عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / هل سيكون الوطن هو ضحية الصراع؟

1 يناير 1970 05:31 ص
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

عندما يكون هناك خلاف بين طرفين ويحتدم الأمر ويصل إلى حد الصراع، يلجأ الطرفان إلى ما يعرف بالتفاوض للوصول إلى حل ينهي حالة النزاع، ونتائج التفاوض لها أربع صور، إما أن يربح الطرفان، وهي أفضل النتائج، وإما أن يكسب الطرف الأول ويخسر الثاني، أو يكون العكس، والحالة الرابعة هي أن يخسر الطرفان وهي أسوأ النتائج، والتي ينطبق عليها قول القائل : علي وعلى أعدائي.

الخلافات بين الناس أمر طبيعي ومن أشهره ما يكون بين الحكومات والشعب، ولعل ما تمر به بلادنا هذه الأيام لهو أحد الأمثلة.

لا يختلف احد على حب كلا الطرفين للكويت، وكل يرى مصلحتها تتحقق وفق نظرته ورؤيته، ما أتمناه وقبل أن تزيد حالة الصراع أن يتم اللجوء إلى النتيجة الأولى للتفاوض وهي أن يكسب الطرفان بما تتحقق معه مصلحة الكويت وهي المقدمة على كل اعتبار.

الأخطار التي تحيط بالكويت كثيرة والأوضاع العالمية متقلبة، وأصدقاء اليوم قد يكونون أعداء الغد، لسنا بمنأى عن تردي الأوضاع في إيران وسورية والعراق، ولا نزال نتذكر التهديدات التي أطلقها بعض المسؤولين الإيرانيين في حال سقوط نظام بشار، بل إن ما يطرحه البعض أنه بعد سقوط النظام السوري ستكون العراق هي المسرح المقبل، وبلا شك أن إيران ستكون شريكة في هذا الصراع كما هي شريكة الآن في العراق وسورية على حد سواء.

إن التاريخ يسجل بحروف من ذهب موقف الحسن بن علي رضي الله عنه حين تنازل عن الخلافة لمعاوية حقنا لدماء المسلمين، وهي صورة من صور التنازل من أجل المصلحة العامة، وأملنا في بلدنا أن تكون هناك مبادرات نتسامى بها على جراحنا من أجل أن تصل بلادنا إلى بر الأمان.

غالبا ما يكون هناك موقف لأصحاب الهيئات المعتبرة والمكانة المقدرة المحترمة التي تقف في الوسط بين أطراف الخلاف، ورحم الله العم عبدالله علي المطوع ( أبو بدر ) والذي كانت له اليد الطولى في التقريب ما بين الحكومة والشعب أيام الغزو العراقي خصوصا قبيل انعقاد المؤتمر الشعبي في المملكة، فأين موقع بقية رجالات الكويت مما يجري اليوم على ساحتنا الداخلية؟

رسالة

إلى كل من يكتب ويزعم أن هذا الصراع وراءه جماعة الإخوان، وأنها تستغل المعارضة للوصول إلى قلب نظام الحكم، نقول لهم خبتم وخسرتم وكذبتم، فأوضاع الغزو العراقي كانت أسهل للوصول للحكم من اليوم، فلم تكن هناك سلطة ولا حكومة ومع ذلك لم يفكر أحد من المنتمين لفكر الإخوان أن يبيع وطنه، أو يبدل بحكامه، والمعارضة ليست بالساذجة حتى يمتطي ظهرها الإخوان، إن الحراك اليوم هو حراك لجميع أطياف المجتمع الكويتي، والذي سئم من تردي الأوضاع في السنوات الأخيرة.

نسأل الله تعالى أن يغلب صوت الحكمة عند الجميع على كل صوت، وسنظل متفائلين بأن يكون هناك قرار ينهي حالة الصراع، لتعود المياه الطبيعية إلى مجاريها ( وتفاءلوا بالخير تجدوه ).



Twitter : @abdulaziz2002