عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / «الداخلية» وفواجع الحوادث

1 يناير 1970 02:43 ص
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

صرنا نصبح أو نمسي بشكل شبه يومي على خبر فقد عزيز بسبب حوادث السيارات، والمؤلم أكثر أن النسبة الأكبر هي لمن هم في رعيان الشباب من الجنسين.

يتساءل الكثيرون متى تنتهي حرب الشوارع، وهي حرب بالفعل فلقد قرأت إحصائية تشير إلى أن نسبة الوفيات في حوادث السيارات عالميا تفوق نسبة الوفيات في الحروب، وتصل نسبة الوفيات في حوادث السيارات إلى 99 في المئة من إجمالي حوادث وسائل النقل ( البري والبحري والجوي ).

من المسؤول؟ سؤال يتردد على الألسنة، وبلا شك أنها مسؤولية مشتركة، فقائد السيارة هو المسؤول الأول بالدرجة الأولى خاصة من ناحية عدم التزامه بقواعد المرور، كتجاوز الإشارة الحمراء والاستهتار بالقيادة وتعدي الحد المسموح به في السرعة واستخدام الهواتف النقالة أثناء القيادة.

ولكن هل وزارة الداخلية مشاركة في زيادة الحوادث، بطريق مباشر أو غير مباشر؟

أتساءل ما خطة وزارة الداخلية في توعية الجمهور بحوادث المرور وكيفية الوقاية منها، هل هناك زيارات للمدارس؟ هل هناك نشرات توعوية؟ هل هناك برامج مرئية تثقيفية عبر القنوات التلفزيونية، هل هناك رسائل نصية هاتفية تذكيرية وتنبيهية؟

أتساءل عن الواسطات ودورها في منح رخص لمن لم يحسن القيادة، ولعربات مهترئة يتسبب تعطلها في الكثير من الحوادث، أتساءل عن الواسطة في إسقاط المخالفات عن المستهترين مما يؤدي إلى عدم الرهبة من تكرارها ما دام هناك من يسقطها؟

أتساءل عن تواجد رجال المرور وانتشارهم في الطرق الداخلية أو الخطوط السريعة، وهل هو بالشكل الكافي الذي يحد من الحوادث ويكون عامل تحذير وتنبيه لمن تسول له نفسه إساءة استخدام الطريق؟

أتساءل إن كانت وزارة الداخلية تراجع قوانينها بين فترة وأخرى، وتنظر في جدوى ونفع هذه القوانين في ردع المخالفين؟

أتساءل عن مدى تفاعل وسرعة استجابة رجال الداخلية عند وقوع حادث، وبذل الجهد لتنظيم السير بالسرعة المطلوبة والانتهاء من تخطيط الحادث وإزالة مخلفاته قبل أن يتسبب في وقوع حادث آخر؟

أتساءل إن كانت هناك متابعة للطرق ومدى صلاحيتها وانسيابيتها لحركة السير؟ كم من الحوادث التي تقع على طريق كبد على سبيل المثال فهل تمت مراجعة خط السير لهذا الطريق؟

أتساءل عن كفاية اللوحات الإرشادية المرورية والتي تنبه السائق لأي خطر آت، توضع مطبات صناعية جديدة دون التنبيه لها مما يؤدي إلى وقوف مفاجئ لقائد المركبة فتصدمه السيارة الآتية من الخلف.

الدوار الذي يفصل منطقة عبدالله المبارك عن جليب الشيوخ بين فترة وأخرى تقع فيه حوادث انقلاب والسبب عدم وجود لافتات واضحة تنبه على وجود دوار آت.

في الحقيقة هي أمانة عظيمة تقع في رقبة وزير الداخلية، وكل من له علاقة في سلامة مستخدمي الطريق سواء من المشاة أو قائدي المركبات، وإن الله تعالى سائلا كل مسؤول عن الأمانة التي حملها هل حفظها أم ضيعها.



الرسالة

رضي الله تعالى عن الفاروق عمر بن الخطاب حين قال ( لو تعثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله تعالى عنها لمَ لمْ أسو لها الطريق ).

 

Twitter : @abdulaziz2002