة.



@lawyermodalsbti